| القرية الالكترونية
لست احب الحديث بصيغة لا نافية كانت أم ناهية، لكن لعلي افعل ذلك في هذه المرة لوجود ما يبرر فعل ذلك، ففي سلسلة تعليمية موسعة عن كيفية النشر باللغة العربية على الإنترنت باستخدام فرونت بيج اكسبرس تحدثت عن الجوانب التي ارى تدعيمها في التصميم والحرص على وجودها في الموقع ولكن لم يتسع المجال للحديث عما لا ينبغي عمله عند تصميم صفحات الإنترنت ولعلي اعرض لهذا الجانب في هذا الزاوية، وقد دفعني للحديث عن هذا الجانب موقعان عربيان مارس اصحابهما ضروب الاستفزاز والاستثارة في حق زوارهم لا لشيء إلا لأنهم تمكنوا فيما يبدو من الحصول على بعض الطرق التي اضافوها لترميز صفحاتهم لإضافة عناصر معينة الى مواقعهم تجعلها متميزة عن غيرها.
من الافكار السقيمة التي تسيطر على الكثير من مواقع الهواة طلب التصويت لصالح الموقع في مسابقة المواقع العربية الافضل، وقد اذهلني بحق ان رأيت احدهم قد صمم اطارا يبرز للزائر بمجرد طلبه للموقع يطلب فيه التصويت للموقع وهو لم يفتح بعد! عجبا لحال هذا المرء، ألهذا الحد يهمه صوت الزائر؟ لا اخفيكم انني امتنعت عن التصويت غضبا منه، والعجيب انني لم ار من ضمن المائة الاوائل من يطلب التصويت له على هذا الوجه الملح، ويبدو ان مستوى ثقة مؤسس الموقع بما يعرضه يتناسب عكسيا مع الالحاح على طلب الاصوات، وتأتي فئة اقل الحاحا من هذا، فيضعون طلبا للتصويت لصالحهم في كل صفحة في مواقعهم.
جانب آخر اراه مدعاة للازدراء وهو حرص البعض على الزج بالصور العائلية والشخصية في الموقع والاكثار منها بحيث لا يجد الزائر ما يدعوه للعودة الى هذا الموقع الذي لا يعدو كونه معرضا للصور وحسب، ويسرف بعض هؤلاء في احجام صورهم ناسين او متناسين ان قلة من الناس يملكون اتصالا جيدا يسعفهم لتصفح مواد بهذا الحجم، واحسب ان الفهم غير السليم لفكرة إنشاء المواقع قد يكون السبب في سعيهم للاكثار من الصور الشخصية في مواقعهم، ومن الناس من ينشىء موقعا لا لشيء إلا ليكون لديه موقع.
ومن الجوانب التي لفتت نظري ان بعض اصحاب المواقع جعلوا صفحاتهم مجالا لتجربة كل فكرة تصميمية تقع تحت ايديهم، وتجد ان بعضهم يسرق تصميماته ومادة موقعة بطريقة مفضوحة، فيقومون بنسخ محتويات المواقع الاخرى، كما هي دون تحرير بحيث يتمكن اي قارئ لترميز الصفحة ان يجد مصدر مادة الموقع والمالك الحقيقي للحقوق الفكرية، وقد رأيت بعض المواقع التي تحمل افكارا جيدة لكن صاحب الموقع قضى على كل رغبة لدي او لدى اي زائر بكثرة العناصر التصميمية التي لا يوجد ما يدعو اليها سوى رغبة المصمم في استخدامها وظهورها في موقعه وحسب.
ومن الجوانب التي تدعو الى السآمة لجوء بعض المصممين الى فتح الروابط في نوافذ مستقلة، فهذه الفكرة لا يوجد ما يدعو اليها الا في حدود ضيقة من تلك الحالات ان تكون المادة التي توصل اليها الرابطة مستقاة من موقع آخر، عندما يكون من المناسب ان تفتح لها نافذة مستقلة لأنها ليست تابعة للموقع وانما تتبع لموقع آخر.
ويحب البعض التلاعب بألوان النصوص، لكنهم يوقعون زوارهم في متاهات تبعا لذلك، فرغم ان اللون الازرق مثلا متعارف على انه اللون المميز للروابط، إلا ان البعض يختارونه لتلوين نصوصهم وحين يقوم الزائر بالضغط على النصوص الزرقاء فإنها لا تعمل كروابط، فيحتار بينها وبين الروابط الفعلية، لذا ينصح محترفو التصميم بالالتزام بثلاثة ألوان في كل صفحة والالتزام بالالوان المتعارف عليها للروابط وغيرها، كما ينصحون بعدم تغيير حجم او لون النص إلا اذا كان لذلك معنى وهدف.
والحقيقة ان الجوانب السلبية في تصميم مواقع الهواة كثيرة ولعلنا نقتصر على ما ذكر في هذه الحلقة، وستكون لنا عودة إليه في حلقة قادمة، وستكون لنا ايضا وقفة مع مواقع الشركات والمؤسسات بإذن الله,
وللتواصل يمكنكم الكتابة لKhalid@4u.net
|
|
|
|
|