| مدارات شعبية
* بريدة نايف الغيداني
الصيد هواية محببة لأغلب الناس فهي لا تخص شريحة معينة من المجتمع.
فتجد الاشخاص على اختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية وعلى اختلاف مراكزهم القيادية يمارسون هذه الهواية بكل شغف وجنون,.
والصيد من الهوايات التي تمتلك قلب راعيها خصوصاً الصيد بالصقور,, وهم من يسمون بالصقارة وكلمة صقار تطلق على الذي يهتم بالصقور سواء تربيتها أو القنص بها,, والصقر ذلك الطائر الجارح الصياد الماهر الممتع بطريقة اصطياده، له مكانة عند صاحبه او راعيه توازي مكانة ابنائه حتى انه يختار له الاسماء الرنانة او المميزة فمنها مايسمى:
غشام، نمران، فلاح، مشهور، لطام,, الخ.
وفي محل بيع الصقور بمنطقة القصيم العائد الى خالد محمد عبدالله الشريدة وهو من الصقارين المميزين حسب ما سمعنا من رواد المحل حيث وجدنا العديد من هواة الصقور وتربيتها وقد كان الحديث معهم بمنتهى الروعة والجمال فهؤلاء الصقارة علمتهم الرحلات والمكوث في المناطق الخالية الاعتماد على النفس والثقة بها الرحلات والمكوث في المناطق الخالية الاعتماد على النفس والثقة بها فهم استمدوا طيبة النفس من طيب الخزامى الفواح.
فهم ينفضون عن انفسهم غبار وهموم المدينة بالرحلات البرية ويطربون انفسهم بمجالس السمر التي يحيونها بعد كل رحلة صيد فلا تكاد تمر سالفة الا وتتبعها ابتسامات ترتسم على محياهم وكأنها أزهار قحويان في اطراف روضة مقفرة.
وأحيانا تكون الضحكات بأصوات مرتفعة تحملها الريح الى مسافات بعيدة يرتد صداها اليهم بعد فترة فهم لا يملون من الحديث عن الطيور والصيد وطريقة الصيد والقرنسة فكان لنا هذا الحديث مع الصقار خالد الشريدة:
وكان سؤالنا عن القرنسة وكيفيتها فقال ان القرنسة هي مرحلة استبدال الريش بالنسبة للصقر حيث يتم حجر أو ربط الصقر وابعاده عن الصيد مدة تقارب ستة اشهر وتبدأ من أواخر شهر مارس حتى شهر اكتوبر اي من بداية الصيف حتى دخول فصل الشتاء وفي هذه المرحلة يجب الاعتناء بالصقر عناية فائقة فيطعم بانتظام طعاماً طازجاً يومياً حيث ان إهماله يؤخر فترة القرنسة ويسبب له بعض الامراض التي قد تؤدي الى موته.
وعن الامراض الشائعة تحدث الصقار خالد الشريدة بأن الامراض كثيرة ولكن الاكثر انتشارا هي:
مرض الصدة وهو مرض يصيب رجل الصقر نتيجة وضع حجر ماء او ماعون فيه ماء لأن الطيور ترغب السباحة بالصيف لذلك تجد ارجل الطير لينة نتيجة النزول بالماء فترة طويلة وتتشكل الصدة على شكل مسمار محمي يمكن علاجه في البداية ولكن مع تأخر العلاج فإنه يستحيل شفاء الصقر منه.
وكذلك من الامراض القلاع وهذا يصيب الطير من الداخل على شكل حبوب مما يجعل اكل الطير فيه شيء من الصعوبة في فم الطير ممكن علاجها ولكن القلاع الداخلية صعب علاجها.
ومن الامراض كذلك الرداد:
وهذان نوعان في انف الطير مما يجعل التنفس صعباً فتجد الطير يتنفس عن طريق العيون وهذا يمكن علاجه ولكن الرداد الداخلي لا يمكن علاجه فهو يعتبر مرضاً سرطانياً ليس له علاج ويكون بالرئة او معدة الطير.
