| الثقافية
أدهشني ما جاء من معلومات واستنتاجات مهمة في كتاب الآثار غير الأكاديمية للمرحلة الجامعية، دراسة لاتجاهات طلبة الجامعات السعودية لمؤلفه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز آل سعود، ومن نشر دار العلم للملايين، وهذا الكتاب هو أصلا دراسة علمية قدمت لجامعة الملك سعود من قبل المؤلف لنيل شهادة الماجستير، والدهشة تعود إلى أسباب، منها: أنني والمؤلف درسنا سويا المرحلة الجامعية لنيل شهادة البكالوريوس في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وكنا نسكن في سكن الجامعة لمدة ثلاث سنوات، ورغم اختلافنا في أمور كثيرة، إلا أننا بعد تخرجنا اكتشفنا ان هناك امورا كثيرة تجمعنا معا وتجعلنا نتشابه حتى كاننا نشأنا وترعرعنا كتوأمين في رحم واحد، ذلك الرحم هو رحم امنا الشامخة العظيمة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ولا أبالغ اذا قلت ان جميع خريجي جامعة الملك فهد هم توائم متشابهة نشأت في ذلك الرحم الكبير, هل في هذا الكتاب جواب لسؤال ظللنا نسأل أنا وأقراني من خريجي هذه الجامعة العريقة، وهو: كيف صار لنا أن نتشابه تشابها كبيرا رغم اختلافاتنا الكبيرة عن بعضنا البعض واختلاف طفولتنا ونشأتنا الاولى في رحم عائلاتنا المختلفة واحيائنا المختلفة وقرانا المختلفة ومدننا المختلفة في طول وعرض هذا الوطن الكبير؟؟؟
كتاب الآثار غير الأكاديمية للمرحلة الجامعية، دراسة لاتجاهات طلبة الجامعات السعودية يقدم في طياته تفسيرا مفصلا لاجابة هذا السؤال، ولاجابات كثيرة لاسئلة كثيرة تدور حول تاثير النشاط غير الاكاديمي على طلبة الجامعات السعودية، فماذا يحتوي هذا الكتاب؟
اشتمل هذا الكتاب على بابين، الباب الأول تضمن ثلاثة فصول، وفيه عرض المؤلف الجانب النظري والمنهجي للدراسة، أما الباب الثاني، فيشتمل على ستة فصول، فقد تضمن الدراسة الميدانية والمسائل التي تم قياس اتجاهات الطلاب نحوها مع شرح مسبق لخصائص عينة الدراسة من الناحية الاجتماعية والأكاديمية، فما هي هذه المسائل وما هي موضوعاتها الرئيسة التي عرضها على عينة الدراسة؟.
هذه المسائل التي طرحت على عينة البحث والمذكورة في الصفحة 324 من الكتاب بلغت سبع عشرة مسألة موزعة حسب مواضيع خمسة رئيسية شملت قضايا دينية، واجتماعية، وتعليمية، وثقافية، وعالمية، وهي:
أولا اتجاهات نحو بعض القضايا الدينية.
والعبارات التي استخدمت لقياس هذا الاتجاه هي:
ان حجم البرامج الدينية في وسائل الإعلام السعودي قليل جدا ومن الضروري زيادته.
ينبغي تجنب التعامل مع غير الملتزمين بالدين من المسلمين.
من الافضل الا يؤخذ باي راي ان كان من غير المسلمين.
سبب تأخر العالم العربي هو ضعف الاهتمام الديني.
ثانياً: اتجاهات الطلاب نحو بعض قضايا المرأة والأسرة.
والعبارات التي استخدمت لقياس هذا الاتجاه هي:
لا تختلف المرأة عن الرجل في ان لها حق التمتع بكامل الحرية في اتخاذ كل قرار يتعلق بمستقبلها.
من حق الفتاة ان ترفض الزواج بالشخص الذي يختاره والدها.
لا مانع ان يتزوج الرجل بمن هي في سن ابنته اذا كان اهلها موافقين.
للمرأة حقوق الرجل نفسها في متابعة تعليمها العالي.
