| متابعة
*
* القاهرة مكتب الجزيرة ياسر فتحي:
في مشهد حزين ومهيب استقبل مطار القاهرة الدولي جثث المصريين من ضحايا طائرة طيران الخليج التي سقطت بالقرب من مطار المنامة في البحرين، وفور هبوط الطائرة التي حملت نعوش الضحايا ارتفعت صيحات البكاء والنحيب من الأسر وأقارب الضحايا الذين احتشدوا لاستقبال الجثث تمهيداً لتشييعها ودفنها حيث هرعوا جميعاً نحو المدخل الرئيسي المخصص لدخول الجثث مع ذويهم الذين تعرفوا عليهم في البحرين وسط حالة من الحزن والكآبة التي غطت جنبات المطار، وقامت أجهزة الأمن بمطار القاهرة بتسهيل الاجراءات لتسلم الجثث حيث تم تخصيص ممر لدخول سيارات الاسعاف ونقل الموتى من أسفل الطائرة مباشرة ولسرعة نقل الجثث من المطار، كما تم تخصيص موقع في مبنى الركاب رقم (2) لاستقبالهم وتخصيص فريق طبي بالمطار لسرعة اصدار تصاريح الدفن.
وكان أقارب وأصدقاء وباقي أسر ضحايا الطائرة قد انتشروا بين جنبات المطار في انتظار وصول الضحايا يكتنفهم الحزن العميق وفي حالة بكاء وذهول مستمرين ويرددون بين الحين والآخر إنا لله وإنا إليه راجعون وسط تلقي العزاء من المسؤولين والعاملين بالمطار,عاشت الجزيرة لحظات قاسية ومؤلمة مع أقارب وأصدقاء وباقي اسر الضحايا الذين توافدوا على مطار القاهرة لاصطحاب جثث ذويهم إلى مثواها الأخير ووسط مغالبة الدموع ومشاعر الحزن العميق التقينا الدكتور هشام لطفي عبدالحميد من محافظة كفر الشيخ وخال الطفلتين سارة ودينا علاء السعدني وشقيق نجلاء لطفي عبدالحميد الذين لقوا حتفهم في حادث الطائرة قال د, هشام وهو يغالب دموعه لا استطيع التحدث عن أي شيء غير القول ب لا حول ولا قوة إلا بالله فقد فقدت اسرتنا الابنة نجلاء وطفلتيها سارة 6 سنوات ودينا عامان,.
وفي هذا الحادث الأليم لا نستطيع تقديم أي شيء أمام قضاء الله وقدره، فقد كنت أستعد للسفر إلى فنلندا حيث أعمل طبيباً هناك بعد أن قضيت اجازتي مع شقيقتي وطفلتيها وزوجها وقمت مع زوجها بتوديعهم في المطار وأنا الآن أقوم باستقبال نعشها تمهيداً لدفنها مع الطفلتين.
واستطرد د, هشام أن أجواء الحزن تخيم على أبناء كفر الشيخ بعد مصرع ابنة مدينتهم وأطفالها حيث تم دفنهم بمقابر ميت علوان في مسقط رأس الأسرة.
ومن محافظة كفر الشيخ إلى محافظة الشرقية التقينا الحاج محمد الشقيق الأكبر للضحية جمعة رمضان السيد قال: لم تر عيني النوم منذ علمت بالخبر ولم يغمض لي جفن حتى أواري شقيقي الثرى وأضع على جبينه القبلة الأخيرة.
وأضاف بان أولاد المتوفى منذ الحادث ما يزالون يجلسون في حجرة نوم والدهم يقرأون القرآن في انتظار دفنه ورغم أن أولاده ما زالوا في سن صغيرة إلا أن الراحل علمهم وقام بتربيتهم على أفضل ما يكون وان القرآن الكريم هو عزاؤهم الوحيد.
