| لقاءات
* أجرى الحديث: خالد محمد الخليفة
عندما يكون الحديث عن جامعات مملكتنا الحبيبة فإن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تأتي في مقدمة هذه الجامعات الرائدة كونها أكبر الجامعات العلمية الشرعية القائمة على أسس وثوابت عريقة لها بصماتها الواضحة في مسيرتنا الحضارية تربية وتعليماً وتلبية لمتطلبات سوق العمل في المجالات ذات العلاقة بتخصصاتها فضلاً عن خدماتها المتميزة في الداخل والخارج.
وخلال هذه الأيام تنظم الجامعة في إطار برامجها الواعية دورات للعلوم الشرعية في عدد من المعاهد العلمية التابعة لها إيماناً بمسؤولياتها الكبيرة تجاه الدين والوطن والمجتمع وفي مقر المعهد العلمي بمحافظة الرس وأثناء حضوره افتتاح إحدى هذه الدورات.
التقت الجزيرة فضيلة وكيل الجامعة الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل, ورغم ضيق الوقت إلا أن حوارنا معه تناول العديد من القضايا المتعلقة بالجامعة والمعاهد العلمية ودور هذه المؤسسة التعليمية في الداخل والخارج، فإلى تفاصيل هذا اللقاء:
ثقة غالية
* بداية نبارك لفضيلتكم ثقة ولاة أمر بلادنا الغالية بتمديد عملكم ثلاث سنوات أخرى وكيلا لجامعة الإمام,, وما الذي تودون قوله في هذه المناسبة؟
لا شك أن ثقة ولاة الأمر بأي إنسان تدفعه إلى بذل المزيد والمزيد من العطاء في خدمة الدين والوطن وولاة الأمر وخصوصا إذا كانت هذه الثقة تجددت ووجدت الدعم منهم حفظهم الله لأن ثقل الأمانة يزيد والواجب على الإنسان أن يخلص أكثر وأن يعمل كل ما بوسعه من أجل هذا الوطن الغالي ومن أجل تحقيق الرسالة المنوطة بأبناء هذا الوطن وخصوصا المنتسبين إلى العملية التعليمية وبصفة أخص الجامعات التي تمثل الدور الريادي الفكري في أي بلد من البلدان ولذلك فإنني بناء على هذه الثقة مغتبط ومسرور وشعوري لا يوصف لأنني أعتبر هذا الأمر نقطة أساسية في دعم العملية التعليمية ودعم كل ما من شأنه الرقي بهذا الوطن والعمل على تهيئة الوسائل والأساليب التي من خلالها تكون بلادنا في مصاف الدول المتقدمة مع ثباتها على الأصول التي قامت عليها وهي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه سلف هذه الأمة.
أهداف الدورات
*,, بمناسبة افتتاح الدورة الشرعية التي يستضيفها المعهد العلمي بمحافظة الرس,, حبذا لو تعطون القارىء فكرة عن هذه الدورات وما الهدف منها؟
الجامعة تعقد هذه الدورات ليس هذه السنة فحسب، بل هذه هي السنة الثالثة التي تقام فيها مثل هذه الدورات ولكنها في هذا العام زاد عددها إلى عشر دورات وكل الدورات السابقة على مختلف مستوياتها سواء كانت داخلية أو خارجية هي بدعم وتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله حرصاً منهم على تعليم الناس المبادىء الشرعية والأحكام المتعلقة بعباداتهم ومعاملاتهم التي تهمهم في أمور دينهم ودنياهم والحرص على إيصال هذه المعلومات النافعة وهذه الدورات إلى من هم أكثر الناس حاجة إليها,, ولذلك لو نظرنا إلى الأماكن التي وزعت فيها هذه الدورات ووجهت المعاهد لإقامتها لوجدنا أنها تمثل مناطق بحاجة إلى مثلها وبالتالي تعمل الجامعة وفق توجيه معالي مديرها الدكتور محمد بن سعد السالم وبمتابعة من المسؤولين عنها على تكريس الجهود وتركيزها في هذه المناطق واختيار الكوادر المؤهلة من اعضاء هيئة التدريس ممن عرفوا بسلامة التوجه وحسن الولاء لهذه البلاد وولاة أمرها ولعلمائها وكذلك من هم على قدر كاف من التمكن من الأمور الشرعية والقواعد التي يستفيد منها المتلقي وخصوصاً إذا عرفنا أن المتلقين في تلك المناطق تختلف مستوياتهم ما بين عامي ومتعلم وكذلك ذكر وأنثى وما أشبه ذلك,فالجامعة تعمل على اختيار هذه النخبة من أعضاء هيئة التدريس وتقوم بتوجيه مدير المعهد لأن يكون مسؤولاً إدارياً عن هذه الدورة وتعين أيضاً مشرفاً علمياً على أي دورة من هذه الدورات يكون مسؤولاً عن النواحي العلمية والشرعية فيما يلقى من خلالها سواء عن طريق الدروس أو المحاضرات أو الخطب أو الندوات وغير ذلك,, والهيكل التنظيمي لهذه الدورات يتمثل في المشرف العلمي على الدورة وهو من أحد أعضاء هيئة التدريس بالوصف الذي ذكرنا ثم مدير المعهد العلمي أو وكيله ويكون مديراً للدورة ويوجه إلى المعهد أربعة أساتذة أو خمسة حسب الحاجة وطبعاً هذه الدورات لم تأت من فراغ وإنما جاءت بدراسة وتخطيط ومعرفة للنتائج الإيجابية للدورات التي سبقتها ولذلك ولله الحمد نجد في هذا العام السهولة والإنسيابية في توزيع هذه الدورات وإقامتها وهذه الدورات تركز على العلوم الشرعية والعربية، فهناك يتم تدريس القرآن الكريم والتفسير والحديث والسيرة والفقه وغيرها من المواد التي تهم الأشخاص المشتركين في حضورها مع ما ذكرنا من المحاضرات والخطب التي تركز على توجيه الناس الوجهة الصحيحة السليمة وتعليمهم لمبادىء الشريعة وفق قواعد أصيلة ووفق ثوابت معلومة من خلالها نستطيع أن نقول إن الجامعة أدت رسالتها ووصلت إلى الهدف الذي ينشده ولاة الأمر من الجامعة والمنتسبين إليها.
