| العالم اليوم
* بيروت/ من مريم البسام رويترز
في التقاتل الحربي المسلح الذي اتقنه اللبنانيون على مدى 15 سنة من الحرب الأهلية لم يكن من الصعب ان يتحول إلى حرب كلامية عنيفة اشتدت وطأتها عشية الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية.
وتوجه أمس الأحد نحو مليون و200 ألف ناخب إلى صناديق الاقتراع لاختيار نصف أعضاء البرلمان اي 62 نائباً من بين 286 مرشحا يتنافسون في محافظتي جبل لبنان والشمال أما اجمالي عدد الناخبين في لبنان فيبلغ نحو مليونين و700 ألف ناخب.
وتحولت الدعاية الانتخابية إلى حرب ضارية بين مرشحي السلطة وخصومهم وانعكست حملتهم الانتخابية على شاشات التلفزيون سواء تلك التابعة للدولة أو الخاصة.
فمع بدء مواعيد نشرات الاخبار يبدأ تبادل القصف من شاشة إلى شاشة مضادة وسط استعمال لشتى أنواع الشتائم.
ودأب تلفزيون لبنان الرسمي يومياً على شن حملة عنيفة على الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري متهماً اياه بهدر المال العام ومراكمة الدين والفساد ودفع الرشاوي .
ويدرج المحللون السياسيون هذه الحملة في اطار قطع الطريق على الحريري للعودة إلى رئاسة الحكومة مرة جديدة.
ويقول المحلل في صحيفة السفير ابراهيم الأمين ان الحريري يحاول استخدام مناسبة الانتخابات كفرصة لاظهار تفوقه الاستثنائي على كل المرشحين لرئاسة الحكومة وليقول انه المرشح الفعلي لها بينما يحاول اخصامه الآخرون اظهار نقاط ضعفه والتخفيف من حدة الدهشة الحريرية في الشارع .
وفي رأي الأمين ان ردة فعل الحملة على الحريري جاءت عكسية لأن اهتمامات الشارع لا تنصب على ماضي رئيس الحكومة السابق ولأن الحريري نفسه الغى اي نقاش اوتقييم لمرحلة وجوده في الحكومة ووضع جمهوره أمام تقييم أداء الحكم الحالي .
ويسعى الحريري إلى عدم الرد شخصياً على كل الحملات ضده لكنه في المقابل يطلق العنان لوسائله الإعلامية في الرد الذي يستهدف رئيس الحكومة سليم الحص مباشرة.
وقال مصدر في مكتب الحريري لرويترز ان الرئيس لن يرد على الشتائم وان الدولة تتعدى علينا وتشتمنا والسبب شعورهم بالخسارة في الانتخابات وامكانية سقوط جماعتهم في كافة المحافظات .
ويحمل رئيس الحكومة سليم الحص يومياً بعنف على الحريري ويتهمه بأنه يشن عليه حرب الغاء وقال الحص في مهرجان انتخابي انهم يشنون علينا حرب الغاء عبر استعمال سلاح المال وكأن الناس سلعة تشترى وتباع .
وأمام الحملات المتبادلة واغداق المال بكثرة من قبل كافة المرشحين فإنه ليس من قوانين أو تشريعات تضبط المصاريف الانتخابية أو تحد من ظهور هذا المرشح أو ذاك في وسائل الإعلام مما يجعل الانتخابات عرضة للطعن أمام المجلس الدستوري.
وبين هذا وذاك ضاق الشارع اللبناني ذرعاً بما يحدث وانعكست الحملات الإعلامية سلباً على الناخبين الذين يهدد بعضهم بعدم التصويت احتجاجاً على ما وصفوه بالمهزلة.
وتقول المحللة السياسية سحر بعاصيري من صحيفة النهار من العيب ان نصنف ما نشهده على أنه انتخابات,, انها حالة من الفوضى العارمة والتغييب الكلي للسياسة,, هناك مهرجانات صور ومباراة شتائم وفجور مالي وتجريح وافتراءات وغياب شبه كلي للأفكار البسيطة واختتمت بعاصيري المقالة بالتساؤل اين هي الانتخابات .
وتقاطع أحزاب مسيحية الانتخابات النيابية هذه الدورة إذ أعلن كل من تيار العماد ميشيل عون وتيار القوات اللبنانية وحزب الأحرار أنهم يقاطعون الانتخابات احتجاجاً على تدخل أجهزة بوليسية في الانتخابات.
ومع اشتداد الأزمة أزاء الحملات الانتخابية بدأ السياسيون اللبنانيون بالتوافد إلى دمشق تباعاً بحثاً عن مخرج للتهدئة وبتصاعد الحديث عن دور الأجهزة في تغليب الانتخابات وتزويرها لصالح مرشحي السلطة وعرض الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط لنماذج عن بطاقات انتخابية مزورة محذراً من ان هذا الكم من ضغط الأجهزة والتزوير سيؤدي إلى انقلاب سياسي كبير جداً .
وتستكمل العملية الانتخابية في الثالث من سبتمبر ايلول في كل من محافظات بيروت والبقاع والجنوب ليكتمل بذلك عدد أعضاء مجلس النواب البالغ 128 نائباً موزعين مناصفة بين مسيحيين ومسلمين.
