| العالم اليوم
* بعبدات لبنان رويترز:
انتخب مسيحيو لبنان ودروزها يوم الاحد بعد حملة مريرة بين مؤيدي النفوذ السوري في بلادهم ومعارضيه.
لكن الولاء العائلي والمال كان لهما دور خفي في الانتخابات وقالت امرأة وهي تفرك اصابعها كما لو انها تحصي نقودا (سنعطي صوتنا لمن يحبوننا).
وغطت الجدران والسيارات صور المرشحين ومن بينهم وزير الداخلية ميشيل المر واميل نجل الرئيس اللبناني اميل لحود ومعارضه وابن عمه المنشق نسيب لحود.
وللمر دور مزدوج مثير للجدل اذ يشرف على الانتخابات البرلمانية التي تجرى على مرحلتين ومن المقرر اكمالها يوم الاحد القادم ويتصدر في الوقت نفسه قائمة مرشحين مؤيدين للحكومة.
وواجه المر في منطقة المتن التي فازت قائمته بمقاعدها بمشاركة مع قائمة معارضة نسيب لحود.
وكان الرئيس اميل لحود بين اوائل من ادلوا بأصواتهم في الانتخابات في مسقط رأسه في بلدة بعبدات حيث يخوض نجله اميل 25 سنة وهو مبتدىء في الحياة السياسية الانتخابات على وعد بتعزيز اهتمامات الشباب.
وقال الرئيس اللبناني الذي كان يحيط به مساعدوه ورجال مخابرات الجيش للصحفيين بعد ادلائه بصوته انه بدون الجيش ما كان في امكان البلاد ان تتوحد ولما اصبح اجراء الانتخابات ممكنا,, واضاف قائلا انه لن تكون هناك عودة الى الماضي.
واعرب سكان بعبدات عن تأييدهم التام لنسيب لجود رجل الاعمال الثري الذي جمع امواله في الخارج.
وقال احد السكان ان اهالي بعبدات يؤمنون بموقفه وانه سينجح في الانتخابات رغم وجود احتمال لتلاعب او رشى.
ويتهم نسيب لحود الوزير المر بكسب سياسي غير عادل بسبب سيطرته على منح التصاريخ الحكومية في المنطقة.
وقال نسيب للصحفيين انه ادلى بصوته لصالح قائمة المرشحين التي ينتمي اليها ولصالح بيير الجميل المرشح المستقل الشاب.
ويعمل بيير الجميل محاميا وهو ابن الرئيس اللبناني الاسبق امين الجميل الذي عاد الى البلاد من منفاه الاختياري في يوليو تموز الماضي في محاولة لاحياء حزب الكتائب اليميني الذي اسسه والده في الثلاثينات ولعب دورا بارزا في الحرب الاهلية.
وقال نسيب لحود انه اعطى صوته لبيير الجميل على امل ان يعطي مؤيدو الجميل اصواتهم لقائمته وقال انه ومن معه على القائمة يهدفون الى مصالحة وطنية حقيقية ويريدون القاء الحرب الاهلية وراء ظهورهم الى الابد.
وكتب المحلل ميشيل يونج في تعليق في موقع لبنان على شبكة الانترنت مهما يحدث يبدو ان القوة الحقيقية ستكون اقل في يدي الرئيس لحود عن يدي المر, واضاف هذا يمكن ان يثير فقط تساؤلات جديدة عن الشعبية الحقيقية للرئيس.
وكانت قد فتحت اكثر من 200 لجنة انتخابية في الشامال وجبل لبنان حيث يتمركز المسيحيون ابوابها وسط اجراءات امن مشددة لبدء المرحلة الاولى من الانتخابات لاختيار اعضاء البرلمان المؤلف من 128 مقعدا.
وقال وزير الداخلية اللبناني ميشيل المر في مؤتمر صحفي عقده بعد اغلاق صناديق الاقتراع ان التصويت كان منظما ولم ترد تقارير بوقوع اضطرابات.
واضاف انه ربما كانت هناك توترات في الاسبوع الذي سبق الانتخابت الا ان العملية الانتخابية نفسها تسمح للناس بالتعبير عن آرائهم عبر صناديق الاقتراع.
ولكن الجمعية اللبنانية من اجل ديمقراطية الانتخابات وهي جهة مستقلة تراقب الانتخابات اوردت عدة مخالفات.
وقالت ان الشرطة دخلت العديد من مراكز الاقتراع وان بعضها لم يكن مجهزا بستائر وان وزيرا سابقا كان يستخدم سيارات تابعة للبلدية لنقل الناخبين.
وقال شهود عيان ان اشتباكات وقعت في منطقة برج حمود التي تقطنها اغلبية ارمنية في بيروت بين اعوان المر الذي يخوض الانتخابات للاحتفاظ بمقعده وانصار رجل الاعمال نسيب لحود ابن عم الرئيس اللبناني اميل لحود.
وقال شهود عيان ان نائبا ارمنيا تعرض للضرب من جانب انصار مرشح منافس في الدائرة نفسها.
ولم يذكر نسيب لحود الاضطرابات الا انه شكا من مشاكل فنية غير محددة في الانتخابات.
ومضى يقول للصحفيين بعد الادلاء بصوته في منطقة المتن الجبلية شمال شرقي بيروت ان هذه معركة سياسية بين المعارضة وانصار الحكومة.
وتشهد المنطقة التي يسيطر عليها المسيحيون معركة شرسة بين المر ولحود الذي اتهم وزير الداخلية باستخدام اساليب غير نزيهة للتأثير على الانتخابات.
وكان حجم الاقبال منخفضا نسبيا في الصباح ولكن شهود عيان قالوا ان الناخبين بدأوا يتوافدون على مراكز الاقتراح في وقت لاحق امس.
ويساند جنبلاط الذي طردت قواته المسيحيين من الشوف اثناء الحرب الاهلية بيير الجميل ابن الرئيس اللبناني السابق امين الجميل وقد نجح الاثنان في دائرتيهما.
ومثل هذا التحالف غير المعتاد هو واحد من بين عدة تحالفات في الدوائر الانتخابية اللبنانية تخطت الحدود الطائفية.
واختار نحو 3,1 مليون ناخب مسجل في القوائم الانتخابية 63 نائبا من بين 286 مرشحا يتنافسون في ثالث انتخابات برلمانية تشهدها البلاد منذ انتهاء الحرب الاهلية التي استمرت من عام 1975 الى عام 1990.
|
|
|
|
|