| مقـالات
أحب الرحلات كثيرا وأحب ان اقرأ عنها في كتب الرحالة الأجانب والعرب والمسلمين قديما وحديثا, ولهذا توجد في مكتبتي وفي مكتبة قيس المتخصصة في الكتب والجرائد والمجلات القديمة عشرات من كتب الرحلات وبعضها نادر وقديم (لو كنت قرب مكتبتي لذكرت لكم ايها الاخوة معظمها ولكني أكتب الآن وأنا بين السماء والأرض في رحلة الخطوط التايلاندية تاي THAI بين أوكلاند في نيوزيلاندا آخر الدنيا جنوبا شرقا عند الجن بسم الله الرحمن الرحيم وبين كولومبو عاصمة سيريلانكا سيلان مروراً بسدني في أستراليا توقف ساعة واحدة وبانكوك (أقل من يوم وليلة).
أعود والعود أحيانا أحمد للرحلات وكتبها وشجونها وشؤونها وأقول إن مما أتذكره من أسماء كتب الرحلات القديمة: رحلة في افريقيا لرحالة أجانب قبل أكثر من مئة سنة او (مائة سنة) ورحلات لأمريكا واخرى لأوروبا قبل أقل من مائة سنة ورحلات لإسبانيا (الأندلس) الفردوس المفقود او الموعود كما يسميه بعض المؤلفين الذين يسبحون في الخيال, ورحلة لكشمير (جنة الله في أرضه) ورحلة لجزر الكناري وأخرى لقبرص وروسيا وغيرها, ورحلات الرحالة المصري محمد ثابت ومحمد علي الكبير والرحالة المواطن عبدالحميد مرداد والرحالة المواطن محمد العبودي, الأول حضرت مرة حديثا له في ندوة عبدالعزيز الرفاعي رحمه الله عن رحلاته ومغامراته في الصين والمغرب واستراليا, توفي رحمه الله قبل سنوات قليلة، وكانت رحلاته ومذكراته سيئة الحظ فقد بقيت لدى مجلة المنهل دون ان تنشر ونشر له نادي مكة الثقافي أو الأدبي (لا ادري) جزءا من مذكراته وينتظر الناس نشر البقية.
الرحالة المواطن الثاني هو الشيخ محمد العبودي وله اكثر من مائة كتاب في رحلاته الى انحاء العالم، طبع منها الكثير وبقي الكثير لديه بانتظار طباعته، وله كتب اخرى مثل: معجم القصيم 6 مجلدات /مأثورات شعبية/ الأمثال العامية في نجد 5 مجلدات، نفحات من السكينة القرآنية وغيرها وغيرها,, وفي جعبته الكثير من الكتب المهمة التي ينوي إخراجها وينتظرها الناس, ولعل أهمها (معجم الكلمات العامية في نجد).
ولحبي للرحلات وكتبها رحلت الى عدة بلدان (حسب امكاناتي المادية) في آسيا واوروبا وأمريكا الشمالية وشمال افريقيا وكتبت عن بعضها ك: لندن واوروبا ومصر وتركيا وبقيت قارة استراليا ظللت أتمنى زيارتها حتى جاءت الفرصة وأخبرني الأستاذ علي بن محمد الحمدان القائم بأعمال سفارة المملكة في سيريلانكا بأنه سيزور استراليا ونيوزيلاندا وأنه يرحب بي للذهاب معه وابنه فارس الى هناك، ففرحت ولبيت الدعوة شاكرا و(طرت) من الرياض الى كولومبو (لاكولومبيا) 5 ساعات، وكان الأخ عبدالله الحمدان (أبو خالد) قد ذكر لي ان نسيبه (المواطن البيري) الكابتن عبدالله الرشيد قال له ان لديه رحلة الى كولومبو ولكن الطيار في تلك الرحلة كان الكابتن فريد المطوع, وخسرت رؤية الرشيد (وتعلم الطيران على يديه).
