| الاقتصادية
القاعدة الحقوقية التي تتشدق بها الحضارة الغربية وخاصة الفرنسية من أن المتهم بريء حتى تثبت ادانته جاء بها الإسلام قبل قرون بل إن الإسلام منح المتهم ما هو اكثر من أصل البراءة حين سمح له أن يتحلل من اتهام نفسه كما ورد في قصة الصحابي التائب ماعز رضي الله عنه الذي جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم متهما نفسه بالزنى فحاول المصطفى أن يحله من هذا الاتهام بقوله له: لعلك داعبت لعلك قبلت إلخ أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
إن الإسلام لا يقر للمتهم بأصل البراءة وحسب ولكنه يمنعه من التفريط بهذا الأصل فهو يراجعه حتى باتهام نفسه.
وبالتالي فإن القاعدة الحقوقية الإنسانية المتهم بريء حتى تثبت إدانته قاعدة إسلامية اخذها القانون الغربي من المسلمين.
وجاء حديث البيهقي رضي الله عنه: البينة على المدعي ,, الخ ليؤسس قاعدة حقوقية اخرى تتعلق بانتفاء الاتهام وعدم وجوده قبل أن يقدم مدعيه البينة عليه بل إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه امر القاضي بان لا يقيم الاتهام قبل أن يرى المتهم ويسمع منه حتى لو كان دليل الاتهام ماثلا بعين مفقوءة فقد تكون عينا المتهم مفقوءتين.
هكذا أسس الإسلام العظيم للبشرية القواعد الحقوقية التي تبقي الإنسان بريئا سالما قبل ان يخرج المدعون بذلك من رق الكنيسة وسجون الظلام, ولكن حياتنا للأسف الشديد ابتعدت عن هذه القواعد واصبح المتهم لدينا سواء في الحياة العامة او الوظيفية مدانا حتى يثبت براءته واصبح الإنسان يؤخذ لمجرد قول مرسل لادليل عليه فكم من موظف ظُلم ونقل وأصبح على الهامش الوظيفي وحرم من الترقية لان هناك من قال عنه كذا وان فيه كذا وكذا,.
لقد كثر في الآونة الأخيرة من يفتح أذنه للوشاية والحسد والغيرة وكثرة القرارات والإجراءات التي تبنى على سند من قالوا وقلنا.
وحين تسأل هؤلاء المسؤولين سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص عن حق الدفاع ومبدأ التحقيق قبل إصدار القرار أو اتخاذ الاجراء يقولون لك: إن من قال لنا او نقل إلينا ثقة لدينا وانه لا دخان بلا نار فلو لم يكن هناك شبهة لما قيل ما قيل ياسبحان الله!,, يحدث ذلك والإسلام يدرأ الحدود بالشبهات والشك يفسر لصالح المتهم لقد عكس هؤلاء الآية فأسسوا قراراتهم واجراءاتهم على الشبهة وفسروا الشك ضد المتهم!
يفعلون ذلك من خلال السلطة الإدارية التي اكتسبوها ظنا منهم انها تدوم لهم ومن خلال غفلة المنصب غفلة منهم ان عين الله لا تغفل أبدا.
اتقوا الله يا هؤلاء وطبقوا شرع الله وما وضعه ولي الأمر ولا تأخذوا الموظفين بالقيل والقال والشبهات فان يسلم مذنب من عقوبتكم أفضل ألف مرة من أن تظلموا بريئا,, اعطوا الناس حقهم الشرعي والنظامي بالدفاع عن انفسهم وبرئوا ذمتكم وحصنوا أنفسكم من عقوبة الدنيا والآخرة فإن المنصب لا يدوم والدنيا لا تدوم.
|
|
|
|
|