الدعوة في الخارج
* وماذا عن جهود الجامعة في مجال الدعوة إلى الله خارجياً؟
الجامعة كما تعلمون هي من أكبر الجامعات العلمية الشرعية التي تهتم بهذا الجانب وتحرص عليه، بل إنها انطلقت منه منذ نواتها الأولى في تأسيس المعهد العلمي في الرياض عام 1370ه ثم انتشار هذه المعاهد وافتتاح الكليات التي يتابع من خلالها الطالب دراسته مثل كلية الشريعة وكلية اللغة العربية وكلية أصول الدين وغيرها وبعد أن أصبحت جامعة خطت خطوات واسعة وانطلقت انطلاقة فعالة بتوجيهات من ولاة الأمر ودعم منهم غير محدود، وكذلك بعد هذا التوسع وهذه الأمور التي حصلت للجامعة صار لها فروع في الخارج,, فالجامعة لها ستة فروع في الخارج في واشنطن وجاكرتا وطوكيو وجيبوتي وموريتانيا وهي معاهد وهناك كلية للشريعة واللغة العربية في رأس الخيمة,, فالجامعة تؤدي رسالتها من خلال هذه الكلية وتلك المعاهد كما أنها أيضا تقيم عدداً من الدورات الخارجية المؤسسة المؤصلة وفق توجيه ولاة الأمر حفظهم الله في جميع أصقاع الأرض,, يضاف إلى ذلك أن عدداً من منسوبي الجامعة يترسمون قيادة بعض المراكز والمؤسسات التابعة للمملكة العربية السعودية في العديد من دول العالم.
من خلال هذه المناشط والبرامج والمعاهد والكليات والمراكز الجامعة تؤدي رسالتها وتعمل على تحقيق هدفها وتنشط في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وتعلم المسلمين في كل بقاع الأرض ما يحتاجون إليه في أمور دينهم ودنياهم.
مراجعة المناهج
* هل هناك نية في المستقبل لمراجعة مناهج المعاهد العلمية سواء كانت في الداخل أو الخارج؟
لا شك أن الجامعة كغيرها من الجامعات لها الأسس التي تنطلق منها والثوابت التي تقوم عليها وأيضاً لديها المناهج والمقررات التي تكلف الطلاب بها وهذه المناهج تنطلق من ثوابت الجامعة ورسالتها ولكنها لا تقف عند حد معين، بل إنها وفق التخطيط السليم المرسوم من المسؤولين فيها تواكب كل الوسائل والأساليب التي يمكن أن تطور العملية التعليمية فيها سواء في المعاهد العلمية أو في الكليات والأقسام التابعة لتلك الكليات,, فليس هناك وقوف عند حد معين، بل إن هناك لجاناً متخصصة تعمل على دراسة المناهج والمقررات والمراجع والكتب الدراسية وكذلك هناك مجالس تتابع هذا الأمر وتتألف من أعضاء هيئة التدريس المتمرسين المتميزين الذين لا تخطو الجامعة خطوة إلا عن طريقهم وعبر القنوات الرسمية من مجالس الأقسام ومجالس الكليات والمجالس العلمية وكذلك اللجان المتخصصة ومجلس الجامعة فوق الجميع ثم أيضاً مجلس التعليم العالي هو الذي يقر أو يطلب الإضافة أو التفصيل في كل ما يخدم مصلحة الجامعة.
