|
| الاخيــرة
حملتني أجنحةُ الخيال مرةً أخرى إلى (كامب ديفيد) الأمريكي، (منتجع) السلام المتعثر بين العرب وإسرائيل، رحتُ أتأمل الوجوه القادمة من كل فج,, وهي تقوم بدور (فرق إنقاذ) لذلك السلام المصاب ب (تصلب شرايين) الحكمة! تجادلتُ مع نفسي حول ما إذا كانت إسرائيل جادة في البحث عن معادلة للسلام مع الفلسطينيين والعرب، ومع نفسها,, أيضاً! أم أنها تعبثُ بالوقت والعقول و(الخزائن) أيضاً وصولاً الى غايةٍ ما!
***
وسؤال كهذا لا بد أن يثير في النفس حيرة، وفي الذهن انقساماً، بسبب ما يشهده المرء ويسمعه ويقرأه من طروحات وممارسات إسرائيلية وأخرى غير إسرائيلية تتراوح بعض ايقاعاتها بين التناقض والتضارب والغموض!
***
* فهناك من يرى أن إسرائيل جادة (استراتيجياً) في البحث عن صيغة ما للسلام مع العرب، لكنها تراوغ منه (تكتيكياً) كسباً للوقت، وطمعاً في إحراز العديد من الأهداف لمصلحتها!
* وأحياناً، توحي لأنصارها داخل أمريكا وخارجها أنها كانت ما برحت هدفاً لمؤامرة كبرى يشترك في لعب أدوارها بعض كبار الأمم وصغارها عبر القارات، وتهدف إسرائيل بذلك تكريس مبدأ الابتزاز، سياسياً ومالياً! وربما، تأجيل (المواجهة) مع العناصر المتشددة بين جُدرانها!
***
* وإسرائيل تدرك في ذات الوقت حجم التحدي الذي قد تواجهه إن هي رغبت عن السلام او قاومته! وهذا ما يجعلها، في معظم الأحوال، تستسلم لوضع لا تحسد عليه!
***
* وهناك على الضفة الأخرى من ساحة الجدل مَن يظن أن إسرائيل لا تريد السلام (استراتيجياً) لكنها تماطل (تكتيكياً) في الافصاح عن هذه الغاية، كي لا تخسر كل الأوراق لمصلحة العرب، وهي بهذا الموقف تستجيب لفتنة (التطرف) بين جدرانها، وتلتقي في الغاية لا الوسيلة مع (التطرف الفلسطيني) الذي يرفض معادلة السلام، إلا ما يشتهيه هذا الجانب او ذاك تحقيقاً لرغبة أحادية لا تعترف إلا بشرعية صاحبها!
***
* رغم هذا القول أو ذاك، أرى أن إسرائيل تلعب لعبة خطيرة، توائم من خلالها، بين صلف التطرف الرابض داخل حدودها، والرغبة في ابتزاز المزيد من الدعم الأمريكي الأعمى لها مادياً وسياسياً، ثم استدرار المزيد من التنازلات لمصلحة السلام المزعوم، كي لا يبقى لدى العرب شيء يتنازلون عنه!
***
* وهي في الوقت نفسه، تزرع ألغام الشروط التعجيزية في طريق السلام بالقدر الذي قد يحمل الفلسطينيين، متطرفين ومعتدلين، على رفض السير فيه، حقناً لماء الوجه، ودرءاً لما بقي من كرامة الحق!
***
وبعد,.
* فإن تراكم الأحداث هذه الأيام قد جعلني أُعاني عُسراً في هضم إيقاعها، وفهم ملابساتها وفوق هذا وذاك، أُعاني انقساماً في الذهن إزاء ما أسمعه وأقرأه عن عملية السلام في الشرق الأوسط، عبر مساراتها المختلفة!
* لا أكاد أصدق شيئاً ممّا له صلة بهذا الموضوع، وأخشى أن يقودني القنوط يوماً الى محاكاة الصينيين في حكمتهم، فأغمض عينيّ، وأُخرس لساني، وأصم أذني، فلا أرى شيئاً، ولا أقول شيئاً، ولا اسمع شيئاً!!
عبدالرحمن بن محمد السدحان
|
|
|
|
|
