| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد .
لا يخفى ما لمدير أي دائرة من تأثير عليها وما يمكن أن يلعبه من دور كبير في مسيرتها وكيف أن قدرات المدير ستلقي بظلالها على هذه الدائرة التي تعود إليه المسؤولية فيها وأي نمط من الأداء ستقدمه للمجتمع المعني بها تلك مقدمة وجدت أن لا مفر منها لتكون بمثابة توطئة لموضوع حديثي قبل الولوج فيه فحين نطيل التأمل ونستقري الواقع نجد أن جل المشاريع التي حازت حظاً وافرا من النجاح لم تصل لهذه المنزلة الرفعية إلا بعد أن توافرت لها قيادة على قدر كبير من التمكن والاقتدار الذي أهلها لحسن الإدارة بأكبر قدر ممكن من النجاح,,
لم أقل بنجاح تام كما في وصف البعض للمبرزين في أعمالهم لأن الكمال أولاً صفة مختصة بالمولى عز وجل وثانياً إيماناً مني بأن الإنسان يظل عاجزاً عن بلوغ درجة الكمال في المواهب والقدرات التي باستطاعة البشر أن يبلغها مهما بلغ به السعي وبذل الجهد إذ لا بد من ثغرات للجنس البشري مهما بلغ صاحبه من التمكن والإبداع ومن هنا جاءت مقولة كفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه ومن يتأمل التاريخ حاضراً وغابراً يجد من الشواهد الحية الكثير,, ونحن نعيش مستهل أيام عام دارسي جديد أجدها فرصة سانحة لأن أهمس في إذن كل ولي أمر طالب بأن لا تغيب عن ذهنه المحاسن الكثيرة والمتعددة لمدير المدرسة التي يتلقى فيها ابنه تعليمه ولا لأي احد من أعضاء هيئة التدريس فيها بمجرد حدوث خطأ بسيط أقول ذلك بعد أن وجدت بين أولياء أمور الطلاب من يجعل كما يقول المثل من الحبة قبة فيشير من المشاكل والبلابل ما لاحصر له متغافلاً ومتجاهلا كل صورة مشرقة لطالما تغنى بها عن ذات المدير ونفس المدرسين وقد يكون دافعه في صب جام غضبه على المدرسة والقائمين عليها هو نقص في درجات ابنه لأحد المواد فيظل رافضاً كل المبررات ومساعي الإقناع مكتفياً باستجداء المدير تارة ومعلم المادة تارة أخرى لإعادة الدرجة المفقودة غير واضع أدنى اعتبار لما يحملانه من الأمانة التي تجعلهما في موقف المسؤولية التي تحتم عليهما أن يرفعا شعار العدل والإنصاف وعدم بخس طالب حقه أو إعطاء الآخر ما لا يستحق من الدرجات ثم إن مثل هذا الولي الذي تفشل كل محاولات إقناعه بأن ابنه لم يقدم في دراسته ما يشفع لمعلمه بإعطائه درجة وافية من غير نقص مثل من يريد أن يقنعنا بأن فلانا من الناس قادر على أن يحوز قصب السبق في كل شأن يخوض غماره مهما كان وضعه واستعداده وحالته الصحية والنفسية وتأهيله قبل دخول حلبة المنافسة وبغض النظر عن حالة المنافسين له ومدى تأهبهم واستعدادهم لدخول سباق النجاح والتفوق, فهلا تحلى مثل ذلك بشيء من الحكمة المطلوبة في مثل هذه المواقف وأن لا تأخذه العاطفة الأبوية كل مأخذ وبدرجة جعلت بين الآباء من يجعل ابنه الصادق الصدوق في كل ما يرويه عن مشاكل من داخل محيط المدرسة حتى ولو بلغ به الأمر حد تفنيد المعلم وحتى مدير المدرسة بحضرة ابنه الذي يتلقى تعليمه على يديهم فلله در هذا المعلم فكم يواجه ويواجه جراء العاطفة الأبوية الجاهلة !! يبدو أنني كنت أريدها سانحة للتعبير عن حالة غير تربوية تمارس وبإصرار من قبل بعض أولياء الأمور بيد أن الحديث طال بنا حتى صرفنا عن داعي الكتابة الأساسي وهو الحديث عن نوعية المديرين وقبل أن أعود حيث بدأت حديثي أجد أنه حري بي أن لا أغفل الإشارة إلى أن بين تلك النوعية من أولياء الأمور التي أشرت لها آنفاً ممن يحسن بنا تسميتهم بأسرى العاطفة الأبوية أقول أن بينهم فئة تنتمي لهيئة التدريس وهنا تكون دائرة العجب أكبر وأكبر!!
