| العالم اليوم
الظروف التي انعقدت فيها لجنة القدس الاسلامية امس في مدينة أغادير المغربية والمناخات التي سادت جلساتها والخطب التي القيت من قبل العاهل الاردني والرئيس الفلسطيني تظهر ان عهداً جديداً من العمل الإسلامي لهذه اللجنة بدأ يفرض نفسه ويتجاوز كثيراً من النمطية التي كانت عليها اعمال اللجنة سابقاً.
اولاً يسجل للعاهل المغربي الملك محمد السادس تجاوزه لكل الضغوط الامريكية والإسرائيلية التي كانت لا ترغب بعقد اي اجتماع عربي او اسلامي بعد فشل اجتماعات كامب ديفيد الاخيرة بحجة تخريب الجهود الامريكية بزعم ان الاجتماعات العربية والإسلامية ستزيد من تصلب الموقف الفلسطيني وتقطع الطريق امام اي جهود لإقناع الرئيس الفلسطيني بإبداء مرونة تجاه ما يطرحه الامريكيون من مبادرات والإسرائيليون من مقترحات ولقد تجاوز الملك محمد السادس كل النصائح الامريكية التي لا يخفي المسؤولون الامريكيون توجيهها لكل القادة العرب والمسلمين وهي نصائح وصلت الى حد التهديد والترغيب، تهديد مبطن للدول التي ترفض فرض الهيمنة الاسرائيلية على القدس، وترغيب للدول التي تخضع للتوجهات الامريكية الخاضعة بدورها للاطماع الصهيونية، ترغيب بمنح هبات مالية وقروض اقتصادية وغيرها، وقد وجد الترغيب صداه لدى دول اسلامية يعرفها المسلمون جيداً.
ولهذا فان عقد اجتماع لجنة القدس وسط هذه الظروف تعد خطوة شجاعة للملك محمد السادس الذي الغى ما كان يقال عن تأثير الجالية اليهودية المغربية واثريائها على توجهات المغرب وسياسته تجاه القضية الفلسطينية.
ثانيا: القارئ المتمعن لفقرات الكلمات التي القيت من قبل رئيس اللجنة العاهل المغربي، والرئيس الفلسطيني بالذات، يتذكر اجواء الخطب الحماسية التي كانت لا تقبل المساومة على الموقف الاسلامي إبان عقد السبعينات، فقد كان العاهل المغربي واضحاً بالتمسك بوجوب تحرير مدينة القدس، باعتبارها مدينة محتلة شأنها شأن الاراضي العربية المحتلة عام 1967 وان الالتزام بقرارات الشرعية الدولية يجب ان يكون مرتكز واساس حل قضية السيادة على القدس الشرقية.
ايضاً خطاب الرئيس الفلسطيني يؤكد ان ابو عمار لا يزال صامداً وقوياً في مواجهة الضغوط الاسرائيلية والامريكية، رغم كل ما سمعه من نصائح في لقاءاته العربية والاسلامية والدولية، وانه لم ولن يرضخ لكل محاولات الابتزاز التي تصدر تقريباً كل يوم من واشنطن وتل ابيب.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|