غادرنا كولومبو الى بانكوك (4 ساعات) وبقينا فيها يومين لتستريح الطائرة اثناء ذلك, وقد غمرنا فيها الأستاذ وهيب السهلي سفير المملكة هناك والأستاذ ابراهيم الخراشي الموظف بالسفارة بلطفهما, ومن بانكوك الى مدينة مالبورن في جنوب استراليا (8 ساعات) بدون توقف، أَطلَعنا فيها السيد عزقي (صديق أبي فارس) على معالم المدينة الجميلة النظيفة الهادئة المنظمة التي يبنون فيها بيوتهم من الخشب (وكذلك رأينا هذا في نيوزيلاندا), زرنا منجم الذهب في مدينة (بالارات) وغادرنا ملبورن الى (بريزبن) القريبة من ساحل الذهب (80 كيلا) لعدم معرفتنا بوجود مطار في الأخيرة.
ومن بريزبن الى ساحل الذهب نقلتنا الحافلة التي هي باللغة الانجليزية (باص) وبالفرنسية أوتوبيس (اوطوبيس)، والمؤسف أننا في المملكة استبدلنا كلمة الحافلة بأحد هذين الاسمين الأجنبيين, كما استبدلنا كلمات عربية بسيطة سهلة جميلة بكلمات أجنبية وأسوؤها (كبري) بدل (جسر), كما بدأ بعضنا (تقليدا أعمى) يستعمل (كويّس) بدل (زين) و(حيط) بدل(جدار) و(بلّش) بدل (بدأ) وكان عندنا مرض قديم اسمه (البلش).
المهم وصلنا القولدكوست (ساحل الذهب) وهو ساحل جميل نظيف طوله 70 كيلا من أنظف الشواطئ وأطولها في العالم ذو رمل ناعم نظيف وماء صاف جميل, وكان الوقت صيفا عندنا وشتاء في استراليا ونيوزيلاندا آخر شهر ربيع الآخر وأول جمادى الأولى (أغسطس) فلم استطع السباحة لبرودة الجو رغم حبي الشديد لها, ولكننا استمتعنا بجولات في (عالم البحار) و(عالم الأحلام) و(عالم الأفلام) وأعجب ما رأينا في عالم الأحلام برجا عظيما ارتفاعه اكثر من 300 متر (برج الرعب) ويصعد اليه الناس في مصعد خارج البرج على كراسي ثم يهوي بهم بسرعة عظيمة حتى يقرب من الأرض فيهدئ سرعته، ومن جهة اخرى تصعد اليه سيارة (عربة) في طريق انسيابي مائل وبها مجموعة من الركاب المربطين ربطا جيدا تصعد بسرعة عظيمة هائلة (باهرة) تصل 160 كيلا، فإذا اقتربت من أعلاه توقفت ثم عادت بنفس السرعة, فلم نفكر في الصعود الى هذا البرج لا بالمصعد ولا بالعربة (والخوف رحمة ومن خاف سلم) لخطورتهما وهول سرعتهما.
فكرنا في الذهاب الى سدني بالحافلة إلا ان المدة كانت أكثر من اثنتي عشرة ساعة فاكتفينا بمشاهدة الطريق بين بريزبن وساحل الذهب.
إلى سدني
ذهبنا الى سدني بالطائرة (ساعة) وشاهدنا معالمها واطلعنا فيها على بعض الصحف التي تصدر فيها باللغة العربية من قبل المهاجرين اللبنانيين وغيرهم، ومنها :الشرق ، الهيرالد، التلغراف، النهار وغيرها.
ورأينا المتحف الحربي والمدمرة الحربية والآلات المعقدة فيها والغواصة وآلاتها المعقدة الكثيرة، وكذلك رأينا الباخرة الشراعية الضخمة التي بناها الهولنديون ذات الأدوار الثلاثة وكلها من الخشب وهالنا ما رأينا فيها من الأخشاب الطويلة الضخمة الكثيرة معقدة التركيب، وصعدنا في برج سدني وأخذنا معلومات عن الأبراج في العالم وارتفاعاتها من كتيب المعلومات (برشور) فعلمنا ان أطولها هو برج تورنتو في كندا يليه برج موسكو ثم شنقهاي في الصين الشعبية التي كانت الشيوعية!! ثم شيكاغو في نيويورك ثم كوالالمبور ثم برج في الصين ثم بكين ثم اوزبكستان ثم ألمانيا ثم طوكيو ثم نيوزيلاندا ثم استراليا,, الخ.