القبول والأقسام الجديدة
* دكتور,, سليمان,, هناك عدد كبير من خريجي المعاهد العلمية يعانون في الالتحاق بالكليات التابعة للجامعة,, فماذا عملت الجامعة لهؤلاء الخريجين من أجل جعل الأولوية لهم,, أو على الأقل تخفيض النسب المحددة من قبل الجامعة لقبولهم؟
طبعاً,, الجامعة هي امتداد للمعاهد العلمية كما لا يخفى عليكم والجامعة وعلى رأسها معالي مديرها الدكتور محمد بن سعد السالم حريصة كل الحرص على طلاب هذه المعاهد وتسعى لتحقيق القبول المناسب لهم وتراعي قدراتهم وتخصصاتهم ولذلك فإنها تعمل على استقطاب أكبر عدد ممكن من طلاب المعاهد العلمية حسب الأماكن والأعداد المتاحة.
,, هل هناك أقسام جديدة في الجامعة هذا العام وهل سيتم في المستقبل ضم بعض الأقسام من أجل أن تكون مواكبة مع متطلبات الوطن؟
كما ذكرت لكم في بعض الإجابات على الأسئلة السابقة أن الجامعة لا تقف عند حد معين في سبيل تطوير مناهجها واستحداث الأقسام العلمية المفيدة للمجتمع وفق ثوابتها ومنطلقاتها الأساسية,, وقد تم افتتاح عدد من الأقسام في الأعوام القريبة الماضية مثل قسم الحاسب الآلي وأيضا طورت بعض الأقسام مثل قسم الاقتصاد الإسلامي حيث طور ودمج وسمي بقسم الاقتصاد والعلوم الإدارية كذلك قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية حيث عمل على ضمهما ليواكب الحاجة الفعلية لمتطلبات سوق العمل أو ما يناسب الطلاب ويحقق لهم طموحهم بعد التخرج كذلك تمت موافقة مجلس التعليم العالي على افتتاح معهد البحوث والخدمات الاستشارية ليواكب المستجدات التي تحدث في الجامعة ويعمل على تقديم البحوث المتميزة والخدمات الاستشارية التي تمتلكها الجامعة عبر كلياتها وأقسامها العلمية.
مشروعات جديدة
* هل هناك مشروعات جديدة للجامعة هذا العام؟
الجامعة بدعم وتوجيه من ولاة الأمر لا تقف في منشآتها وتحديثها وزيادتها عند حد معين، بل إن لديها المزيد والمزيد من المشروعات المتميزة، فهناك إنشاء لمركز دراسة الطالبات في المدينة الجامعية بمدينة الرياض وهو يكلف المبالغ الكثيرة وذلك بتوجيهات من ولاة الأمر,, أيضاً هناك زيادة في المباني والمنشآت الموجودة في المدينة الجامعية وفي فرع الجامعة في القصيم في المعاهد العلمية المنتشرة في المملكة, فضلاً عن المعاهد الموجودة خارج المملكة والكليات هناك.
* وختاماً فضيلة الشيخ,, ما هي كلمتكم للشباب وطلبة العلم وأيضاً الأكاديميين والمتعلمين من أجل توجيه النشء إلى الطريقة السليمة والتوجه السليم؟
لا شك أن الواجب الملقى على عواتق المعلمين سواء أكانوا في المراحل الأولى للتدريس أو في الجامعات أو في غيرها أمر عظيم ورسالة خطيرة لأن من خلالها تربى الأجيال وتوجه حسب حال الملقي والمتلقي فيجب عليهم أن يراعوا ذلك وأن ينتبهوا إليه ويجعلوه نصب أعينهم في كل لحظة وحين من أجل تربية وتنشئة أجيال هذا الوطن وأبنائه التربية السليمة القائمة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه سلف هذه الأمة مع التركيز على توجيههم من أجل أن يكونوا نواة صالحة لهذا المجتمع وأفراداً عاملين وأعضاء نافعين صالحين محبين لعقيدتهم ودينهم ووطنهم وولاة أمرهم.
فلا شك أن هذا الأمر يحتاج إلى الشيء الكثير من الجهد والإخلاص وبذل المزيد والمزيد من إثراء العملية التعليمية بكل ما هو نافع ومفيد لأبناء هذا المجتمع الطيب وقد هيأت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني كل الإمكانات المادية والمعنوية والمقدرات الهائلة من أجل اسعاد وراحة أفراد هذا المجتمع وأبنائه في كل بقعة من بقاع المملكة العربية السعودية، بل تعدى الأمر هذا الحد وتجاوزه إلى أبناء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فالشكر لله سبحانه وتعالى ثم لولاة أمرنا على هذه الجهود الجبارة وهذه الوقفات المخلصة لخدمة الإسلام والمسلمين ورفع راية التوحيد فوق كل أرض وتحت كل سماء باذلين في سبيل ذلك أنفسهم وأموالهم وأولادهم ومهيئين الكوادر المتميزة العاملة في سبيل تحقيق الهدف المنشود الذي يعود إليه حفظهم الله.
|
|
|
|
|