إليك هذا الموقف الذي رواه لي بدر بنفسه وهو فعلاً موقف نبل وشهامة حيث يقول: ذهبت أنا وصديقي محمد بن يحيى الغيداني رحمة الله عليه قاصدين الرياض وذلك عام 1365ه مشياً على الاقدام وكان الوقت صيفاً فلما وصلنا الى نفود الثويرات بعد العصر وإذا الماء قد نفد وقد لحقنا العطش وكان عمري ست عشرة سنة وعمر صديقي ثماني عشرة سنة وقد تأثر كثيراً ثم وضعته تحت ظل شجرة من أشجار الغضا فقال اذهب لعلك تسلم بنفسك اما أنا فإني ميت لامحالة يقول بدر فصرفت وجهي عنه وأخذت أبكي ولا حيلة لي وقرب الغروب بدأت الرمال تبرد فأخذت الطبقة العلوية من الرمل حتى وصلت الى الطبقة الباردة قليلاً ثم وضعت صديقي وبعد أن صليت المغرب وجلست قليلاً وإذا الفرج من الله يأتي وإذا بسحابة ترعد فوقنا ثم تمطر حتى بيض النفود يقول فقمت أجمع الثرى واضع على جسم صاحبي وعلى جسمي ومن ثم شعرنا بالنشاط وكأننا شربنا, وبعد ذلك رقدنا ولم نشعر بأنفسنا إلا عند صلاة الفجر حيث قمنا وصلينا الصبح ثم واصلنا مسيرتنا وتزودنا بالماء وهكذا حتى وصلنا الى الرياض.
وقد قال بدر الحويفي في هذه المناسبة القصيدة التالية:
أنا خويي ماتجاهل احقوقه
يوم انعثر وانعاق ماني امخليه
والله لشيله فوق متني علوقه
يوم الظما بانت ابوجهه مواريه
لو قال لي معذور بآخر نطوقه
صديت تذرف دمعتي تقل موحيه
جداي ادافع ضيق صدري واسوقه
واقول طيب ياخويي وواسيه
حتى فرجها الله بعد حال ضوقه
وهلت هماليل المطر من مناشيه
من مزنة صبت علينا حقوقه
من فضل ربٍ نستعينه ونرجيه
هذا هو الشاعر بد بن عواد الحويفي الحربي.
ومن أراد قصائد الحكمة والقصائد الهادفة والمفيدة فليرجع الى ديوان بدر الحويفي أطال الله عمره وأمده بالصحة والعافية.