وعلى فكرة عاصمة استراليا هي (كانبرا) ولكنها ليست تجارية سياحية مهمة مثل سدني (ومثلها عاصمة نيوزيلاندا كما سيأتي وعاصمة سويسرا وغيرهما وساحل الذهب وملبورن).
وفي سدني شاهدنا الشاشة الضخمة الكبيرة جدا التي لا يوجد مثلها في العالم وتكبر اي شاشة في العالم بعشرة اضعاف ويسمونها (إيماكس)، يعرضون فيها أفلاما عن التزلج على الماء والجليد وتسلق الجبال ومناظر اخرى والوقت في استراليا قبله في المملكة بسبع ساعات أما نيوزيلاندا فإنه يكون تسع ساعات قبله في المملكة, وقد أبقيت ساعتي على توقيت المملكة وأعد بأصابعي (بمصابعي) الزيادة لأعرف الوقت هناك.
وشاهدنا الألعاب الأولمبية، أقصد مكانها في إحدى ضواحي سدني لأنها لم تكن بدأت اثناء وجودنا هناك.
تحت الماء
وفي سدني في مكان يسمونه (الاكواريوم) دخلنا تحت الماء وشاهدنا أنواعا هائلة من الأسماك فوقنا وعن يميننا وعن شمالنا فسبحان الخلاق الباري,.
لمحة عن أستراليا
وأستراليا قارة واسعة اكتشف شماليها الهولنديون ثم جاء الكابتن الانجليزي جيمس كوك عام 1770م ومسح ساحلها الشرقي واقترح الاستيطان فيها (كما اكتشف نيوزيلاندا بعد ذلك), وبها صحارى ورمال وأماكن لم تكتشف بعد (13 ولاية)، اعتبرتها الأمم المتحدة من التراث العالمي، وبها أنواع كثيرة جدا من الطيور والحيوانات لا توجد في غيرها.
وتقضي الطائرة ثلاث ساعات لقطع المسافة بين شرقها وغربها وأكثر من ذلك بين جنوبها وشمالها.
وكنت رأيت الاستطلاع الذي كتبه سليمان العصيمي في إحدى جرائدنا عن استراليا وأخذته معي ولكنه ليس أمامي الآن لأشير الى بعض ما ذكره مما لم اطلع عليه او لم احرص على الاطلاع عليه لكرهي للإحصائيات .
إلى نيوزيلاندا
ومن أستراليا امتطينا الطائرة التايلاندية (صاحبتنا في رحلتنا كلها) وبعد ثلاث ساعات (حللنا) في أوكلاند المدينة الشهيرة في هذا البلد الذي عاصمته (ويليقتون) وتقع في جنوب الجزيرة الشمالية بينما تقع اوكلاند في وسط هذه الجزيرة الى الشمال قليلا, وصعدنا برجها وقمنا برحلة الى شمال هذه الجزيرة الى مدينتي طيبة TAIBA وبهية او باهية BAIHIA وكدنا نصل الى الطرف الشمالي من الجزيرة (الكيب) 90 كيلا، وصدنا السمك ثم أكلناه (بعد طبخه طبعا) وكلانا ماهر في الطبخ إلا ان أبي فارس بَزَّني في ذلك و(بز) أيها السادة بالباء الموحدة والزاي أي (تفوق عليّ).
