| مقـالات
عندما ننظر لكل شيء حولك وتشعر بالتفاؤل والرضا ويغمرك الفرح وتلمس معطيات السعادة في لحظات هاربة, وأخرى لها معادلة مع الزمن,, تحاذي فيه مسارات الألم تارة,, والخوف تارة أخرى يجعلك صاحب تجربة ومعاناة تقيس فيها مختلف الإحساسات والأفكار والأخيلة والمشاعر التي تمر عليك!!
إن أنواع التجربة أو بالمعنى التجارب تفتح لنا أبواباً للتعامل الإنساني وفق ما يتمخض به كل مجتمع إلا أن السعادة داخل هذه التجارب يلتقي فيها مختلف البشر مثل الاحساس بالسعادة ليلة الزفاف,, وقدوم المولود الأول فكل أسرة يحتفظ المولود الأول فيها بمكانة خاصة ذلك لأنه وضع أصبعه على صمام السعادة الحقيقية وضغط على مشاعر من حوله!!
كما أن السعادة بالنجاح في الدراسة ويوم التخرج، واستلام الوظيفة جميعها مدعاة لتحقيق الذات فالحاطب والصياد والحارس,, والمعلم والطبيب جميعهم يعملون وكل واحد منهم يستشعر بالسعادة تحت سقف عيشه وما يبذله لمن حوله لذا فإن شقاء وعناء العمل وما يواجه الأب من متاعب يمتص هذا سعادة الأبناء فيما يقدمه لهم من توفير مطالب الحياة ومطالبهم وعليه نقيس أيضا سعادة الأم عندما يأتي أبناؤهاالصغار,, لخوفها الشديد على صحتهم وارتباط الخوف بالسعادة لديها يفسر لنا طيب النفس الذي يولد التآلف والود في العلاقات الأسرية ومنها تمتد إلى المجتمع، ولعل تحلق الأسرة بعد صلاة المغرب لتناول القهوة والشاي معاً وتبادل الأحاديث بين الأبوين والأبناء والبنات أشبه بالنسيج في واقع الحياة,, خيوطه مضيئة بضوء الحاجة إلى التآلف الأسري!!
فمن التآلف الأسري تمتد السعدة إلى جميع حقول الحياة فما هي السعادة؟! هل هي في جمع المال,, أم راحة البال وإذا اتفقنا معاً بأنها في راحة البال فما هي الأشياء التي تؤدي إلى راحة البال!! ربما مراقبة النفس ومنها مراقبة الله سبحانه في الظاهرة والباطنة!!
وهي سعادة تتأتى فيها مراعاة حقوق الله وحقوق الغير ومراقبة النفس وبالتالي فأنت تلتقي بالحارس في العمل,, ورغم قلة دخله إلا أن لديه شعور بالرضا يجعلك تعقد المقارنة مع نموذج آخر لديه من الإمكانات المادية والمستوى الوظيفي والوضع الاجتماعي ما يجعله سعيدا ومع ذلك لديه اسقاطات كثيرة تبدد إحساسه بما لديه وتجعله في زوبعة ألم تمتد مع مسافات حياته فتفقده الإحساس بما لديه!!
إننا جميعا ننظر للحياة وفق ما يمر بنا من أحداث وما نتعرض له من بواعث للتربية ونجد بداخلنا أشياء مشتركة في الضحك مع من يضحك والبكاء مع من يبكي بل إن جمال الورود,, والطبيعة,, وألفة الناس مدعاة للسعادة وصوت الأطفال ومداعبتهم وسكناتهم وحركتهم وضحكاتهم وحتى بكاؤهم يبعث فينا السعادة وما أعمقها بداخل الأجداد تطبيقاً للمثل القائل ما أغلى من الولد إلا ولد الولد
|
|
|
|
|