| تحقيقات
*تحقيق : فوزية الشدادي الحربي
توشك الاجازة الصيفية على الانتهاء ومع تصرم ايامها انتهت احلام المجازين بالنوم الهادئ الذي لا ينغصه رنين الساعة المنبهة ولا موعد الحصة الاولى ولا التوقيع تحت الخط الاحمر ورغم ذلك الا ان ايام هذه الاجازة قد تكون مرهقة للبعض من جراء الركض المتواصل لقضائها بالسهر والسفر وهو ما يجعل البعض يشعر بان الاجازة الصيفية اصبحت ارضاً خصبة للمشاكل الاسرية والاسباب متعددة بتعدد كل لحظات الانتظار خلال هذه الاجازة.
والجزيرة حاولت كشف حقيقة هذه الخلافات التي نشأت خلال الاجازة وماذا يقول عنها اركان الاسرة ونحن نودع اخر ايامها خلال هذا الاسبوع.
في البداية كان لنا هذا الحديث مع مها, ع, متزوجة منذ اربعة اعوام وام لطفلة تقول في كل اجازة تكثر خلافاتي مع زوجي بسبب كثرة العزائم فهو ليلياً يدعو اصدقاءه في البيت للعشاء بدون مراعاة لي، فانا اضطر للجلوس بالبيت لتلبية طلباتهم فقط وخلافاتي معه ليس فقط في الاجازة الصيفية بل حتى في الاجازة الاسبوعية.
اما زوج مها عندما سألناه قال اخجل ان اترك زملائي بدون دعوة للعشاء خاصة وان اسرهم غير موجودين بالرياض, واعلم ان مها تتضايق منهم لكن سوف تتعود حتماً.
بمفرده
ام محمد تقول في اي اجازة اتوقع مشكلة وذلك بحكم ارتباطي بمناسبات عديدة للاسرة او الصديقات مما يجعله يقضي الاجازة بمفرده في اكثر الاحيان.
اما نوال فهد تقول اغلب مشاكلي في الاجازة مع زوجي تكون مادية حيث تكثر الطلبات فكل زواج يلزمني فستان واكسسوارات وكوافير وجزمة وشنطة هذه الطلبات تجعله يحرمني من حضور العديد من المناسبات فيكثر النقاش والزعل.
زوج السيدة نوال يقول تعتبر الاجازة بالنسبة لي كارثة اسرية فاما ان احجز تذاكر لخارج المملكة او ان اقضي الاجازة في الاسواق وفي كلتا الحالتين لابد من الاستدانة وفي كل الحالات اتهم باني بخيل وتكثر المشاكل.
ليست في الصيف فقط
الاستاذة سهام حمد تقول لا نستطيع تقييد المشاكل الاسرية بالاجازة الصيفية للزوجين الغير متفاهمين لظروفهم المقدرين لاحتياجاتهم ستكون مشاكلهم في كل وقت بدون تحديد، صحيح ان الضغوط تكثر في الاجازة لكن بالتفاهم سيتغلبان على كل المشاكل.
الاخت ندى طالبة جامعية متزوجة منذ عامين تقول زوجي ظروفه المادية سيئة وانا متعودة على السفر في كل اجازة ورغم انني تنازلت عن فكرة السفر فلم يقدر ان اهلي غير موجودين ولا صديقاتي فلا يحاول اخراجي من البيت بل على العكس يخرج ويسهر مع زملائه واخوانه مما يزيد من حدة الخلاف اليومي في كل اجازة وانا اتمنى ان يبدأ العام الدراسي ليعود الجميع من رحلاتهم واخرج للجامعة واتنفس.
أقضيها مع أهلي
أم سليمان تقول على عكس الجميع نحن بالاجازة نعيش حالة ركود مشاكل وذلك لانني اقضي عادة اغلب الاجازة في مدينة اخرى عند الاهل وهو يبقى حرا بمفرده عند اهله.
المعلمة موضي تعمل خارج مدينة الرياض تقول بالنسبة لي الاجازة راحة من عناء الطريق وبالعكس زوجي ينتظر الاجازة حتى نخرج للاهل ويستضيف من يريد على العشاء والغداء لانه يقول انه مضحى لأجلي وذلك عندما كنت اخرج للمدرسة طوال العام واختلف معه في وجهات النظر وهذه تجعل باب الخلافات يفتح دائماً.
كثرة الضغوط
اما الزوج فيقول الاجازة مرتع خصب للخلافات الزوجية وذلك لكثرة الضغوط فتشعر انك تركض وراء المناسبات المتعددة بالاضافة للطلبات الاخرى مثل دفع مبلغ لاستئجار استراحة واقامة مناسبة والذهاب للملاهي وتزيد في الاجازة زيارة الاسواق وهذه نتيجة طبيعية للزيارات العديدة واذا رفضت الذهاب اصبحت مشكلة واذا ذهبت صارت مشكلتين.