وللحق فقد كان الأخ علي نعم الصديق والرفيق (حطه على يمناك) ولاحظت ان السكان هناك ينطقون بعض الكلمات الانجليزية بلهجة مغايرة لما ألفناه وما ينطقه الآخرون, مثلا: بحثت عن التمر لما أشرف تمري على النفاد فلما سألت عنه وقلت ديت DAIT لم يعرفوا ما أريد ثم تبين انهم ينطقونها دايت وقال لي بعضهم ناو فظننت أنه يقول (الآن) ثم علمت انه يقول (لا) وليمون ينطقونها لايمون وأوكي اوكاي وويت (انتظر) ينطقونها (وايت) والوايت عندنا هو صهريج الماء السيار ولعل أصل الكلمة أن اجنبيا اشار الى صهريج لونه ابيض بقوله (وايت) فلصقت به التسمية، كما ان أجنبيا اشار الى سيارة سيدان رقمها 18 بقوله (ون ايت) فلصقت التسمية بها ايضا, وبالمناسبة فلدينا في المنطقة الغربية (زقاق) وفي اللغة الانجليزية (زقزاق) لعل احداهما جاءت من الأخرى وفي المنطقة الوسطى (قوه) لعلها جاءت من الكلمة الانجليزية (GO).
وبمناسبة (انتظر) فقد كنت في ولاية فلوريدا قبل سنوات طويلة في مطار مدينة ميامي في طريقي الى أورلاندو ورأيت كلمة(اصبر) باللغة اللاتينية فعلمت انها انتظر باللغة الاسبانية بقيت من آبائنا هناك.
عن اللهجات
أعود مرة أخرى للهجة سكان شمال نيوزيلاندا حيث تذكرني باللهجات عندنا في المملكة والاختلاف العجيب فيها ففي منطقة الرياض وما حولها يقولون (فيه) وفي الزلفي يقولون (به) بكسر الباء وفي القصيم (بالقصيم) بُه بضم الباء وفي المحمل وسدير نقول للماء مئ بصوت بين فتح الميم وكسرها، بينما في الوشم ومناطق اخرى يفتحون الميم و(الجنّبا) لهم لهجات اخرى.
ومن الطريف ان صديقا مرحا (توفي رحمه الله) قال لي ان ابن عمك يقول (أنت لقيت مئ وانا ما لقيت مئ) في البئرين اللذين حفراهما في استراحتيهما, وعلى ذكر الماء فكما تعرفون في مصر (ميّة) وفي الخليج والعراق (ماي) وعندنا (مويه), وفي المغرب العربي ينطقونها صحيحة (ماء) ولكن بعض الظرفاء يقول ان نطقها هكذا يشبه صوت الماعز.
وبمناسبة التمر فقد كان معي كمية من التمر والقهوة والشعير والمسمار والزنجبيل اضافة الى القرصان، آكلها مع الحليب (قرصان فليكس) اذا لم يعجبني أكلهم او لم استطع الطبخ, وكذلك معي كثير من الأشياء التي ذكرتها في إحدى مقالاتي بهذه الجريدة بعنوان (طرائف حقائب وأغراض السفر) مثل الكمون (لوجع البطن) ونحوه.
أقول لما اشرف التمر على الانتهاء ولعدم استطاعتي الصبر عنه وجدت في مدينة (أوكلاند) تمرا امريكيا يشبه تمر الخضري وطعمه (لا بأس به) ولكني ما غادرت المدينة الى مدن اخرى في الشمال والوسط لم اجد سوى تمر يظهر انه من ايران ومجهز في نيوزيلاندا مخلوط بشيء من الزيت لم يعجبني ولم استسغه، وأعجب من هذا اني وجدت في بانكوك تمراً إسرائيلياً يشبه التمر الجزائري وطعمه (لا بأس به), كما وجدت في كولومبيا تمرا معبأ هناك ولا ادري اين مصدره ونوعه (نعمة) مما نعطيه للغنم عندنا، لذا لجأت لسفارة بلادي لحل مشكلتي مع التمر وقد انحلت تماما فشكرا لهم, كما حلت مشكلتي مع التمر سفارة بلادي في كوالالمبور عاصمة ماليزيا قبل سنوات حين لم اجد هناك سوى تمر صيني احمر اللون (اسميه تمرا تجاوزا) صغير الحجم أحضرته معي وعلبته لأكتب عنه فنسيت، فأين تمور المملكة في منطقة الرياض والاحساء والقصيم والمدينة المنورة، أين نادك وتمور القصيم وغيرها عن تلك الدول؟.
