| مقـالات
لقد حققت هذه الحملة نجاحات واضحة قبل بدايتها وتأتي هذه النجاحات نتيجة لتحقيق مجموعة من الأسس المهمة في نجاح حملات التوعية العامة ياتي في مقدمتها:
أولاً: مناقشة موضوع الحوادث في جلسة مجلس الوزراء يوم الاثنين 21/5/1421ه برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله وهذا دليل واضح على القناعة الكاملة بوجود مشكلة وطنية كبيرة تحتاج إلى حل، وعرض هذه المشكلة على السلطة العليا الاولى دليل واضح على الاهتمام بهذه المشكلة (وما ترتب عليها من مآس وخسائر مادية وبشرية كبيرة وبلغت (35037) قتيلاً و (284869) مصاباً خلال العشر سنوات الماضية وتجاوز تكلفتها على الاقتصاد الوطني (7) آلاف مليون ريال سنوياً) كما ذكر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية.
كما أن عرض هذه المشكلة في جلسة مجلس الوزراء أضفى عليها تغطية إعلامية مناسبة في جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية تؤكد على ضرورة الأخذ باستراتيجية تضمن سرعة تحقيق السيطرة على السلوك المروري العام في كافة الطرق ووضع حد للمعانات التي يتعرض لها المجتمع نتيجة لعدم تقيد مستخدمي الطرق بقواعد وآداب المرور .
كما سيوفر لها الدعم الكافي من أعلى سلطة في الدولة ومن جميع الوزارات والإدارات التابعة لها، حيث دعا مجلس الوزراء وزير الداخلية إلى سرعة اتخاذ التدابير اللازمة لتنفيذ الحملة التي اقترحها سموه.
ثانياً: تدشين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وحضور نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز ومساعد وزير الداخلية للشؤون الامنية الأمير محمد بن نايف وحضور عدد كبير من المسؤولين في وزارة الداخلية وضباط الأمن العام دليل واضح على اهتمام وزارة الداخلية بهذه المشكلة مما يدل على وجود إصرار ومتابعة على إنجاح هذه الحملة الوطنية للحد من مشكلة الحوادث المرورية.
ثالثاً: كلمة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية التي أشار بها إلى وجود مشكلة تحتاج إلى حل سريع من خلال تكاتف الجهود وتعاون جميع المسؤولين في الدولة والمواطنين للقضاء عليها قبل أن تقضي على من تبقى من شبابنا وما يترتب عليها من خسائر بشرية ومالية كبيرة.
فقد ذكر سموه في كلمته الضافية اتخاذ التدابير اللازمة لضمان تنفيذ حملة وطنية شاملة يشارك فيها جميع الجهات الحكومية والقطاع الخاص إيماناً بوحدة المسؤولية، من خلال تفعيل دور المواطن ورفع مستوى المشاركة على النحو الذي يضع حداً للمعاناة التي يتعرض لها المجتمع نتيجة عدم التقيد بقواعد وآداب المرور .
رابعاً: تصريحات أصحاب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية والأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية والأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية التي تعاقبت بعد نهاية المناسبة وتأكيدهم على ضرورة تكاتف الجهود للحد من هذه المشكلة الوطنية الخطيرة عن طريق التوعية الإعلامية أولا، وتطبيق الانظمة العقابية ثانياً مهما كانت قسوتها على جميع المخالفين للأنظمة والتعليمات فقد أشار صاحب السمو الملكي الأمير نايف (النظام موجود,, المطلوب هو تفعيل النظام وتطبيق العقوبات بدون تردد وبكل حزم).
واشار الأمير أحمد بن عبدالعزيز إلى أن الإنسان او السائق هو الذي يتحمل أكبر قدر من المسؤولية في الحوادث خصوصا فئات الشباب والمتهورون، وبعض السائقين الذين لا يجيدون القيادة، فالعامل الإنساني هو العامل الأول في القيادة وأكد الأمير محمد بن نايف على أن تعاون المواطن وإدراكه المسؤوليات والتزامه بالأنظمة والتعليمات يمثل الجانب الأكبر في العملية الأمنية الشاملة .
هذه الكلمات المقتطفة من لقاءات أصحاب السمو تؤكد على أهمية الجانب الإنساني ودوره في نجاح هذه الحملة سواء كان رجل الأمن العام من خلال تطبيق الأنظمة وتفعيلها أو قائد المركبة من خلال الحذر وتوخي السلامة وعدم ارتكاب المخالفات المرورية والاستهتار بالأنظمة والتعليمات.
خامساً: الخطة التفصيلية للجهات المشاركة التي قامت بطباعتها وتوزيعها اللجنة الإعلامية المركزية بالامن العام، والتي تم نشرها في الصحف اليومية واضحة المعالم والأهداف، إذ اتضح من خلالها مشاركة جميع الوزارات والإدارات الحكومية والمؤسسات والشركات الوطنية كما تطرقت إلى تحفيز المواطنين على التعاون مع الحملة من خلال المساهمة وعدم ارتكاب المخالفات المرورية على حد سواء , هذه الخطة التفصيلية تحتاج إلى تنفيذ على أرض الواقع من خلال الخطوات التنفيذية لهذه الحملة.
سادساً: الجهود الجبارة التي بذلت ولا تزال في سبيل تطوير وتحديث الإدارة العامة للمرور والإدارات التابعة لها وتزويدها بجميع التقنيات الحديثة اللازمة للقضاء أو الحد من هذه المشكلة (مشكلة الحوادث المرورية وما يترتب عليها من خسائر بالأرواح والاموال) دليل آخر على حرص وزارة الداخلية على إنجاح هذه الحملة الوطنية الهادفة.
جميع النقاط السابقة الذكر تدل دلالة واضحة على نجاح هذه الحملة إن شاء الله قبل بدايتها وذلك نتيجة لاستخدام المنهجية العلمية السليمة في التخطيط لها والتي كان من أهم خطواتها وأولها التعرف على المشكلة والاعتراف بها وقد تم مناقشتها في أعلى سلطة في الدولة مجلس الوزراء الذي يرأسه الرجل الأول في الدولة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وهذا بحد ذاته يعتبر أهم وأكبر النجاحات التي تحققت لهذه الحملة، بالإضافة إلى التعريف بهذه المشكلة من خلال الإحصائيات الدقيقة والتعريف بالخسائر البشرية والمادية وكذلك مناقشة اسباب هذه الحوادث والتعرف عليها من خلال الإحصائيات والدراسات التي تقوم بها الإدارة العامة للمرور.
جميع ما تطرقنا له في هذه العجالة يشوقنا إلى متابعة البداية الفعلية لهذه الحملة الوطنية الهامة في 4/6/1421ه فهنيئاً لوزارة الداخلية وهنيئاً لمديرية الأمن العام هذه البداية الناجحة.
*مدير إدارة العلاقات العامة بكلية الملك فهد الأمنية
|
|
|
|
|