ليس من العدل منع المرأة من العمل خارج المنزل لكونها امرأة.
ثالثاً: اتجاهات الطلاب نحو وظائف الجامعة في المجتمع.
والعبارات التي استخدمت لقياس هذا الاتجاه هي:
يجب ان يكون من اهم وظائف الجامعة غرس روح التجديد والتحديث في الشباب.
يجب ان يكون من اهم وظائف الجامعة كونها نافذة للشباب للاطلاع على التطورات الحضارية في العالم.
رابعاً: اتجاهات الطلاب نحو الشعر الحر واللهجة العامية.
والعبارات التي استخدمت لقياس هذا الاتجاه هي:
اللجهة العامية واقع في حياتنا ونتيجة طبيعية لتطور اللغة ويجب الاهتمام بها في جامعاتنا بقدر الاهتمام باي لغة او لهجة.
الشعر الحر وليد بيئته ونتيجة طبيعية للتطورات الأدبية والذوقية في الحياة المعاصرة، فالإصرار على رفضه عند بعضهم يعكس جمود أذهانهم وعدم مواكبتهم لتطور الحياة.
خامسا: الطلاب بين المحلية والعالمية.
والعبارات التي استخدمت لقياس هذا الاتجاه هي:
ان كثيرا من الالعاب الرياضية الرائجة في بلادنا مستوردة ومن الافضل اعطاء الاولوية للالعاب التقليدية مثل سباق الهجن والخيل.
وبقدر ماهو عمل سياحي فإن سفر الشباب إلى الغرب وسيلة تعليمية مهمة ينفتح بها الإنسان على العالم والثقافات الأخرى.
إن تضخم السكان مشكلة عالمية حقيقة، ومن واجب كل دولة العمل من أجل الحد من تزايد السكان في العالم.
الدعاية لوسائل منع الحمل عمل استعماري، وهدفه استمرار هيمنة الغرب على الدول النامية.
وقد شملت عينة الدراسة طلاب ست جامعات سعودية هي: جامعة الملك عبدالعزيز بنسبة 13 بالمائة تقريبا من مجموع عينة البحث، جامعة الملك سعود بنسبة 23%، جامعة الملك فيصل بنسبة 12%، جامعة الملك فهد بنسبة 15%، جامعة الإمام محمد بن سعود بنسبة 16%، جامعة أم القرى بنسبة 16%, وصحيفة استبيان الدراسة المنشورة في الصفحة (308) من الكتاب احتوت على بيانات عديدة شملت أموراً كثيرة ويبدو ان مؤلف الكتاب قصر دراسته في هذه الدراسة على ما يساوي 10% فقط من البيانات المتوفرة لديه في قاعدة المعلومات، خصوصا وان رسالة الماجستير حسب ما هو متبع لا تحتمل اكثر من ذلك، وحسب علمي فإن المؤلف لا يبخل بباقي البيانات على اي باحث علمي جاد يستهويه البحث في هذه المجالات.
الآثار غير الأكاديمية للمرحلة الجامعية
جامعة الملك فهد للبترول والمعادن
سأقدم عرضا سريعا لنتائج هذه الدراسة بعد ترتيب بسيط وهو انني ساورد اجابات عينة طلبة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن فقط على عبارات الدراسة، وسأترك للقارئ الكريم الإطلاع على باقي تفاصيل هذه الدراسة عند إطلاعه على الكتاب المذكور، وسبب اختياري عينة طلبة جامعة الملك فهد فقط هو ان النتائج المذكورة في الكتاب شملت جميع الجامعات الست التي ذكرت الا ان الطلبة خلال السنوات الدراسية الاربع ليسوا هم نفس الطلبة في كل سنة دراسية، ومتابعة اجابة طالب محدد على هذه العبارات طوال سنوات دراسته امر يتعذر لضيق الوقت المطلوب للاعداد لدراسة تناقش على مستوى الماجستير فقط وهو الامر الذي اشار اليه المؤلف واعتذر عنه, وانا على يقين بان عينة طلبة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن يسكن اكثر من 80 بالمائة منهم في سكن الجامعة، ولا يخفى على احد ان سكن الطالب اثناء دراسته بجامعة الملك فهد هو احد اركان السياسة التعليمية في تلك الجامعة، والنشاط غير الاكاديمي للطالب في تلك الجامعة يكسب الطالب مهارات وخصائص نفسية وشخصية مدروسة بدقة من قبل مصممي النشاط غير الاكاديمي في تلك الجامعة، حتى ان الطالب في تلك المرحلة يشعر بتغيير يومي مكثف يكاد يجعل الطالب ينهار معنويا وروحيا دون ان يدري ان ذلك جزءا مهما من سياسة تهيئة الطالب ليكتسب خصائص روحية ونفسية وشخصية قبل ان يكسب الجانب الاكاديمي فقط من الجامعة, وكثير من الناس يصاب بالدهشة عندما يعلم ان الدفعة التي كنت أنا والامير/ عبدالعزيز بن سطام من طلبتها، كان عدد طلابها في اول سنة دراسية يقرب الى الفي طالب ولم يتخرج من هذا العدد سوى مايقرب من اربعمائة طالب فقط لذا فإنني أعرض إجابات طلبة جامعة الملك فهد على تلك العبارات التي تقيس اتجاهات الطلبة وتغيرها في السنوات الاربع الدراسية بسبب النشاط غير الاكاديمي اريد ان اكون قريبا جدا في قراءاتي لهذا الكتاب من العلاقة بين السكن الجامعي بشكل محدد وتأثير النشاط غير الاكاديمي على طلبة الجامعة، وليغفر لي مؤلف الكتاب الكريم، والقارئ الكريم هذا التحيز الواضح لجامعتي فهي الأم وهي الرحم لكثير من ابنائها الخريجين.
اولاً اتجاهات الطلاب نحو بعض القضايا الدينية
العبارة الأولى تقول :إن حجم البرامج الدينية في وسائل الإعلام السعودي قليل جدا ومن الضروري زيادته , ونسبة الطلبة من عينة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الذين يوافقون على هذه العبارة هي 34,21% في السنة الأولى وارتفعت النسبة إلى 46,81% في السنة الرابعة بتغير مقداره 12,60%.
العبارة الثانية تقول :ينبغي تجنب التعامل مع غير الملتزمين بالدين من المسلمين , ونسبة الطلبة الذين يوافقون على هذه العبارة هي 32,43% في السنة الأولى وانخفضت النسبة الى 16,1% في السنة الرابعة بتغير مقداره 13,95%.
العبارة الثالثة تقول :من الافضل الا يؤخد بأي رأي إن كان من غير المسلمين , ونسبة الطلبة الذين يوافقون على هذه العبارة هي 32,43% في السنة الأولى وانخفضت النسبة إلى 12,5% في السنة الرابعة بتغير مقداره 16,05%.
* العبارة الرابعة تقول: سبب تأخر العالم العربي هو ضعف الاهتمام الديني ونسبة الطلبة الذين يوافقون على هذه العبارة هي 81,58% في السنة الاولى وارتفعت النسبة الى 85,59% في السنة الرابعة بتغير مقداره 4,01% .
ثانياً : اتجاهات الطلاب نحو بعض قضايا المرأة والأسرة
* العبارة الخامسة تقول: لاتختلف المرأة عن الرجل في أن لها حق التمتع بكامل الحرية في اتخاذ كل قرار يتعلق بمستقبلها، ونسبة الطلبة الذين يوافقون على هذه العبارة هي 54,05% في السنة الاولى وارتفعت النسبة الى 57,51% في السنة الرابعة بتغيير مقداره 4,61%.
* العبارة السادسة تقول: من حق الفتاة ان ترفض الزواج بالشخص الذي يختاره والدها، ونسبة الطلبة الذين يوافقون علىهذه العبارة هي 92,21% في السنة الاولى وارتفعت النسبة الى 93,1% في السنة الرابعة بتغير مقداره 0,99%.