أصحاب البلاد الأصليين (موري) موجودون بجانب الانجليز وغيرهم في كل من استراليا ونيوزيلاندا ولونهم اسمر وسمعت ان مشاكل وقعت بينهم وبين الانجليز لدرجة انهم أكلوا بعض الغزاة (ستيك)!
إلى روتروا والبراكين
في نيوزيلاندا استأجرنا سيارة جيب تويوتا (راف 4) وذهبنا للشمال لمدة يومين (كما تقدم) ثم عدنا لأوكلاند وغادرناها للوسط برفقة السيد محمد اقبال الذي غمرنا بلطفه وأريحيته ودلنا مشكورا على بعض المعالم المهمة كالثلوج في الجبال والمغارات العجيبة تحت الارض.
وأعجب من ذلك منطقة البراكين في مدينة (روتروا) فقد شاهدنا (لأول مرة) مياها تفور (تغلي) تخرج من الأرض وطينا يغلي ومياها ترتفع عاليا وهي تغلي عدة امتار وبخارا يخرج من الارض في الشوارع والجبال والأراضي وبين البيوت, إنها مناظر عجيبة جدا وقد خشينا منها ولكن الله سلم فقد أكد لنا اقبال ان لا خطر منها وانها هكذا منذ آلاف السنين ولله في خلقه شؤون.
صدقوني ان بركا وضعت بين الغرف في الموتيل الذي سكنا فيه يسبح فيها سكانه وانهم يرسلون الماء الحار لتلك البركة من (البزبوز) حسب رغبتهم وهذا ما فعلناه, ونرى الماء يفور في الحفرة الرئيسية التي يخرج منها الماء من الارض وبخاره يغطي المكان, وصدقوني ايضا انهم يطبخون على ذلك الماء بدون نار لانه يغلي، فما عليهم سوى الاتجاه للصندوق المخصص لذلك وفتح الماء الذي يغلي من البزبوز وطبخ ما يريدون فيه.
وقد تجولنا في المدينة وشاهدنا براكين تفور ماء واخرى يغلي طينها حمما لكنها لا تذهب بعيدا كالبراكين الخطيرة في أماكن اخرى من العالم.
وكنت شاهدت مياها حارة في تركيا واندونيسيا ولكن لم أر مياها تخرج من الأرض وهي تغلي سوى هنا.
والأرض في كل نيوزيلاندا ومعظم استراليا خضراء,, مراعٍ وغابات وتكثر فيها الأنهار والبحيرات، مررنا باحداها في وسط نيوزيلاندا طولها 60 كيلا وعرضها 50، وكنا سنصيد السمك منها إلا ان المطر هطل.
النباطة
في أوكلاند شاهدنا لعبة طريفة وخطيرة اسميها (النباطة) ولكنها لا تنبط احجارا (بل أوادم) وهي عبارة عن آلة ضخمة في طرفيها حبلان ضخمان علقت بينهما ثلاثة كراسي يجلس فيها ثلاثة اشخاص ثم تقذف بهم عاليا في لحظة واحدة قذفة تثير الخوف والهلع (وتقعد تبرمهم) وكنا نوينا ركوبها ولكن لما شاهدنا ما فعلته بالثلاثة هربنا لا نلوي على شيء.
النظام النظام والنظافة النظافة
في استراليا ونيوزيلاندا أعجبنا (نحن الثلاثة) أيما اعجاب بالنظام واحترامه من قبل السائقين والمشاة,, كل يسير في طريقه ولا ترى رجال الشرطة ولا رجال المرور ولا امن الطرق, لا ترى أحدا ينظف الشوارع او الطرق لعدم وجود من يرمي شيئا فيها كما هو الحال عندنا مع الأسف, فالسيارات تقف امام الإشارات بنظام ولا تقف على ممرات المشاة (كما نفعل) والمشاة يقفون حتى تضيء اشارتهم (والوضع في تايلاند أقل من ذلك) .
