| العالم اليوم
* واشنطن بقلم ليون برونو ا,ف,ب
بالرغم من احتدام المعركة الانتخابية في الولايات المتحدة والاختلاف بين المرشحين الديموقراطي آل غور والجمهوري جورج بوش الا ان هناك قاسما مشتركا يجمع بينهما يبرز في التركيز على الحياة العائلية والظهور على الدوام برفقة العائلة والاقرباء على المنابر العامة.
واعتبر توماس مان من معهد بروكينغز في واشنطن ان هذه الظاهرة ليست بجديدة لكن الاصرار على عرض العائلات امام الاميركيين قد وصل الى مستوى لا مثيل له مشددا على عواقب فضيحة مونيكا لوينسكي, واكد ان المرشحين يسعيان الى بلوغ غايات عدة.
فالمرشح الجمهوري يراهن بشكل غير مباشر على قضية لوينسكي التي هزت الولاية الثانية للرئيس الأمريكي بيل كلينتون ويؤكد في كل المناسبات عزمه تغيير الوضع في واشنطن واعادة الشرف للرئاسة.
اما بالنسبة لآل غور فان الظهور علنا مع عائلته يسمح له بتصحيح صورته التي انطبعت في اذهان الأمريكيين بكونه تكنوقراطيا, من جهة اخرى فان غور يسعى من خلال اظهار تمسكه بالقيم العائلية لان ينأى بنفسه عن الفضائح التي طاولت كلينتون, واكد البروفسور مان انها طريقة لإسكات الجمهوريين في هذا المجال.
لكن ذلك يتناقض مع مواقف كلينتون وزوجته هيلاري اللذين حرصا حتى فترة قريبة على ابعاد وسائل الاعلام عن ابنتهما الوحيدة تشيلسي، خصوصا وان عمرها كان 12 عاما فقط حين انتخب والدها رئيسا عام 1992, والمعروف ان كل المرشحين الأمريكيين يظهرون علنا خلال الحملات الانتخابية مع زوجاتهم واولادهم والمقربين منهم لتقديم صورة العائلة المترابطة لكن جورج بوش وآل غور ذهبا الى حد المبالغة في هذا الخصوص,وبالنسبة لبوش فان عائلته حاضرة على الدوام الى جانبه وهو ابن الرئيس السابق جورج بوش وشقيقه جيب حاكم ولاية فلوريدا التي تعتبر الاصوات فيها حاسمة في الانتخابات.
لكنه استدعى ايضا اعضاء آخرين من العائلة للوقوف الى جانبه وقد لعبوا ادوارا مهمة خلال المؤتمر الجمهوري في فيلادلفيا.
وقد القت زوجته لورا بوش كلمة الى جانب الجنرال كولين بأول وهو امر يخرج عن الاطار التقليدي للزوجة التي تحضر للوقوف الى جانب زوجها.
واستعان بوش ايضا بخدمات ابن شقيقه جورج بريسكوت بوش 24 عاما الذي تتحدر والدته من اصل مكسيكي في ما اعتبر منفذا للوصول الى الشباب والناخبين الأمريكيين المتحدرين من دول اميركا اللاتينية.
وتمكن الجمهور الأمريكي ايضا من التعرف على ابنتي بوش التوأمين جنا وبربارة 18 عاما , اما غور فعمد الى اظهار الجانب العاطفي مع زوجته تيبر التي كانت حتى فترة قصيرة غير معنية مباشرة وبشكل علني في حملة زوجها خلال الانتخابات التمهيدية.
واثارت قبلة حارة مرفقة بعناق على مرأى من الشعب من آل غور لزوجته تيبر تساؤلات كثيرة طرحتها وسائل الاعلام الأمريكية التي كتبت 107 مقالات تعليقا وتفسيرا.
وقال غور الاثنين لشبكة اي بي سي ردا على تكهنات الصحافة حول نواياه الحقيقية ان ردود الفعل قد فاجأتني بعض الشئ، وسألني احدهم ماهي الرسالة التي اردت توجيهها؟ وقلت كنت احاول توجيه رسالة الى تيبر , وغالبا ما تظهر ابنتا غور الى جانبه ولا تتردد كارينا غور شيف 27 عاما في التحدث مع الصحافيين كما فعلت خلال الحملة الانتخابية الاخيرة على نهر المسيسيبي,وقد القت كل من كارينا وكريستين 23 عاما كلمتين خلال المؤتمر الديموقراطي,لكن هذا السلاح ذو حدين، فقد اخذ الشعب الاميركي على آل غور بوجهه علنا عام 1992 بحادث السيارة الذي كاد ان يودي بحياة ابنه الوحيد البرت الثالث 17 عاما تم تنديده في 1996 بمساوئ التبغ مشيرا الى سرطان الرئة الذي تعاني منه شقيقته.
|
|
|
|
|