* العبارة السابعة تقول: لامانع من ان يتزوج الرجل بمن هي في سن ابنته اذا كان اهلها موافقين ونسبة الطلبة الذين يوافقون على هذه العبارة هي 27,03% في السنة الاولى وارتفعت النسبة الى 32,62% في السنة الرابعة بتغير مقداره 10,49%.
* العبارة الثامنة تقول: للمرأة حقوق الرجل نفسها في متابعة تعليمها العالي ، ونسبة الطلبة الذين يوافقون علىهذه العبارة هي 81,58% في السنة الاولى وانخفضت النسبة الى 70,69% في السنة الرابعة بتغير مقداره 10,89%.
* العبارة التاسعة تقول: ليس من العدل منع المرأة من العمل خارج المنزل لكونها امرأة ونسبة الطلبة الذين يوافقون على هذه العبارة هي 72,22% في السنة الاولى وانخفضت النسبة الى 66,38% في السنة الرابعة بتغير مقداره 5,84%.
ثالثاً اتجاهات الطلاب نحو وظائف الجامعة في المجتمع
* العبارة العاشرة تقول: يجب ان يكون من أهم وظائف الجامعة غرس روح التجديد والتحديث في الشباب ونسبة الطلبة الذين يوافقون على هذه العبارة 89,19% في السنة الاولى وانخفضت النسبة الى 83,41% في السنة الرابعة بتغير مقداره 5,78%.
* العبارة الحادية عشرة تقول: يجب ان يكون من اهم وظائف الجامعة كونها نافذة للشباب للاطلاع على التطورات الحضارية في العالم، ونسبة الطلبة الذين يوافقون على هذه العبارة هي 94,74% في السنة الاولى وارتفعت النسبة الى 95,74 في السنة الرابعة بتغير مقداره 1,0%.
رابعاً اتجاهات الطلاب
نحو الشعر الحر واللهجة العامية
* العبارة الثانية عشرة تقول: اللهجة العامية واقع في حياتنا ونتيجة طبيعية لتطور اللغة ويجب الاهتمام بها في جامعاتنا بقدر الاهتمام بأية لغة أو لهجة ونسبة الطلبة الذين يوافقون علىهذه العبارة هي 44,44% في السنة الاولى وانخفضت النسبة الى 22,13% في السنة الرابعة بتغير مقداره 33,68%.
* العبارة الثالثة عشرة تقول: الشعر الحر وليد بيئته ونتيجة طبيعية للتطورات الادبية والذوقية في الحياة المعاصرة، فالإصرار على رفضه عند بعضهم يعكس جمود أذهانهم وعدم مواكبتهم لتطور الحياة ونسبة الطلبة الذين يوافقون على هذه العبارة هي 52,78% في السنة الاولى وانخفضت النسبة الى 34,76% في السنة الرابعة بتغير مقداره 81,02%.
خامساً الطلاب بين المحلية والعالمية
* العبارة الرابعة عشرة تقول: إن كثيرا من الالعاب الرياضية الرائجة في بلادنا مستوردة من الافضل اعطاء الاولوية للالعاب التقليدية مثل سباق الهجن والخيل ونسبة الطلبة الذين يوافقون على هذه العبارة هي 42,11% في السنة الاولى وانخفضت النسبة الى 40,60% في السنة الرابعة بتغير مقداره 1,51%.
* العبارة الخامسة عشرة تقول: وبقدر ماهو عمل سياحي فإن سفر الشباب الى الغرب وسيلة تعليمية مهمة ينفتح بها الإنسان على العالم والثقافات الاخرى، ونسبة الطلبة الذين يوافقون على هذه العبارة هي 83,78% في السنة الاولى وانخفضت النسبة الى 67,09% في السنة الرابعة بتغير مقداره 16,69%.
* العبارة السادسة عشرة تقول: إن تضخم السكان مشكلة عالمية حقيقة، ومن واجب كل دولة العمل من أجل الحد من تزايد السكان في العالم، ونسبة الطلبة الذين يوافقون على هذه العبارة هي 56,76% في السنة الاولى وانخفضت النسبة الى 32,77% في السنة الرابعة بتغير مقداره 21,61%.