اما ابو سعود يقول نحن غير الاخرين حيث نسافر خارج المملكة وننبسط ونشتري الهدايا ونعود ثم تبدأ المشاكل عندما ابدأ في سداد ديوني والوم زوجتي وبناتي لانهن اضطررنني للاستدانة.
السفر هو السبب
وتقول اسماء العلي اعتقد ان الخروج الكثير والسفر والمظاهر هي أحد أهم أسباب الخلافات في الصيف ذلك ان الخروج يتطلب زيارة الاسواق والسفر لتقليد الاخرين يتطلب اموال عديدة فنحن نعشق المظاهر وخصوصاً النساء لذلك تكون الاجازة توقيتا مناسبا للمشاكل.
لا يحب الخروج
اما منى السالم تقول تكثر الزيارات في الاجازة وانا بطبعي اجتماعية وزوجي غير اجتماعي لذلك يتضايق كثيراً عندما اخرج من المنزل او يأتي لزيارتي احد واذا جلست معه في البيت لا يريد ان نخرج سوياً أما أم فهد فتقول على العكس في الاجازة ارحم من مشاكل تقابلنا اثناء العمل حيث انني اكون عصبية جداً نظراً لضغوط العمل وزوجي كذلك فتشتعل بسهولة المشاكل لكن بالاجازة نحاول قدر المستطاع تدارك المشاكل خاصة واننا لا نخرج كثيراً من المنزل.
التفاهم أولاً
وتقول الاخصائية الاجتماعية نوال الشمري في اعتقادي ان الاسرة المتفاهمة سوف تتغلب على المشاكل ولكن نظراً لان الاجازة فترة يرغب فيه كل من الزوجين تدليل نفسه وطلب المزيد لشعور كلا الطرفين بانه مضغوط طوال العام ولا يريد ان يرحل يوم من الاجازة بدون استغلالها دون مراعاة لمشاعر ورغبات واحتياجات الطرف الاخر ولكن اذا كان الزوجان متفاهمين بسهولة يستطيعان تخطي كل المشاكل.
ننتظر المدارس
وتقول نوف وشيماء طالبات في المرحلة الثانوية الاجازة كان المنزل على كف عفريت نتوقع الانفجار في اي لحظة ذلك لان ابي لا يريد منا السهر وامي تريد ان نخرج معها لجميع الزيارات وتمنعنا من الخروج لصديقاتنا ولا يريدون السفر، فالاجازة اختناق ننتظر عودة المدارس باقرب وقت لنتخلص من هذا السجن والشغل بالمطبخ.
لولوه الفرج تقول في الاجازة يجد الزوج وزوجته انفسهم محاصرين اما بالضيوف او في الالتزام بالعلاقات الاجتماعية او بالسفر وكل هذه تضغط على الزوجين وتجعلهما في حالة نفسية سيئة.
لا علاقة للاجازات بالمشاكل
من جانبها تؤكد الاخصائية الاجتماعية تهاني العوض على ان الاسرة المتفاهمة سوف تتخطى كل الضغوط بثبات والاجازة ليس لها علاقة بمشاكل الاسرة بل الاسرة هي من تجعل الاجازة مكانا مناسبا لاثارة المشاكل.
ولو حاولنا التدقيق في الامر لوجدنا ان الاجازة يفترض ان تكون وقتا لاخذ قسط للراحة وللتقارب بين افراد الاسرة التي تنشغل طوال الوقت بالعمل والدراسة, ولا بد ايضاً من ممارسة حرية لكلا الزوجين حتى يشعران بالاجازة فمثلا لو اعطى الزوج زوجته حرية زيارة الاهل والصديقات بدون اشعارها بانها مقصرة في حقه واننا في اجازة ويجب ان نبقى طوال اليوم متقابلين.
ايضا الزوجة يجب ان تعطي لزوجها حرية الخروج مع اصدقائه واهله وتبتعد عند لومه بانهم باجازة ويجب ان يقضيها امامها, بمعنى ان على كل فرد في الاسرة ان يشعر الاخر بحريته وبانه بالفعل يتمتع باجازته بدون سفر او خروج ايضاً لتقليل هذه المشاحنات عليهم ان يمارسوا هواية تجمعهم او ان يتمتع كل فرد بالاسرة بهوايته المفضلة حتى يشعر بان الاجازة ممتعة.
|
|
|
|
|