قمة أنت ياجليل المآثر
تتسامى على الرؤى والبصائر!؟
تخذتك الأجيال رمزاً أبيّاً
نتفناه بين حين وآخر!
وحديثاً من الروايات أضحى
حافلاً بالمنى وفيض الخواطر!
أمسيات من المواويل غنت
في خضمّ الكفاح والدهر جائر!
أشرقت من يديك شمس الأماني
في شجون من النواهي الزواجر!
في زمان تدور فيه الليالي
بدواليب فتنة ومكابر!
وصراع من الصدامات أرسى
في وعور تضيق منها المعابر!!
رافعاً راية النهوض بأمس
مثقل بالجراح من كل ماكر!!
تتخطى الساحات قفراً وسهلاً
وتدوس الأشواك دوس مسافر!!
تحمل الراية الرفيعة شأواً
داعياً للمفيد بين المحاور!!
ممسكاً بالشراع ماهب ريح
وعتيّ من الهياج المباشر!!
نلتقي فيه في رصيف الأماني
بمواويل شاعر ومغامر!!
صور مالها من الأنس حد
(وكريم) من (الهتان) (البواكر)!
قد شربنا أفراحنا بكؤوس
(راقصات) الظلال والزهر فاغر!!
مترعات على الشفاه رسوم
باسمات على الثغور النواضر
وشممنا في (نجد) ماكان يهمي
في ربوع الحجاز من كل ماطر!؟
ورفعنا من المشاعل صبحاً
مشرقاً بالحياة رحب الخواطر!
لك في (رامتين) طيب المغاني
ومن العاقلي شدو السوامر!!
يستقيه (المياح) ذلواً فذلواً
تتحاماه في لظى الشوب عامر!!
تتهامى أصداؤه بأريج
من فتون الربيع والروض ماطر!!؟
نرتضيه من الليالي ظلال
نتفياه خيمه ومنابر!!
زف من بابها (زهير) التهاني
و (أنا قيس) والشجون تماضر!!
لغة (الضاد) أنت عقل مجاها
وصدى مجدها الأثيل المعاصر!!؟
منيت بالخسار من كل فجّ
وثقيل من النفايات وافر!!
(وعكاظ) في أمسه ذكريات
تحتفي بالرفيع من كل زائر!!
لم نر اليوم فيه غير دعيّ
وخليط من غازيات الجرائر!!
فرضته على (السماع) جناة
عصر (عور) (وأصور) متشاعر!!؟
مُنى الشعر بالبوار وأمسى
في خضم الأرباح صفقة خاسر!!؟
كيف نحياه في هموم الليالي
بين (نق) (ولاسع) متكاثر!!
(حمد) يارواية الأمس نحكي
خطرات النشيد والركب سائر!!؟
أيّ خطب ألَمَّ بالشعر حتى
أودعته الأحداث رهن المقابر!!؟
كل عصر وكل يوم غزاة
وعلى ساحه تدور الدوائر!!
خلق الشعر للحياة رياض
في أفاويقه تفوح الفواغر!!
مسرح للجمال من كل فن
وسماء من النجوم الزواهر!!؟
فاجعل الشعر واحة من جنان
يتفيَّاه كل حاد وطائر!!