| القرية الالكترونية
عالم الإنترنت عالم جديد على المجتمعات البشرية موسوم بالسرعة وعندما نقول السرعة فنحن نعني السرعة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية فعلى مر التاريخ حصل هناك تغييرات على المجتمعات البشرية لكن تلك التغييرات لم تحدث بشكل سريع ومفاجئ كحالنا اليوم مع تقنية المعلومات والاتصالات ويأتي على رأس ذلك الإنترنت, بل أتت تلك التغييرات بعد تراكمات معرفية زمنية وإرهاصات مبدئية لتلك التغييرات مما جعل تلك المجتمعات تستعد للتغييرات.
وفي وقتنا الحاضر ونحن نعيش فجر تقنية المعلومات وثورة الاتصالات نحن مقبلون على تغييرات جذرية في جميع نواحي حياتنا بدون استثناء الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصحية والقانونية,, الخ, وفي عصر الإنترنت عصر بريق المادة البراق الآخذ بالأبصار بدأنا نسمع كثيراً من الناس يتحدثون عن ذلك العالم الواعد المليء بالفرص عن تلك البوابة المؤدية إلى عالم المليونيرات إلا وهي بوابة الإنترنت, فهل هذا صحيح؟.
ومما لاشك فيه أن إعصار الإنترنت قد أخذ كثيراً من الناس جلهم من المبدعين وقليل من غير ذلك إلى عالم الملايين وأفرز عصر تقنية المعلومات طبقة من الأغنياء والمديرين التنفيذيين صغيري السن لم تشهد لها العصور السابقة مثيلا، لهذا فلا غرابة أن تشرئب رقاب كثير من الناس إلى ذلك الحصان الذي سيخطفهم إلى عالم الرخاء والملايين فهل طريق ذلك العالم مفروش بالورود والرياحين أم أنه مفروش بالأشواك والعقبات؟.
ولاشك كذلك أن ذلك الإعصار الذي أخذ الكثيرين إلى أعلى قد أخذ كثيرين كذلك إلى أسفل, وأن طريق الوصول إلى القمة باستخدام تقنية العصر (الإنترنت) طريق صعب ومليء بالعقبات ومعقد للغاية ويحتاج إلى الحذر الشديد فهو سلاح ذو حدين فمن لم يفهم اللعبة ويتقن ركوب ذلك الحصان الجامح فالاحتمال الكبير بأن يقع وتندق عنقه.
كثير من مواقع الإنترنت المشهورة التي كانت بالأمس ملء السمع والبصر والتي كانت نجوماً تتلألأ في سماء الإنترنت تبهر الأبصار أفلت واختفت أو توارت بالاندماج مع مواقع وشركات أخرى وذلك بسبب عدم فهم لعبة الإنترنت، ففي الإنترنت قد يكون من السهل النجاح لكن المحافظة على ذلك النجاح في عالم شديد المنافسة هو التحدي الحقيقي, من المواقع المشهورة التي هي علم على رأسه نار في عالم الإنترنت وعالم التجارة الإلكترونية هو موقع أمازون والذي كان من أكثر المواقع نمواً على الإنترنت أصبح يتراجع خلال عام 2000مما أثر في انخفاض اسهم الشركة إلى أقل من النصف صحيفة الجزيرة 15/5/1422 وكذلك موقع boo.com أين هو الآن وغيره من المواقع كثير التي كان يشار لها بالبنان بالأمس قد تراجعت أو اندمجت مع غيرها إن لم تختف من الوجود.
وفي عالم الإنترنت ليس صعباً ميلاد موقع أو إنشاء شركة على الإنترنت لكن الصعب حقيقة هو العناية والمحافظة على تنشئة ذلك الموقع والاستمرارية في ذلك فمتى توقفت العناية والتي اختصرها أحد خبراء الإنترنت ب )maintenance ,update.
support ( mus الصيانة والتحديث والدعم متى توقف ذلك كان بداية إعلان نهاية ذلك الموقع, إن موقع الإنترنت كمثل الوليد يحتاج إلى عناية وتغذية فمتى انقطع عنه ذلك كان مصيره إلى الهلاك كذلك موقع الإنترنت ما دمت عليه قائما بالصيانة والتحديث والدعم الفني عند الحاجة، فانه سيفي بالغرض المنشأ من أجله بإذن الله.
هناك نقطة مهمة لابد من إيضاحها خاصة ونحن قادمون على تقنية الإنترنت الحيوية وبالأخص تقنية التجارة الإليكترونية ألا وهي أن من أكبر لقمته قد يغص بها وقد يكون هذا هو سبب عدم استمرار كثير من شركات الإنترنت التي كان لها شأن عظيم وذلك لأنها غصت بما لديها.
لهذا فلابد من التخطيط السليم وعدم الاندفاع وراء بريق النجاح دون اخذ الحيطة ومعرفة معالم الطريق قبل السير فيه, سيكون لنا رجعة بإذن الله إلى هذا الموضوع فيما بعد.
mmshahri @ scs.org.sa
|
|
|
|
|