| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
اسئلة تتكرر ومقالات تكتب وأفكار تطرح والقضية الأولى والأخيرة نبراس الأمة الذي يضيء لها طريق العلم والمعرفة وتستمد منه أفكار التقدم والازدهار يعمل بصدق وأمانة واخلاص انه المعلم.
نعم هو المعلم الذي يقف على قدميه الى آخر النهار وهو المعلم الذي يواصل الليل مع النهار انه الشمعة التي تحترق لتضيء للآخرين دروب الخير وتنير لهم سبل العلم والثقافة وما ذلك الا لأنه تحمل أمانة عظيمة وتكليفات جسيمة فشمر ساعده للوفاء بها وحمل سيفه مجاهدا ومناضلا فهزم راحته لينصر تعبه وهزم انفعالاته لينصر هدوءه فكيف بالله عليكم برجل اجتمعت فيه خصلتان التعب والهدوء .
لا شك انها من الخصال الحميدة التي لا يمكن ان تجتمع في شخص الا كان مميزا عن الآخرين وقادرا على حمل الأمانة الملقاة على عاتقه بكل صدق متذكرا بذلك قول الله تعالى: إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا فهذه هي الأمانة التي تبرأ منها من هو أقدر على حملها من الانسان الضعيف ولكن هي قدرة الله تعالى.
فما شعور المعلم يا ترى وهو يحمل هذه الأمانة العظيمة؟ لا أريد جوابا لأن كل من رأى المعلم داخل فصله أو في ساحة مدرسته أو من خلال نشاطه ستتأكد له الاجابة التي لن ولن تدع مجالا لأي كائن من كان بأن يشك في صدق ونزاهة شعور المعلم بحمل تلك الأمانة العظيمة فالعمل يسير بكل جد ونشاط وحيوية ولقد سمعت بأن هناك طلابا مجتهدين ومتفوقين والسبب المعلم وان هناك طلابا كسالى والسبب المعلم فكيف اجتمعت تلك المتناقضات.
فيا عجبي لذلك ان هذه المتناقضات لم تحصل الا بسبب المجتمع المحيط بالمدرسة فان نجح الطالب أعزوا نجاحه للمعلم وان اخفق اعزوا اخفاقه للمعلم فأصبح المجتمع يشير الى المعلم تارة بأصابع الاتهام وتارة بأصابع الاشادة دون النظر الى ما يسمى بالفروق الفردية وهي قضايا ومسائل تربوية شائكة لا يفهمها الا القليل ممن اتخذوا من العلم سبيلا للوصول الى المعالي وممن تتلمذوا على أيدي شخصيات تربوية بذلت الجهد من أجل تطوير مستوى العمل التربوي في ميدان التربية والتعليم.
ولقد احتمل المعلم الكثير والكثير في سبيل أداء رسالته التربوية السامية قاصدا بذلك وجه الله تعالى واضعا خططه التربوية والتعليمية بكل دقة واتقان من أجل تحقيق مستويات عالية من التعليم والتربية لأنهما عنصران ارتبطا مع بعضهما فلا يمكن لهما الانفصال وهذا هو شعار المعلم لا تعليم بدون تربية ولا تربية بدون تعليم .
ان الهم الذي يسكن قلب المعلم وهو هم حمل هذه الرسالة العظيمة ليؤرقه كثيرا أمامها ولكن الى متى؟, انني أخاف أن يأتي اليوم الذي تنهار فيه قوى المعلم على الصمود انهيارا كاملا ويصبح من غير الغريب ان نقول بأن من الهم ما قتل .
عبدالرحيم بن علي المالكي الرياض
|
|
|
|
|