| العالم اليوم
تنشط الجهود الدولية والإقليمية لانتشال عملية سلام الشرق الأوسط التي يكاد يرتبط مصيرها بمصير التوصل إلى اتفاق نهائي بين الفلسطينيين والاسرائيليين، هذا الاتفاق الذي لا يمكن ان يتم ما لم تحدث قضية السيادة على القدس الشرقية، التي يعتبرها الفلسطينيون ومعهم المسلمون والعرب وهم على حق في ذلك المرتكز الأساسي لعملية السلام، لأن فرض حل غير عادل لقضية القدس وسلب حقوق العرب والمسلمين والفلسطينيين في القدس، يجعل من أية عملية سلام، عملاً عبثياً لا معنى له، إذ إن عدم عودة مدينة القدس الشرقية الى اصحابها الحقيقيين يجعلهم غير مؤمنين بأي سلام يُفرَض عليهم، مما يجعلهم يتحينون أي فرصة للانقضاض على ما يُوقَع من اتفاقيات ينظر لها اصحاب الحق كصكوك استسلام .
ولهذا ولكي تعمل الجهود الدولية والإقليمية حقاً من أجل تحقيق السلام، فإن عليها أن تتعامل مع هذه القضية، قضية القدس بكل ابعادها الدينية والعاطفية والتاريخية، وحتى لو استطاعت القوى الدولية ان تنتزع موافقة من أية جهة فلسطينية أو عربية أوحتى إسلامية على حلٍ لا يحقق السيطرة السياسية والإدارية الكاملة على القدس من قبل الفلسطينيين، فإن هذه الموافقة التي قد تُبنى عليها اتفاقيات ربما تحمل مسميات سلام إلا ان الموافقة واتفاقيات السلام ستكون بلا معنى وغير مُلزِمة للكثير من الفلسطينيين والعرب وأغلب المسلمين، وبهذا تكون الاتفاقيات التي يبرمونها والتي ستحمل مسميات السلام، مهدِّدة للسلام وحتى لحالات الترقب والسكون الحالية، فالقدس ليست شأنا فلسطينياً خالصاً يُنتزَع لها حلٌ بالضغط على القيادة الفلسطينية ولا شأناً عربياً محدوداً يُشترَى ويُباع، ولا رأياً من بعض الدول الإسلامية التي لا يهمها بقاء أو غياب المسجد الأقصى لبعدها الجغرافي.
القدس مسرى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والارض التي بارك الله من حولها, ومدينة بهذه القدسية لا يستطيع احد ان يفرط فيها ولا أن يوقع على صك تسليمها او تقسيمها، وإلا أقام الدنيا ولم يقعدها, ومن هذا المنطلق، وهذا الفهم المحيط بكل ابعاد القضية يقاوم عرفات كل الإغراءات والتهديدات إذ يعلم أن التنازل حتى عن جزء من القدس سيشعل الحرب بدلاً من أن يقيم السلام.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|