قلنا إن أبا هريرة رضي الله عنه,, قدم الى المدينة من اليمن,, حبا في الإسلام بعدما سمع بظهور النبي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم,, ورغم شدة فقره وقلة ماله, لكن شغفه بالإسلام ورغبته فيه,, جعل الأمور تسير رخاء بالنسبة له, وبلغ من شغفه برسول الله صلى الله عليه وسلم انه قلما فارقه,, فإما ان يتلقى منه علما أو يتلقى منه ما يسد رمقه, يقول رضي الله عنه,, والله اني لأمر بأبي بكر فأسأله عن المسألة,, والله إني لعليم بها,, ولكنه لا يدرك ما أريد,, ثم يقابلني عمر فأسأله عن المسألة والله إني لعليم بها,, فلا يدرك ما أريد فيراني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعرف ما بي ,, فيقول: تعال ياأباهر,, فيطعمني,, ويقول كنت اصرع من الجوع ما بين الغرفة والمنبر,, فيعلو صدري من يراني, يريد أنه يظنه قد صرع بسبب مس, فيبدأ في القراءة عليه, وما صرعه إلا الجوع,, ويذكر كثيرا أفضال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وأمثاله فيقول: جاء لبن الى بيت رسول الله, فناداني لما رآني اتضور جوعا, فقال اذهب ونادِ أهل الصفة, وهم فقراء الصحابة وابوهريرة واحد منهم, فأناديهم فيشربون واحدا تلو الآخر والقصعة لا تنتهي, ثم يشرب رسول الله وأشرب والقصعة لم تنته, وكل ببركة رسول الله, ويقول: نادى رسول الله يوما من كان لديه تمر فليحضره, فأحضرت جراب تميرات,, كانت عندي, فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي هذا وهذا وأكل الجميع وشبعوا, ثم اعطانيه وقال ضعه في حوزتك,, فأخرجت منه خمسة أوسق ومازال معي حتى سقط مني في الحج وضاع,وكان يجلس في المسجد ويحدث بأحاديث رسول الله يبين الحلال من الحرام,, وذات يوم جاء رجل من خراسان يسأل عن حديث المصراة, وهي التي تحين من الغنم حتى يجتمع بضرعها لبن كثير ثم تساق للبيع,, وقد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن غش بها الخيار بين إعادتها لبائعها ومعها صاع من تمر او إمضاء البيع,, فقيل للخراساني, هذا حديثها رواه أبوهريرة فقال: أبوهريرة غير مقبول الحديث ,, فبينما هم كذلك إذ سقطت حية من السقف وظلت تطارد هذا الرجل حيث ذهب وهو يهرب منها وهي تطارده فصاح عليه الناس,, تب,, تب,, فقال: تبت,, تبت,, فاختفت,, هذا ما ذكره الذهبي في كتابه أعلام النبلاء,, لقد كان هذا الصحابي الجليل نادرا في رؤياه للحياة, وساخرا من بهرج الدنيا,, وانظروا كيف بقي اسمه في الأذهان ويردده طلبة العلم والعلماء منذ نيف وأربعمائة وألف سنة, بعدما كان قبل إسلامه غير معروف,, قيل ان اسمه عبدالرحمن بن صخر وقيل عبدشمس, وقيل غير ذلك رضي الله عنه وارضاه, وعن جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمعين.
|