* العبارة السابعة عشرة تقول: الدعاية لوسائل منع الحمل عمل استعماري، وهدفه استمرار هيمنة الغرب على الدول النامية، ونسبة الطلبة الذين يوافقون على هذه العبارة هي 63,16% في السنة الاولى وارتفعت النسبة الى 67,8% في السنة الرابعة بتغير مقداره 4,64%.
طلبة جامعة الملك فهد
واللهجة العامية والشعر الحر
قلت ان هذا الكتاب قد أدهشني، والسبب الآن هو ماجاء في نتائج اجابات طلبة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن على عبارتي اللهجة العامية والشعر الحر، ولعل الجميع يدرك ان المنهج الاكاديمي لجامعة الملك فهد هو منهج علمي بحت يحتوي على التخصصات الهندسية فقط، ولايتطرق للدراسات الادبية إلا ضمن مادة او مادتين بسيطتين اختياريتين فالعبارة الثانية عشرة التي تقول: اللهجة العامية واقع في حياتنا ونتيجة طبيعية لتطور اللغة ويجب الاهتمام بها في جامعاتنا بقدر الاهتمام بأي لغة أو لهجة، كان نسبة الطلبة من جامعة الملك فهد الذين يوافقون على هذه العبارة هي 44,44% في السنة الاولى وانخفضت النسبة الى 22,13% في السنة الرابعة بتغير مقداره 33,68% وهذا تغير كبير في اتجاه هؤلاء الطلبة نحو هذه العبارة بينما كان عدد من وافق على هذه العبارة من نتائج عينة جامعة الملك عبدالعزيز للسنة الاولى هو 33,06% وللسنة الرابعة 37,3% بتغير طفيف مقداره 2,33% فقط، ووافق على هذه العبارة من طلبة جامعة الملك سعود 26,04% في السنة الاولى، وفي السنة الرابعة انخفضت هذه النسبة الى 24,64% بتغير مقداره 2,81% فقط، ووافق على هذه العبارة من طلبة جامعة الملك فيصل 31,41% في السنة الأولى وفي السنة الرابعة انخفضت هذه النسبة إلى 31,33% بتغير طفيف جدا مقداره 2,56% فقط، وبمقارنة نتائج هذه الجامعات الثلاث رغم وجود تخصصات أدبية كاملة ضمن المنهج الاكاديمي لجامعتين من هذه الجامعات الثلاث إلا ان التغير في قياس اتجاه الطلبة نحو عبارة اللهجة العامية كان اكبر عند طلبة جامعة الملك فهد بشكل واضح مما يؤكد ان هناك مؤثراً غير الدراسة الاكاديمية يعمل على توجيه الطالب في هذا الاتجاه او ذلك الاتجاه حسب طبيعة عمل ذلك المؤثر وبيئته، أما في جامعة الامام محمد بن سعود فإن عدد الطلبة الذين وافقوا على هذه العبارة كان في السنة الاولى 32,76%، وانخفض هذا العدد الى 5,33% في السنة الرابعة اي بتغير مقداره 34,71% وفي جامعة ام القرى فإن عدد الطلبة الذين وافقوا على هذه العبارة كان في السنة الاولى 53,70% وانخفض هذا العدد الى 32,26% في السنة الرابعة، اي بتغير مقداره 22,54% وفي هاتين الجامعتين نرى ان معدل التغير مرتفع ومقارب لجامعة الملك فهد، واذا اعتبرنا مايحدث في جامعة الملك فهد هو معيار قياس فإننا نستطيع ان نجزم ان هناك ديناميكية معينة في النشاط غير الاكاديمي بجامعة الملك فهد تعمل على تغيير اتجاه طلبة الملك فهد نحو عبارة اللهجة العامية، وهي مشابهة لديناميكية معينة داخل النشاط غير الاكاديمي في جامعة الامام محمد وجامعة ام القرى رغم ان كلا الجامعتين يغلب على دراساتها الاكاديمية الدراسات الدينية الإسلامية الخالصة.