وفيما يلي نبذة عن أبرز المرشيحين في الانتخابات البرلمانية في لبنان ويجري الاقتراع لشغل مقاعد البرلمان وعددها 128 مقعداً يومي 27 اغسطس آب والثالث من سبتمبر ايلول.
* سليم الحص,, رئيس الوزراء منذ نهاية عام 1998 تولى هذا المنصب لأول مرة في 1976 ثم شغله عدة مرات, والحص استاذ جامعي في الاقتصاد وعرفت عنه الأمانة إلا أنه لم ينفذ الاصلاحات الإدارية التي وعد بها ولم يسيطر على الدين العام البالغ 21 مليار دولار,, ويعتقد على نطاق واسع ان اقتصاد البلاد دخل في مرحلة كساد منذ توليه منصبه.
وعين الرئيس أميل لحود الحص رئيساً للوزراء في عام 1998 بعد أن اجبر رفيق الحريري على الاستقالة,, والحص عضو بالبرلمان منذ عام 1992.
* رفيق الحريري ,, ملياردير جمع ثروته من العمل في مجال المقاولات وظهر على الساحة السياسية خلال مؤتمر الطائف في عام 1989 الذي ساعد على انهاء الحرب الأهلية في لبنان.
وتولى الحريري رئاسة الوزارة في 1992 وبدأ بعد الحرب برنامجاً لاعادة البناء يتكلف مليارات الدولارات اعتماداً على توقعات بقرب تحقيق السلام مع اسرائيل وما يتوقع ان يعقبه من تدفق للتمويل الأجنبي ونمو اقتصادي سريع.
ودعم الحريري العملة وعزز مكانة لبنان في الأسواق الدولية غير أن تعثر عملية السلام خلف ديناً عاماً ثقيلاً واقتصاداً أخذ في التباطؤ.
وانتخب الحريري لعضوية البرلمان في 1996, واستقال عام 1998 بعد صراع خاسر على السلطة مع الرئيس الجديد أميل لحود.
* نجيب ميقاتي,, رجل أعمال ووجه جديد على الساحة السياسية لديه طموح معلن لتولي منصب رئيس الوزراء ويحتمل أن تساعده صداقته للرئيس السوري بشار الأسد,, وميقاتي شريك في مجموعة دولية للاتصالات وتولى أول منصب رسمي في عام 1998 كوزير للنقل والأشغال العامة.
* ميشيل المر,, وزير الداخلية ويشغل منصباً وزارياً منذ 1992 وتناوب منصبي وزير الدفاع والداخلية,,ومجموعة المر التي يمتلكها من أكبر الشركات في لبنان.
وعين المر نائباً بالبرلمان منذ عام 1991 واحتفظ بمقعده منذ ذلك الحين وهو حليف قوي لدمشق وتربطه صلة نسب بالرئيس لحود.
وهاجم المهتمون بالبيئة المر لتشجيعه عمليات الصد في جميع أنحاء البلاد,, وقد انتقد لأنه مرشح ومشرف على الانتخابات في نفس الوقت,, ويتهمه معارضوه باستغلال موظفي وزارته لافساد حملاتهم الانتخابية.
والمنافس الرئيسي للمر هو نسيب لحود ابنعم الرئيس وهو سفير سابق لدى الأمم المتحدة ويقول ان المر وراء بعض أسوأ الانتهاكات في الإعداد للانتخابات.
* نبيه بري,, أوثق حليف لسوريا في لبنان ويرأس البرلمان منذ 1992 وبرز على الساحة اللبنانية كرئيس لحركة أمل ابان الحرب الأهلية.
ولضمان احتفاظ بري بدعم قوي في البرلمان توسطت دمشق لاقامة تحالف بين حركة أمل وحزب الله الذي ساعد مقاتلوه على طرد اسرائيل من جنوب لبنان في مايو أيار.
وتولى بري مناصب عامة منذ عام 1982 عندما أصبح وزير شؤون الجنوب وعين عضوا في البرلمان في 1991.
* وليد جنبلاط,, من أشهر الشخصيات في فترة الحرب الأهلية بوصفه زعيماً للميليشيات الدرزية التي خاضت أعنف المعارك ضد المسيحيين المارونيين في جبال الشوف.
وبعد الحرب تولى جنبلاط منصب وزير شؤون المهجرين المسؤول عن اعادة من طردوا من ديارهم,وقد احتفظ بعلاقات طيبة مع سوريا إلا أنه استطاع ان يحتفظ باستقلاله عن الحكومة في بيروت رغم أنه ظل قوة رئيسية في السياسية الوطنية وعين في البرلمان في عام 1991 وظل نائباً منذ ذلك الحين.
* أميل أميل لحود,, نجل الرئيس أميل لحود الذي أثار قراره خوض الانتخابات جدلاً,, وحث محللون سياسيون وصحفيون الرئيس على ابعاد ابنائه عن المعترك السياسي إلا أن أميل الابن 25 عاماً يبدو في طريقه لأن يصبح أصغر عضو في البرلمان بعد أن حظي بتأييد من المر.
ودرس أميل بطل السباحة السابق الشؤون الدولية في الجامعة الأمريكية في لبنان.
|
|
|
|
|