|
| العالم اليوم
بانتخاب رئيس للصومال تكون احد اهم المراحل الاساسية للمصالحة في جمهورية الصومال قد تحققت، فقد وفّق رئيس جمهورية جيبوتي اسماعيل عمر غيلله في تنفيذ مبادرته التي بدأت بدعوة شخصيات صومالية ضمت وجهاء القبائل الصومالية ورجال السياسة والوزراء السابقين وقادة الفصائل المتقاتلة، وإذ لبى العديد من رجالات الصومال دعوة الرئيس الجيبوتي، فقد تخلف قادة الفصائل الذين يطلقون عليهم في الصومال أمراء الحرب ,, هؤلاء الامراء الذين قادوا المعارك منذ رحيل سياد بري تخلف عدد منهم، ومن اهمهم عيديد في حين شارك بعض منهم في المؤتمر الوطني الذي عقد في عرتا التي تبعد ثلاثين كيلو متراً غرب العاصمة جيبوتي، واستطاع ذلك المؤتمر من تكوين مجلس نواب ضم وجهاء القبائل والسياسيين، وقلّص نفوذ المتورطين في الاعمال القتالية، وكان تكوين مجلس النواب من اكثر مراحل المبادرة الجيبوتية صعوبة، حيث تداخلت الاعتبارات القبلية والسياسية والاوضاع الجديدة التي فرضتها الحرب الاهلية على نسب التمثيل ونوعية الاختيار إلا ان المجتمعين وفقوا في اختيار برلمان او مجلس نواب، حقق اولى المراحل الاساسية لما اختير من اجله، وهو اختيار رئيس لجمهورية الصومال كبداية لإعادة بسط سلطة الدولة وتوحيد البلاد التي مزقتها الحرب الاهلية والنزاعات الانفصالية، وجاء اختيار عبده قاسم صلاة السياسي الصومالي المخضرم الذي لم يتورط في الحرب الاهلية مرضياً للنسبة الكبرى من الصوماليين فضلاً عن انتخابه وبأصوات كثيرة من جل اعضاء المجلس الانتقالي بعد تنافس حقيقي مع عدد من المرشحين، وبعد ثلاث عمليات اقتراع, كما ان الحضور الدولي المكثف، والعالي المستوى لرؤساء الدول المجاورة للصومال لحفل مراسم اداء قسم وتنصيب الرئيس الصومالي، يظهر مدى الدعم الاقليمي والدولي للمبادرة الجيبوتية، فبالاضافة الى ممثل المملكة العربية السعودية مساعد وزير الخارجية الدكتور نزار مدني، حضر المراسم رؤساء السودان الفريق عمر البشير وارتيريا اسياس افورقي واليمن الفريق علي عبدالله صالح ورئيس الحكومة الاثيوبية ميليس زيناوي بالاضافة الى الرئيس الجيبوتي اسماعيل عمر غيلله ووزراء من فرنسا وايطاليا، في حين مُثّلت مصر وكينيا بنائبي وزير الخارجية، وامريكا والصين بسفيريهما بالاضافة الى ممثل الامين العام للامم المتحدة الذي تحدث في حفل التنصيب مظهراً التأييد والدعم الدولي لهذه الخطوة التي تأمل الأسرة الدولية بأن تكون البداية الحقيقية لإنهاء مأساة شعب الصومال التي طالت كثيراً.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|