ومن الامراض الجررة وهي تظهر على شكل حبوب على الطير وكذلك هناك مرض يسمى السويرق يسقط ريش الصقر مرارا عديدة فلا يظهر الريش (وهذه اسماء متعارف عليها عند الصقارة وليست اسماء علمية).
وعن أنواع الطيور تحدث لنا الصقار فضي عاتق العازمي فقال: الطيور انواع عديدة فهي:
1 الحرار وتنقسم الى حرار فارسية وحرار شامية وحرار روسية وتعتبر الفارسية والروسية اطيب انواع الحرار.
2 الوكري وتنقسم إلى وكار سودانية ووكار خبتي وهي طيور طيبة وصيادة.
3- الشياهين وتنقسم الى بحرية وجبلية وهي طيور سريعة الانقضاض على الفريسة والبحرية من اطيب الطيور واردف قائلا ولكن الحرار لها ميزة خاصة فهي تعتبر افضل الطيور واحبها الى الصقار.
وعن اسعار الطيور تحدث لنا الصقار ضيف الله محمد الحربي فقال الطيور او الصقور تختلف اسعارها بجمال شكلها اما الفعل فلا دخل له بالسعر واحيانا يكون فعل ما قيمته خمسة الاف افضل مما قيمته مائة الف ريال فاختلاف الاسعار في الاشكال فقط والمثل يقول نصف المال نظرة.
وعن طريقة شبك او صيد الصقور تحدث خالد الشريدة فقال هناك عدة طرق فكان قديما يتم الشبك بطرق متعبة وشاقة وهي:
1 الرمك وهي تستلزم الصبر حيث يتم حفر خندق ثم يجلس فيه ويوضع فوقه شجر ثم تربط حمامة بحبل وعند مرور صقر يرى الحمامة ثم يحاول اصطيادها ثم يقوم بسحب الحبل حتى يمسك الصقر.
2 الجني: وهو الصعود الى اعشاش الصقور في الجبال وهذه فيها مخاطر السقوط ولدغ الأفاعي.
اما الطرق الحديثة فهي سهلة وفعالة حيث توضع شبكة خاصة على ظهر الحمامة او طائر السمان حسب اللون ثم تطلق وعند انقضاض الصقر تعلق مخالبه بالشبكة.
واثناء حديثنا قاطعنا الصقار: عبدالرحمن الزعاق فقال: يا اخي هناك ناد لهواة الحمام الزاجل وفي جميع الدول يوجد ناد يسمى نادي الصيد وهذا مالا يوجد بالمملكة فلماذا؟ وقد ايده جميع الحضور فهم يطالبون الاندية الرياضية ان تجعل الصقور من انشطتها او يوجد اتحاد خاص بالصقارة,, لأن كثرة الطيور من صالح الابناء والاجيال القادمة.
وعن ضياع الطيور تحدث لنا ساطي الرويس فقال: وفي الوقت الحالي توجد أجهزة حديثة تستطيع ان تتبع الطير لمسافات بعيدة فيمكن مراقبة الطير حتى بالليل او بالمطر وهذه اجهزة خفيفة تشبه الرادار.
وعن القصص الطريفة تحدث لنا ابو منصور فقال: في احدى السنوات اشتريت طيراً حراً بمبلغ 26 الف ريال وكنت سعيداً وعند اول رحلة صيد صدنا به طائر الحبارى وترك الحبارى وشلع الى السماء ولم نجده الى الآن وكذلك تحدث يوسف العمار بأنه اشترى طيراً من شخص وبعد عدة ايام اتى اليه احد اصدقائه وسأله هذا طير فلان فقال نعم فقال هذا كان لي وهو أردأ طير رأيته في حياتي وبعد أول قنص فعلا لم ار في حياتي مثله واستمر معي عدة سنوات وكان اعز طير عندي.
|
|
|
|
|