تحدثت عن أن مدير الدائرة الناجح ليس من لا يقع منه الخطأ وإنما هو من تعد منه الأخطاء حتى تبدو كما لو انها لم توجد أساساً وما إلى هذه النوعية من المديرين أردت أن أصرف حديثي وإنما أشرت لأثرهم ودورهم القيادي لأنه مما يستحق أن يذكر فيشكر أما مدار حديثي فهي فئة من المديرين لم يكن لهم أثر يشفع لهم بتقلد مسؤولية قيادية ناهيك عن أن تكون تلك المهمة بحجم منصب مدير مدرسة شخصياً أسمع ومع كل حركة لمديري المدارس علامات الذهول والتعجب والاستفهام حول تنصيب بعض الأسماء للقيام بمهمة إدارة هذه المدرسة أو تلك واجد أن هذا المرشح لا يحظى بأدنى تأييد أو قبول من أهل الحي الذي تقبع به المدرسة فينطلقون زرافات ووحدانا يحملون راية الرفض والتنديد بهذا الترشيح وربما ذهب البعض منهم إلى أبعد من ذلك من خلال اقتراح أسماء أخرى لتكون بداية لهذا المرشح أما موقف الإدارة المعنية فلا يخلو من بعض التشدد في الشروط لإبطال هذا الترشيح وتكون المشكلة هنا أعقد حينما يكون هناك عدم قبول لهذا المدير المرشح من قبل أعضاء هيئة التدريس بالمدرسة وهنا لا تنشد عن الحال الذي سيؤول إليه مصير المدرسة بعد تقلد هذا المدير غير المرغوب فيه لمهام الإدارة وكيف سيكون موقفه بين أولياء أمور طلابه وهم الذين لم يتركوا سبيلاً لإبطال ترشيحه إلا وطرقوه وكيف ستكون العلاقة بين البيت والمدرسة في ظل انعدام ثقة البيت بالمدرسة ممثلة بمديرها الذي ربما جاءت به الواسطة لا الكفاءة والمؤهلات قد لا يلقي البعض بالاً لهذه الأمور ولكني أراه على درجة كبيرة من الخطورة كيف لا وهو يرتبط بمصير سواعد الوطن وعماد المستقبل فيه أليس من المنطق أن أضحي بمصلحة شخصية أياً كانت إذا كان ذلك سيثمر عن مصلحة أكبر وهي المصلحة الجماعية المتمثلة بطلاب هذه المدرسة أو تلك فليس من الحكمة أن نتركهم ليبقى مصيرهم مرتبطاً بحالة الوفاق بين مدير المدرسة وأولياء أمورهم أو أن يكونوا ضحية لعدم الرضى بالمدير من قبل مدرسيهم وهو اختلاف في الغالب يفسد الود ويقطع المحبة ويأتي على عملية التفاهم والتعاون المطلوب فيما بين أطراف العملية التعليمية والتربوية وأحياناً يكون استمرار الحياة مرتبط بإزالة أحد الأطراف هكذا يتصرفون طبياً فهلا أجرينا هذه التجربة التي أصابت في كثير من الحالات نجاحاً باهراً أقول هلا أجريناه على بعض أمراض العملية التعليمية والتربوية ليدوم فيها نبض الحياة؟! وهنا والحديث عن الإدارة المدرسية فإنني لتساورني بعض المخاوف من أن تكون بعض الإدارات التعليمية تتخذ من الإصرار على فرض بعض الأسماء التي لا تحظى بالقبول لإدارة مدرسة ما بعد فشل محاولاتها المتكررة في إقناع أسماء أخرى لا يختلف في قدراتها وكفاءتها اثنان وسيلة تضغط من خلالها على أهالي الحي الذي تقع به المدرسة ليتولوا بأنفسهم عملية إكمال مسعى الإدارة ومحاولاتها غير الناجحة في إقناع بعض المؤهلين لتولي إدارة هذه المدرسة وبذلك تكون الإدارة قد رفعت عن نفسها صفة الفشل وفي نفس الوقت حققت مآربها من خلال أولياء الأمور فهي أي الإدارة التعليمية قد جعلت من ترشيح شخص لا يحظى بالقبول والتأييد بل وجوبه خبر ترشيحه بالمعارضة أقول أنها جعلت منه سبيلاً للضغط على أهل الحي لايجاد أسماء بديلة وحين تفشل مساعيهم في إقناع من يرون فيه القدرة على إدارة مدرسة أبنائهم يكون الخيار هو المدير الذي قابلوا ترشيحه بالرفض وهنا تكون الإدارة قد نجحت في رمي الكرة في مرمى المعترضين ليبقى الخوف من أن تمزق تلك الكرة شباك العملية التعليمية والتربوية وتترك في جدارها ثقباً ربما أتى على تطلعات الوطن لمستقبل سواعده الفتية من الشباب الواعد وهنا لن أقول كما يتردد بأن آخر العلاج الكي ولكن أقول بأن من المصحلة للوطن ولعماد المستقبل فيه أن نجعل أول العلاج الكي لهذه الحالة أقولها من قلب غيور على مصحلة الوطن وما يعود بالنفع على أبنائه.
قبل الختام أتمنى لهذا الموضوع أن يرى النور قبل أن تصدر الإدارات التعليمية حركات مديري ووكلاء المدارس على أن يؤخذ ما جاء به في الاعتبار بعيدا عن بعض القواعد الروتينية فماذا يعني حصول معلم على تقدير ممتاز في سنواته الأخيرة وهل هذا مبرر كاف لتقليده منصب مدير مدرسة ثم هل من المنطق أن يكون كرسي إدارة المدرسة مرتبطا بما حصل عليه المرشح من تقديرات مديره السابق والتي قد يكون اجتهد فيها دون ان يحالفه التوفيق!!
ختاما أتمنى أن يكون لكل محافظة ومركز لجنة أهلية تكون معنية في ترشيح مديري المدارس ومن ثم الرفع بذلك للإدارة المعنية والتي تملك القرار النهائي في تحديد الأنسب من بين الأسماء المقترحة فذلك برأيي أدعى للنجاح ولكي تواصل عجلة العملية التعليمية والتربوية سيرها من غير عوائق أو مؤثرات سلبية من شأنها أن تنال من حظ أبنائنا الطلاب وتهدد مستقبلهم التعليمي بالفشل.
والله من وراء القصد
عبدالله بن ناصر الخزيم محافظة البكيرية
|
|
|
|
|