والطريف انهم (في استراليا) وضعوا زرا (بتقديم الزاي على الراء,, لا العكس) في عمود إشارة المشاة يضغطون عليه اذا ارادوا ان تضيء لهم، ولكنها لا تضيء فورا بل حتى تكون الفرصة مواتية بالنسبة للسيارات (ولا استبعد انهم وضعوا جنيا او شيطانا داخل الإشارة يلبي رغبات المشاة), وأعجب من هذا ان إشارة المشاة تحدث صوتا عندما تضيء خضراء لتنبيه مكفوفي البصر (وهم قليل) للعبور.
أمنيات
وتمنيت (والتمني راس مال المفاليس) بل إن آباءنا خصصوا للمتمني في أمثالهم (شيئا مكروها) أقول تمنيت ان نكون مثل أولئك او قريبا منهم (والطمع طبع) في النظافة واحترام النظام وان نحتاج الى من ينظف شوارعنا وطرقنا (بالقلابيات والشيولات) وذلك بعدم رمي المناديل والأكياس والأوراق وعلب الماء واللبن والمرطبات (كما تسمى) وغيرها مما نقذف به في كل مكان بدون اي اكتراث مما يتنافى مع النظافة والحضارة والمواطنة الصالحة.
( وإني أتألم إذا مررت بإحدى المدارس يوم الامتحان ورأيت أوراق الأسئلة ممزقة ومرمية في الشارع من قبل الطلاب الذين ينقصهم الوعي والمسؤولية والشعور بضرر ذلك ومنافاته للذوق والحضارة والعلم ومن أمن العقاب أساء الأدب والمفروض ان تتدخل إدارات المدارس في ذلك).
كما تمنيت (وأعوذ بالله مما للمتمنين) ان نحترم نظام السير ونظام المرور وأصول السلامة في قيادة السيارات وان نحترم الإشارات ولا نتجاوزها وان نحترم المشاة ولا نقف على أماكن عبورهم، وان نستعمل إشارة السيارة عند الاتجاه يمينا او شمالا وعند ارادة الوقوف او السير,, وعند الخروج من مسار الى مسار (في الطرق ذات المسارات المتعددة) وعند الخروج من الطريق المحلي (طريق الخدمة) الى الشارع الرئيسي والعكس وان نعلم مثل هذه الأشياء المهمة للطلاب في المدارس والجامعات.
يجب ان نسخّر وسائل الإعلام لإرشاد الناس وبث الوعي بينهم وبعد ذلك الجزاء الصارم على الجميع لان الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ومن أمن العقاب أساء الأدب.
الطريق والسائق عندنا
عندنا معظم الطرق جيدة ولكن البلاء من السائقين النشامى (بالنون لا بالغين) الذين لا يهتمون بأنظمة السير وأصول السلامة وأصول القيادة ومعظمهم لا يعرفون عنها شيئا فينقلون عبادالله الى الدار الآخرة والى المستشفيات والإعاقة والآلام وينقلون السيارات الى الورش التي تملأ كل مكان لهذا السبب, كما ان المرور يساهم بشيء من ذلك بتركه الحبل على الغارب وبتركه البلديات تعبث في الشوارع بوضع فتحات كثيرة في الجزر يسلكها السائقون الذين لا يحترمون النظام ولا يدرءون الحوادث ولا يعطون للطريق حقه (GIVE WAY ) يسلكون تلك الفتحات (بعباطة) وأنانية واستهتار وعدم اكتراث فتكون الحوادث, والأمثلة كثيرة في المدن الكبيرة وفي المدن الصغيرة المنتشرة في بلادنا.
وأتمنى (للمرة الأخيرة) ان يتفهم المرور ذلك وان يعمد الى سد تلك الفتحات لتقل الحوادث، وشكرا له إن فعل واني على استعداد لأريه تلك الفتحات (اللعينة) في الرياض وحريملاء وثادق وغيرها التي تعتبر مصيدة للسيارات وأماكن لعبث من لا يعرف شيئا عن أصول القيادة في القرى والبوادي بل والمدن.
