راوي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم, لم يلهه الصفق في الأسواق ولا غرس الودي,, عن هذا العلم العظيم,, جاء هذا اليماني إلى المدينة ليدخل في الإسلام, رغم فقره, وقلة يده,, وبعد قبيلته وعاش مصاحبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من ثلاث سنين,, وحفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يحفظه بقية الصحابة رضوان الله عليهم جميعا, وكان إذا حدث في المسجد,, وأنكر عليه أحدهم أخذ بيده فورا,, وذهب به الى عائشة رضي الله عنها,, وقال: ياأماه أنشدك الله,, ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا,, وكذا,, فتقول اللهم نعم,, وهذا ما حدث من ابن عمرو معه,, حتى قال ابن عمرو رضي الله عنه أنت أحفظنا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم,, كان بسيطاً جدا,, ضرب بالدنيا عرض الحائط,, وتركها وراءه,, وكان يحرص أن يدعو له رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوة الحفظ وتقييد العلم,, فكان أن دعا له في قطيفة,, ثم قال له ضمها الى صدرك فضمها,, قال: فلم أعد أنسى ما اسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم, ورغم فقره المدقع وتعرضه لصرع الجوع غالبا إلا أنه كان الرجل الساخر من الدنيا وزخرفها,, ولما تولى إمارة المدينة كان يدخل السوق على حمار تتدلى على جنبيه قدماه وهو يقول: افسحوا الطريق للأمير,, كان يسخر من تقلبات الحياة,,, ولما رزق بثوب من القطن,, تمخط فيه وقال: الحمدلله الذي جعل أباهريرة يتمخط في الكتان,, تحس وأنت تقرأ سيرته أنه نموذج لعابر السبيل السريع الذي ينتظر خيراً مما هو فيه,, قال: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم,, وعائين من الحديث, فحدثت بوعاء وتركت الآخر مغلقا ولو حدثت به لقطع بلعومي,, قال بعض المهتمين بالحديث,, لعل الوعاء الثاني يدور حول الأمراء ومستقبل حياة الناس,, وكان يقول رضي الله عنه اللهم لا تبلغني الستين ولا إمارة الصبيان, فمات قبل سنة الستين وقبل إمارة يزيد بن معاوية ومعاوية بن يزيد,, وقد جاء من اليمن ومعه أمه لم تسلم,, فطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم ان يدعو لها لعلها تسلم فدعا لها,, فلما عاد إليها أبوهريرة وجدها قد اغتسلت ولبست ثيابا نظيفة وهي تشهد الشهادتين, وكان ملاصقا لرسول الله لا يتعداه, قالوا في صفته كان أسمر أفلج ذا جديلتين أو ضفيرتين وهو من قبيلة دوس باليمن.
|