أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 26th August,2000العدد:10194الطبعةالاولـيالسبت 26 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

لا وقت للصمت
غلطة,,!
فوزية الجار الله
قرأت مؤخرا خبراً يقول ان سيدة امريكية قامت بارسال طفلها البالغ من العمر عشرة أعوام الى رجل يعيش في فلوريدا تعرَّفت عليه عبر الانترنت,, ثم غيَّرت منزلها حتى لا يعثر عليها الاخير وعلمت الشرطة بالامر مصادفة عندما اسرَّ اخو الطفل بالامر الى معلميه في المدرسة مشيراً الى ان الأم البالغة من العمر 29 عاما فعلت ذلك لان الاخير كان مشاغبا,, وقد عُثر على الطفل في منزل الرجل وزوجته في فلوريدا وتبين انهما تبنَّيا مجموعة من الاطفال لانهما لا ينجبان واعيد الاخير الى بلده وأودعت الأم السجن,.
وبصرف النظر عن ان الخبر لم يذكر شيئا عن والد الطفل ولا عن دوره في حياة الأم وطفلها,,إلا اننا نستشف من الخبر بما لا يدع مجالا للشك تنكُّر الام لعاطفة الامومة ورغبتها الشديدة في التخلص من طفلها وكأنما هي بذلك تتخلص من ذنب او خطيئة!
وربما يقول بعضنا: حمداً لله هذا لا يوجد لدينا بل لديهم حيث يتصف المجتمع الغربي بطغيان المادة ونضوب العاطفة بشكل واضح سافر حتى بلغ ذلك عاطفة الامومة,,!
ولكن مما يؤسف له اننا في مجتمعاتنا العربية ولا نستثني مجتمعنا السعودي نجد بعض النساء اللاتي نشك كثيرا في انسانيتهن وفي عاطفتهن تجاه اطفالهن ويتضح ذلك اكثر في حالات الطلاق حيث تعيش الام والاب منفصلين فبعض الزوجات وخصوصا حين تنفصل عن زوجها في فترة هامة تجد فيها نفسها لاتزال تفيض شبابا وحيوية حتى تبدأ بالتفكير بمستقبلها وسعادتها وتحاول قدر الامكان التخلص من ذلك الطفل اما لكونه يذكِّرها بخطيئتها من خلال زواج غير مناسب او انه يشكل عائقا لها عن البحث عن شريك حياة آخر والبدء معه دونما اطفال! ويكون هذا التخلص غالبا بتسليم الطفل الى ابيه,.
والمؤلم هنا هو مشاعر هذا الطفل والحالة النفسية التي سيكون عليها وتلك المشاعر السلبية الحتمية التي سوف تترسب مع مرور الايام ان أمدّ الله في عمره وبلغ مبلغ الشباب,, سوف يتذكر حتما بان له أماً فقط في دفتر العائلة لكنها ليست أماً حقيقية,, سوف يتذكر فقط انه كان دائما غلطة في حياتها تحاول دائما الخلاص منها وابعادها عن طريقها!!
وقد يفعل بعض الآباء شيئاً من ذلك تجاه ابنائهم الا ان ذلك يهون عند تنكر الام التي صدق من سماها بالارض بمعنى انها اصل الخليقة والقادرة دوما على العطاء,, وفي كافة الاحوال فالاطفال مسؤولية عظيمة وليسوا دمى او خطايا ,.
السؤال الهام هنا:
هل يدرك كل أب وأم بأن ما يزرعه في نفس الطفل منذ البدء سوف يجده امامه في يوم من الايام,, فاي الحصاد يختار الشوك أم الورد؟!
بريد الكتروني:
Fowzj @ hotmail. Com


أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved