| العالم اليوم
* مكة المكرمة مكتب الجزيرة عبيدالله الحازمي
طالب معالي الدكتور عبدالله بن صالح العبيد الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي في مكة المكرمة الولايات المتحدة الأمريكية باحترام القانون الدولي وعدم نقل سفارتها الى القدس، جاء ذلك في كلمة ألقاها نيابة عنه فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن زابن المرزوقي أمين المجمع الفقهي بالرابطة في الندوة العالمية لشؤون القدس التي بدأت فعالياتها في عمان مساء أول أمس وقال: ان رابطة العالم الاسلامي تحيي الجهود التي يبذلها كل من المجلس الاسلامي العالمي للدعوة والاغاثة، والمؤتمر الاسلامي العام لبيت المقدس بشأن المقدسات الاسلامية في فلسطين وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس الشريف، كما أحيي الندوة العالمية لشؤون القدس التي تهدف بشكل خاص الى ابراز الحقوق العربية والاسلامية في مدينة القدس التي تتعرض الى عملية استلاب في ظل الاحتلال, بينما هي في الحقيقة وبحسب قرارات المجتمع الدولي جزء من الأراضي العربية التي احتلتها اسرائيل عام 1967م.
وأضاف: ان قضية مدينة القدس ما زالت رغم مرور ثلث قرن على احتلالها من أهم القضايا التي تستحوذ على اهتمام المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وذلك لارتباطها العقدي والتاريخي بالأمة المسلمة حيث تؤكد وثائق التاريخ ان القدس مدينة عربية عريقة تبوأت منذ فجر التاريخ مكانة هامة، فقد بناها اليبوسيون وهم قبيلة كنعانية عربية منذ حوالي أربعة آلاف سنة قبل الميلاد.
هذا وقد أشار القرآن الكريم الى المسجد الأقصى بقوله تعالى في سورة الاسراء: سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله اذ ورد ذكرها في الحديث النبوي الشريف فقال صلى الله عليه وسلم: لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى , مما جعلها تحتل مكانة عالية وغالية في قلوب المسلمين جميعا، فهم لا ينفكون عنها ولا يرضون العدوان عليها ولا يمكن ان يتخلوا عنها فهي جزء من تاريخهم، كما ان تاريخها الديني ومقدساتها مرتبطة بعقائدهم الثابتة، واذا كانت هذه المدينة المقدسة قد تعرضت عبر التاريخ القديم الى غزوات بعض الشعوب فان ذلك لا يعني ان ملكيتها تحولت الى الغزاة، فلقد تعرضت خلال أزمنة مختلفة من التاريخ الذي سبق الاسلام لأطماع شعوب عديدة فقد دخلها العبرانيون في القرن الثاني عشر قبل الميلاد واستعمروها فترة قاربت السبعين عاما، ثم غزاها الفرس بعدهم عام 586 قبل الميلاد كما دخلها الأسكندر المقدوني الأكبر بقواته عام 332 قبل الميلاد ورغم توالي الغزاة عليها الا ان أهلها العرب كانوا يخرجون الغزاة في كل مرة لتظل القدس مدينة عربية عريقة، وظلت القدس كذلك حتى جاء الفتح الاسلامي في أوائل القرن السابع الميلادي، وقد سماها المسلمون بيت المقدس وهو الاسم الذي ورد في رسالة الخليفة عمر بن الخطاب الى القائد المسلم ابي عبيدة بن الجراح، وكما تعرضت القدس للاحتلال قبل الاسلام فقد تعرضت له كذلك خلال الحقبة الاسلامية فقد دخلتها القوات الصليبية القادمة من أوروبا في العصور الوسطى، واخضعت فلسطين وعاصمتها القدس الشريف للانتداب البريطاني وذلك في أعقاب الحرب العالمية الأولى ومع ذلك خرج جميع هؤلاء المستعمرين منها لتظل مدينة عربية اسلامية لها خصائصها وسماتها وأصالتها المتميزة ولم يجرؤ الغزاة والمحتلون عبر التاريخ على إحداث جديد أو تغيير أو عدوان على معالم المدينة المقدسة وبنيتها الا ما أحدثه الاسرائيليون في هذا العصر .
ان النظرة الفاحصة لتاريخ المنطقة تكشف حقيقة ان فلسطين والقدس جزء منها كانت على مر العصور وطنا لشعب فلسطين الذي تابع العيش على أرضها، وهي بتأثير الموقع كانت ممرا لشعوب كثيرة ومطمعا للغزاة وانها بفضل عطائها الحضاري كانت مهد أفئدة المؤمنين بالأديان السماوية وقبلة أنظارهم ومحجا ومزارا لهم.
لقد عاش أتباع الديانات السماوية الثلاث في ظل الحكم الاسلامي في سلام ولم يرفض هذا الحكم قدوم اليهود الى فلسطين لأداء مناسكهم، وفتح شعب فلسطين في العهد الاسلامي ذراعيه للمضطهدين المسالمين وفرّق بينهم وبين الغزاة والوافدين الطامعين في أرضه وفي تهجيره واستلاب حقوقه.
ومع تزايد هجرة اليهود الى فلسطين عقب الحرب العالمية الثانية والقدس تتعرض للانتهاكات المستمرة، ويعلم العالم كله ان الاسرائيليين كانوا موزعين بين الأمم والشعوب والدول المختلفة في العالم وهم يحملون جنسيات البلدان التي ولدوا أو عاشوا فيها، وقد تجمع بعضهم في فلسطين المحتلة في هذا القرن فقط، ثم أعلنوا دولتهم اسرائيل بعد ان تكاثروا على أرض فلسطين في ظل الانتداب البريطاني عليها حيث أعلنوا دولتهم في عام 1948م تنفيذاً لوعد وزير الخارجية البريطاني بلفور الذي أعلن وعد بريطانيا للاسرائيليين عام 1917م بانشاء وطن قومي لهم هناك وهكذا نشأت دولة اسرائيل.
|
|
|
|
|