| تحقيقات
* تحقيق: حسين الفيفي
أكثر من أربعين كيلو مترا كان لابد ان نجتازها للوصول الى اعلى قمة بجبل قيس شرق محافظة العارضة بجازان وتعتبر هذه المسافة قصيرة جدا الا انها ليست كذلك وقد استغرق بنا الوقت اكثر من ست ساعات نظرا لطبيعة الطريق الوعر الذي بدأ من نهاية الاسفلت بأعلى جبل العبادل الى أعلى قمة بجبل قيس الحدودي وهذا الطريق يمر عبر منطقة تتخللها جبال شاهقة وأودية ساحقة وشعاب ومنحدرات مما يشكل معاناة كبيرة للسكان للوصول لمنازلهم ومزارعهم أو جلب احتياجاتهم من المدن والمحافظات المجاورة، وتكمن هذه المعاناة خاصة عند هطول الامطار لندرة الصيانة للطريق.
ولكن وبعد ان وصلنا الى قمة جبل قيس بعد طول معاناة استطلعنا آراء السكان وبحثنا متطلباتهم وامانيهم والتي نعرض لها من خلال السطور التالية.
بداية كان لقاؤنا بالشيخ حيدر دخنان شيخ شمل قبائل قيس وسألناه عن الخدمات المتوفرة في هذه الجبال الشاهقة فقال الحمد لله ان الخدمات قد امتدت الى هذا الجزء الغالي والذي يتبع لمحافظة العارضة وكان ذلك بفضل الله اولا سبحانه وتعالى ثم بفضل حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله الذين دائما يقدمون ما في وسعهم لاجل راحة المواطن في كافة انحاء الوطن وبمتابعة مستمرة من معالي امير منطقة جازان الامير محمد بن تركي السديري وسعادة وكيل الامارة الاستاذ خالد بن تركي العطيشان حتى وصلت لقيس الخدمات التعليمية حيث يتوفر مدرسة ابتدائية بنين ومتوسطة ايضا بنين ومدرسة ابتدائية بنات وايضا مركز للرعاية الصحية.
اما الخدمات غير المتوفرة والتي نسعى جاهدين لتوفيرها لابناء هذه الجبال حيث اننا نراجع الادارات الحكومية ذات الاختصاص غير ان الطريق الترابي الذي يربط جبل قيس بمحافظة العارضة هو ما يسبب لاهالي قيس الكثير من المعاناة والمتاعب وهو العائق الوحيد والحاجز المنيع بين أهالي قيس والتطور العمراني وغيره، ولو توفرت صيانته بصفة مستمرة وتعديل مساره الحالي الى ماهو احسن لانتعشت الحياة بشكل افضل ونحن نطالب بسفلتة هذا الطريق لنتمكن من استمرار الحياة بهذا الجزء العزيز علينا ويكون ذلك دافعا لشبابنا للبقاء بديرتهم وعدم النزوح منها حيث لاحظنا الكثير ترك منزله وسكن بالمحافظات التي يتوفر فيها الخدمات العامة, ونزوح ابناء قيس وغيرهم من منازلهم ومزارعهم ليس من مصلحة المنطقة ولو توفر الاسفلت والذي يعتبر شريان الحياة في هذا العصر لتطورت قيس ونرجو من المسؤولين الذين لا يألون جهدا في تقديم ما في وسعهم ان يضعوا طريق جبال قيس في الحسبان.
كما اشار الشيخ حيدر دخنان الى ان الكهرباء وصلت كل منزل والحمد لله واصالة عن نفسه ونيابة عن اهالي قيس يرفع جزيل الشكر لحكومتنا الرشيدة عما تقدمه وما ستقدمه لأبناء قيس.
سيسهل وصول أبنائنا
كما التقينا علي جابر دخنان القيسي حيث قال تكمن متطلباتنا في سفلتة الطريق الذي يخدم اهالي قيس والعديد من القبائل المجاورة ويقول لو تم سفلتة الطريق المؤدي لقيس عبر العبادل وآل معين لكان بوسع الاهالي جلب جميع احتياجاتهم بكل يسر وسهولة وبامكان مواصلة دراسة أبنائهم وبناتهم لجميع المراحل في المدن والمحافظات القريبة التي يتوفر بها المدارس والمعاهد.
التطور بجبال قيس
كما أشار المواطن علي جابر دخنان الى انه لا يوجد تطور عمراني في قيس والسكان يعيشون في منازل قديمة عبارة عن غرف صغيرة مبنية من الحجارة وسبب ذلك هو عدم امكانية وصول مواد البناء الى جبل قيس بسبب وعورة الطريق ويصعب انشاء المباني الحديثة والمسلحة في مثل هذه الظروف الصعبة وكما اشرت وتحدث غيري ان وعورة الطريق كان له الاثر الكبير في عدم التطور العمراني في جبال قيس وغيرها من الجبال المجاورة المأهولة بالسكان.
رعي وزراعة
وقال المواطن حنين القيسي ان اهم الاعمال التي يقوم بها سكان قيس الزراعة في المقام الاول ورعي الاغنام والابل الى جانب تربية النحل وبعض الحرف اليدوية الصغيرة التي تمكنهم من مواصلة المعيشة اما الشباب فمعظمهم يعملون في وظائف حكومية ولا يعود بعضهم الى منازلهم في هذه الجبال الا في الاجازات الرسمية وعطل الاعياد رغم وجود بعضهم في المحافظات القريبة.
من جانبه افاد علي جابر دخنان ان من اهم المشاكل التي تواجه المواطن في جبال قيس بالاضافة للطريق عدم توفر المياه الصالحة للشرب مشيرا الى ان سقيا المواطنين من الاودية بواسطة خزانات موضوعة بداخل سيارات شاحنات او عن طريق الزفة بالحمير وهذه المياه غير صالحة للشرب كما هو معروف ولكن لم يتوفر البديل وهذا هو السبب في كثرة الاصابات بالملاريا بين سكان قيس بصفة عامة ووزارة الزراعة والمياه قامت بانشاء (ارتواز) بوادي عنا الا ان الوصول اليه يصعب كثيرا على اهالي قيس لوجود العقبات الوعرة وبعده عن الاهالي في الجبل ونريد من وزارة الزراعة اكمال ما قامت به بايصال المشروع الى اعلى الجبل حيث يوجد السكان حتى يمكنهم الافادة من هذه المياه.
|
|
|
|
|