اما مايخص العبارة الثالثة عشرة التي تقول ان الشعر الحر وليد بيئته ونتيجة طبيعية للتطورات الادبية والذوقية في الحياة المعاصرة، فالاصرار على رفضه عند بعضهم يعكس جمود اذهانهم وعدم مواكبتهم لتطور الحياة، فإن نسبة الطلبة من جامعة الملك فهد الذين يوافقون على هذه العبارة هي 52,78% في السنة الاولى وانخفضت النسبة الى 34,76% في السنة الرابعة بتغير مقداره 81,02% بينما كانت نتائج بقية الجامعات تذكر نسب موافقة على هذه العبارة مقاربة الى حد ما لنسبة الموافقة في جامعة الملك فهد، إلا ان مقدار التغير في تلك الجامعات كان منخفضا مقارنة بجامعة الملك فهد وهذا مايؤكد ان هناك ضمن النشاط غير الاكاديمي مايؤثر على الطلبة ويخلق لديهم إدراكا خاصا نحو قضية من القضايا، قد لايقوم نشاط غير اكاديمي آخر في جامعة اخرى بنفس عملية التأثير نحو نفس القضية المطروحة للدراسة وهذا سر من أسرار النشاطات غير الاكاديمية في الجامعات بشكل عام في جميع انحاء العالم.
السكن الجامعي والنشاط غير الأكاديمي
* توفر خصائص المتخرج الجامعي غير تلك الصفات التي تظهر تفوقه الاكاديمي او مستواه التعليمي امراً ضرورياً ومهماً، وهذا في نظري يحتم على الجامعات إعادة صياغة مفهومها للنشاط غير الاكاديمي، خصوصاً في الجامعات ذات العدد الطلابي الكبير.
* ذكرت الدراسة ان الطالب الذي يسكن في سكن الجامعة (صفحة 293) يتعرض لمؤثر أكبر وتكون سرعة التغيير لديه عالية مقارنة بالطالب الذي لايسكن في سكن الجامعة، وهذا هو ضابط من ضوابط النشاط غير الاكاديمي وهو الآلية التي قامت من خلالها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بصهر أبناء هذا الوطن رغم تباينهم الكبير في بوتقة واحدة، وجعلت الفرد منهم حين تخرجه يندمج بسرعة هائلة في صناعة التنمية في اي محيط وضمن اية ظروف، وهذا لعمري الهدف الاسمى الذي قامت عليه هذه الدولة العظيمة في تكوين مجتمع واحد كبير متجانس بدلا من مجتمعات مختلفة متناحرة متطاحنة، وليس هناك اجدر من الجامعات بنشاطها غير الاكاديمي لصنع هذه المعجزة المطلوبة.
قرار إغلاق السكن في العديد من جامعاتنا السعودية بحاجة ماسة للمراجعة على ضوء الدراسات التي تحدثت عن النشاط غير الاكاديمي في الجامعات وفوائده وارتباط ذلك بالسكن الجامعي ارتباطا كبيرا، ولعل هذا الكتاب الثمين لصاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن سطام ال سعود يكون مفتاح دراسات اخرى حول النشاط غير الاكاديمي للجامعات وطريق توجيهه والاستفادة منه في دعم خطط واستراتيجيات البناء في هذا الوطن، خصوصا وان الدور الحقيقي الاكاديمي للجامعات لايستغني عن دورها غير الاكاديمي في تنشئته وتهيئة وترقية المجتمعات المتحضرة وهذا الدور غير الاكاديمي لايمكن لاية جامعة القيام به على الوجه الاكمل دون ان يكون الطالب مقيما داخل سكن الحرم الجامعي ضمن بيئة ثقافية واجتماعية مصممة ومدروسة بعناية.
أخيرا: ليس لي إلا ان اختم بما ختم به المؤلف مقدمة كتابه، أسأل الله سبحانه ان ينفعنا بما علمنا ويعلمنا ما ينفعنا، ويزيدنا علما، إنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
|
|
|
|
|