| أفاق اسلامية
تنطلق قريبا حملة اعلامية شاملة للتوعية المرورية، وليس سرا ان الحوادث المرورية تحصد عشرات الألوف من الأرواح وتتسبب في اعاقات جزئية وكلية لعدد مماثل ناهيك عن الخسائر المادية والمعنوية التي تقدر بالبلايين.
ان هذا الوضع المؤلم واللامبالاة من بعض الشباب المتهورين يحتاج الى تضافر الجهود من جميع افراد المجتمع، وإن هذا الوضع المضحك المبكي في شوارعنا يستحق اكثر من حملة واحدة تبدأ ثم تنتهي, ان هذه الحملة ينبغي ان تبدأ وتستمر حتى لو اختفت كلمة حادث من قاموسنا اليومي.
من الامور التي تهم الناس حول هذا الموضوع توفر المعلومة الصحيحة عن معدلات الحوادث واسبابها بشيء من التفصيل وآثارها المباشرة وغير المباشرة، وفي ظل غياب مثل هذه الدراسات الميدانية لن تؤدي عشرات الحملات الاعلامية مهمتها ولن تصل الى وجدان الناس وسنفاجأ بأن الحوادث في ازدياد, وفي رأيي ان الحملات يجب ان تخاطب في الناس ايمانهم وتربي فيهم تعظيم الله عز وجل لان القيادة المتهورة تتسبب في ازهاق النفس التي حرمها الله كما تؤدي الى ترمل نساء وتشرد اطفال وبروز مشكلات نفسية واجتماعية عميقة لا حصر لها.
وللمرأة دور كبير في التوعية المرورية وفي المساهمة في تقليل نسبة الحوادث اليومية، فالأم تستطيع تربية ابنائها على احدى اهم صفات المؤمنين كما وصفهم الله عز وجل في سورة الفرقان في قوله تعالى: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) يقول ابن سعدي رحمه الله: يمشون على الارض هونا اي ساكنين متواضعين لله وللخلق, فهذا وصف لهم بالوقار والسكينة.
أ, ه وما رأيكم لوطبق السائقون هذه الصفة العظيمة من صفات المؤمنين باحتساب ليوم واحد فقط؟ كيف ستكون حال الاعصاب؟ لماذا لا يعتمد هذا الشعار الايماني لهذه الحملة المرورية: (أخي المسلم: امش على الارض هوناً) اقتراح اقدمه للمسؤولين عن هذه الحملة, كما تستطيع المرأة كذلك تقليل خروجها من البيت متبرجة لانني اجزم ان كثيرا من الحوادث تكون بسبب ملاحقة بعض الشباب للفتيات وربما تثبت الدراسات الميدانية حدوث هذا بنسبة كبيرة، وتحقق المسلمة من خلال الالتزام بهذا التوجيه الرباني جملة من الفوائد تجد الجزاء الكبير من الله عز وجل كما يقدر لها مجتمعها هذه المساهمة الفاعلة العظيمة.
كذلك تتسبب المرأة في وقوع الحوادث من خلال توجيه السائق دون اعتبار لظروف الطريق ولا يملك السائق الا ان يستجيب للتوجيه خصوصا اذا لم يكن متمرسا.
والمعلمة على وجه الخصوص عليها واجب كبير في بث الرسائل التوعوية وحث الطالبات على ان يكون لهن دور في التأثير على آبائهن واخوانهن مع ربط قيامهن بهذا الدور الدعوي باحتساب الاجر في حفظ النفس الذي دعت الشريعة اليه, وقانا الله واياكم شر الحوادث.
|
|
|
|
|