تنبيه
في رحلاتي وفي بلدي وفي قريتي وبين اصدقائي ارى (مع الأسف) أناسا حين يعطسون لا يخمرون، اي لا يغطون أنوفهم بشيء يمنع تطاير الرذاذ الى من حولهم من (أوادم) والى ما حولهم من طعام او شراب، إنها عادة سيئة تنافي الذوق والصحة وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم في الطب النبوي الذي اوصى بالتخمير حين العطاس وبتشميت العاطس اذا حمد الله, وقد نشر في جريدة ان طبيبا قال ان الرذاذ الناتج عن العطاس يعدي لمسافة 12 مترا (الجريدة لدي في الرياض).
كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: اذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع فان غلبه فليضع يده على فيه فانه اذا قال (ها) ضحك منه الشيطان (ليش نخلي الشيطان يضحك)؟.
إلى سيريلانكا
في سيريلانكا جبال شاهقة خضراء وشلالات كثيرة ممتعة ولكن الطرق فيها سيئة مزدحمة مزعجة بعكس استراليا ونيوزيلاندا, وفي سيلان تكثر الغربان ويظهر انها احفاد ذلك الغراب الذي بحث في الأرض واقتدى به قاتل أخيه بدليل ما يقال عن جبل آدم والله اعلم.
سبحان محصي خلقه
ساحات مباني المطارات في هذه الدول الثلاث تايلاند واستراليا ونيوزيلاندا وفي معظم بلاد الدنيا مكتظة بالطائرات عابرة القارات وغيرها, ومباني تلك المطارات مكتظة بالناس من كل جنس ولون, كل ذاهب في طريقه فمشرّق ومغرّب,, فسبحان الله محصي خلقه .
تأخير الرحلات
في طريق عودتنا تأخرت رحلة الخطوط التايلاندية من اوكلاند الى سدني وبانكوك خمس ساعات أعطونا فيها اوراقا لثلاث وجبات (بينما بعض الخطوط ولا اسميها لأنكم تعرفونها تعطي ركابها عصيرا او (خبزة في وسطها شيء) ولا يمكن الجمع بينهما! الا ان التايلاندية لم تخبر ركابها ليبقوا في مساكنهم حتى الموعد الجديد.
والطريف ان شخصا سافر على طيران احدى الدول العربية فلما وزع عليهم المضيف الوجبة ومعها بيبسي او كوكا من قارورة كبيرة طلب المسافر مزيدا من الكوكا فنهره المضيف قائلا بصوت أجش (ولك,, اخذت حصتك)!!.
وقالوا لنا ان الوقوف في سدني سيكون ساعة ولكنه امتد الى ساعتين وفي الرحلة وزعوا علينا بطانيات مستعملة بدليل انها (معرفطة) وليست في اكياس مغلفة، فلما أبديت لهم الملاحظة أبدلوا التي أعطوني بأخرى مغسولة أخرجوها من الكيس أمامي.
البقر والغنم في أستراليا ونيوزيلاندا
كما أسلفت فإني أكره الاحصائيات ربما لضعفي في الرياضيات وكرهي للرياضة ولكني نسيت ان أقول لكم ان في استراليا مراعي شاسعة وربما ان نيوزيلاندا اكثر منها فقد سمعت ان لديهم (نيوزيلاندا) 70 مليون رأس من الغنم وثلاثين مليون بقرة، ويذبحون أربعين مليوناً من الخرفان والشياه في السنة وليس لديهم سوى قلة غالية نادرة من الثيران والخرفان لأنهم يستعملون طريقة التلقيح بنقل الحيوانات المنوية من الثور او الخروف الى الآلاف من البقر والشياه, وبلغني ان الثور الجيد يصل ثمنه الى 170 ألف ريال, والسلام عليكم.
|
|
|
|
|