|
| فنون مسرحية
ليس من مصلحة المسرح ان يتبادل المسرحيون وجهات نظر حادة فيما بينهم,, تشغلهم كثيرا عن المنجز المسرحي الذي ينتظر التكاتف والتعاون، لأن عدم تقدير المسرحيين لأعمال بعضهم البعض والتماس العذر الفني لهم يجعل منهم فرقاء مختلفين على طول الخط وتتكون في ساحتهم شللية مقيتة تقتل المسرح وتجهز على عرجته التي لم يشف منها أصلا منذ ان شاهدناه يتمشى بين شوارعنا.
هذا يفهم وهذا لا يفهم وذاك جاهل والآخر واع، ومسرحي مسرح ومسرحك لا مسرح ,, مثل هذه العبارات التي تدل على ضيق افق صاحبها يجعلنا في معضلة كبرى تعوق مسيرة المسرح، وتكسر أدواته.
من حق الجميع ان يتمسرح بالطريقة التي يراها مناسبة وبالاتجاه الفني الذي يرغبه ولكن ليس من حق أحد ان يلغي الآخر ويسفه تجربته ويسيء اليه في المجالس والصحف.
نحن بحاجة ل قطرة مسرحية فما بالك بمسرحية اجتمع لها فريق عمل ضحوا بوقتهم وعملهم وارتباطاتهم لها واعطوها كل اهتمامهم ومشاعرهم وفلوسهم
في اعتقادي ان المسرح يحتاج الى استراتيجية واضحة وخطة عمل محددة ومبادئ ثابتة,, مكتوبة يصادق عليها أهل المسرح ويلتزمون بها ويعملون وفق نهجها حيث تشرح هذه الاستراتيجية اهمية التعاون والتكاتف وتؤكد على اهمية ايجاد مساحة شاسعة في عقول المسرحيين ليتقبلوا كل الأعمال المسرحية مهما كان نوعها انطلاقا من حاجتنا الماسة لكل عمل مسرحي يظهر للوجود ونبذ تبادل التهم والسباب والشتائم والتسفيه وان يصفق كل منا للآخر وان يقال النقد الفني رغبة في تقويم المسرحية وليس رغبة في تقويضها.
ولا أجد اقدر على قيادة هذه الاستراتيجية الكبرى للمسرح سوى المسرحي القدير الأستاذ محمد العثيم الذي قال:
ليس من حق أحد ان يرفض الأعمال المسرحية، لا الجمهور ولا النقاد ولا الصحافة، ما لم ترفضه حقيقة المسرح حيث يؤكد العثيم على اعطاء كل الفرص لمن يمتهن المسرح بغض النظر عن توجهه المسرحي والمدرسة التي سينتهجها طالما انها تدور في فلك حقيقة المسرح .
رجاء العتيبي
|
|
|
|
|