ومن مدينة بلبيس جاءت والدة ياسر عبدالحميد محمد في حالة انهيار شديد حزناً على ابنها العائد داخل صندوق خشبي وهي تتمتم بآيات القرآن وحولها ابنها الأصغر في حالة شرود دائم في انتظار وضع القبلة الأخيرة على جبين شقيقه.
ومن محافظة الغربية توافد أقارب وأصدقاء أسرة الضحية أحمد عبدالله حمودة وزوجته عزة محمد القاضي وطفليها عبدالله وفاطمة الزهراء حيث خيم الحزن على الحضور واعتبرت شقيقة المتوفاة ان اختها وأطفالها وزوجها في عداد الشهداء لأنهم سافروا للبحث عن رزقهم وأعمالهم.
وقال عم الزوج ويدعى أحمد حمودة فور علمي بنبأ الوفاة والحادث سارعت للتأكد مما حدث وعندما تم التيقن وسافر الشقيق الأكبر للزوج للتعرف على الجثة هناك سارعت بتجهيز المقبرة الخاصة به في قرية سبرباي مسقط رأسه لأن اكرام الميت دفنه ونحن مؤمنون بالله وبقضائه وقدره.
بكاء وشرود
أما أسرة الضحية صافيناز أحمد وأولادها مروة وعبدالله فقد اتخذت منذ البداية ركناً في مطار القاهرة وانهمكت في البكاء بشدة وبين البكاء والشرود كانت تترقب وصول جثث الضحايا وقد اعدت لهم مقابر الأسرة في محافظة القليوبية حيث بدأ الأهالي هناك بالتوافد على منزل والدة الضحية لتقديم التعازي.
ووسط أسرة وأقارب المتوفى محمود عبدالمجيد اسماعيل من محافظة الجيزة وقف رأفت البدري جار الضحية وصديقه في حالة حزن عميق مؤكداً انه جاء لمشاركة أسرة صديقه في تشييع الجنازة وتقبل التعازي وقال: إن هذا الحادث المروع الذي تسبب في مصرع 65 مصرياً من بينهم صديقي الحميم محمود عبدالمجيد أصابنا جميعاً بالحزن الشديد ولكن ماذا نفعل هذا قضاء الله وقدره ولا راد لقضائه وانا لله وإنا إليه راجعون .
وقال رأفت ان صديقي محمود الذي لقي مصيره في حادث الطائرة كان انساناً طيباً يحظى باحترام وتقدير الجميع ويبادر بتقديم كافة الخدمات إليهم دون أن يطلب منه أحد وكان يشاركنا دائماً في همومنا ودائم الاتصال للاطمئنان على احوالنا أثناء سفره وعمله وهذا الحادث الأليم أصابنا جميعاً بالحزن والأسى لرحيله ولكن هذا قضاء الله.
وأعرب أقارب وأسرة الضحية صلاح محمد عباس من محافظة المنوفية عن بالغ حزنهم وقد غرقوا جميعاً في بكاء حار أمام المشهد المأساوي لجموع المواطنين الباكية على ضحاياهم الآتية في النعوش الخشبية، فقد كان الفقيد يعمل مدرساً ومعتاداً للسفر عن طريق الباخرة ولكن هذه المرة سافر بالطائرة وكلما تذكرت أسرته هذا يزيد نحيبها ونشيجها لم يهدئه غير قول انا لله وإنا إليه راجعون وقد استعدت اسرته لدفنه في مقابر القرية بمحافظة المنوفية.
ومن محافظة الاسكندرية جاء الشقيق الأصغر للمتوفاة وفاء توفيق محمد علي لالقاء النظرة الأخيرة على جثمانها قبل تشييع جنازتها ووسط حالة الشرود والبكاء المستمر قال شقيقتي وفاء كانت أقرب اشقائي إلي وهي الوحيدة التي كانت تقف بجانبي وتبعث لي الهدايا وقد قمت بتوصيلها وتوديعها قبل السفر وحتى الآن لا أصدق ما حدث لها.
|
|
|
|
|