| العالم اليوم
* القاهرة مكتب الجزيرة علي السيد:
يشير تقرير مكتب المقاطعة العربية الى اهتمام اسرائيل البالغ بتطوير الصناعات العسكرية وان هذا الاهتمام سيتركز خلال العقد الحالي على ثلاثة اتجاهات هي:
تطوير انتاج صواريخ حيتس، وهي صواريخ اعتراضية لمواجهة الصواريخ البالستية وتدميرها في الجو قبل وصولها الى الهدف، او تدميرها على منصاتها فور انطلاقها, وذلك باستخدام رادار مراقبة النيران والسيطرة والمراقبة بعيدة المدى.
ويطلق على هذا المشروع خطة مواف وهي الخطة المقرر تنفيذها ما بين اعوام 2000 و2005.
وحسب التقديرات الواردة في التقرير، فإن التكاليف ستصل الى 1,1 مليار دولار، ستتحمل الولايات المتحدة جزءاً كبيراً منها, وستشارك في الابحاث العلمية التجريبية لهذه الصناعة.
اما الاتجاه الثاني الذي قدرت اسرائيل السير فيه, هو تطوير ما يسمونه قوة الردع لتهديد الصواريخ، حيث قررت اسرائيل التزود بسرب من طائرات F-15 و F -16 القادرة على الوصول الى اهداف بعيدة والمزودة بتكنولوجيا متطورة غير متوفرة في الجيل السابق لهذه الطائرات.
في الوقت ذاته, قررت تل ابيب الاعتماد على طائرة من دون طيار يصعب اكتشافها بواسطة الرادار وهي طائرة مزودة بصواريخ جو جو ذات سرعة كبيرة تستطيع اصابة الهدف من مدى بعيد، وتعتمد على صاروخ بيتون 4 من انتاج مؤسسة رافائيل, ويمكن لهذه الطائرة التحليق في عمق اراضي العدو ولديها القدرة على تحديد مواقع الصواريخ البالستية ومهاجمتها في مرحلة اطلاقها,ويقول تقرير مكتب المقاطعة العربية, انه استمر حتى الآن في مرحلة الابحاث الاولية نحو 30 مليون دولار، وان الصناعات الجوية الاسرائيلية تقوم حالياً بتطوير الطائرة, في حين تقوم مؤسسة رافائيل بتطوير الصاروخ,, اما مؤسسة تديران فتقوم بتطوير نظام السيطرة والمراقبة, وقد تم رصد مبلغ 200 مليون دولار لاستثماره في تطوير خطة مواف التي تشرف على تنفيذها ادارة تطوير المعدات القتالية والانظمة الاساسية في الجيش الاسرائيلي.
وبالتوازي مع هذه الخطط، يكشف مكتب المقاطعة العربية عن تحركات اسرائيلية اخرى لتطوير الاستفادة من اشعة الليزر في تدمير صواريخ الكاتيوشا, وذلك بوضع جهاز ناوتيلوس وهو نظام ليزر ذو طاقة كبيرة يجري تطويره بادارة مشتركة امريكية اسرائيلية, وقد صنعت هذا النظام شركة T.R.W الامريكية بالتعاون مع الصناعات الجوية الاسرائيلية، ومصنع مبات العامل في مجال النيران، والشركة الفرعية ألتا المسؤولة عن صنع الرادار، وعدد آخر من الشركات العاملة في حقل الليزر والاجهزة البصرية, وتم حتى الآن استثمار 90 مليون دولار في تطوير نظام ناوتيلوس ، دفعت الولايات المتحدة ثلثي المبلغ, في حين دفعت اسرائيل الثلث المتبقي.
ويتألف نظام ناوتيلوس من عربة مراقبة وسيطرة للتعقب، مهمتها متابعة صاروخ الكاتيوشا، وتقرير المرحلة التي سيتم فيها اعتراضه بالجهاز المشع الذي يطلق اشعة الليزر باتجاه الصاروخ, ويؤدي التقاء اشعة الليزر مع صاروخ الكاتيوشا الى تولد حرارة شديدة ينتج عنها تفجيره في الجو.
ويرى المراقبون المتخصون ان هذه الآلية يمكن تطويرها للحصول على نظام آخر يتصدى للصواريخ البالستية, ويقدرون ثمن كل نظام بمبلغ يتراوح بين 150 و 200 مليون دولار,وفيما قد يفسر عن انه تعبئة عامة داخل اسرائيل، ينبه مكتب المقاطعة العربية الى ان تل ابيب قررت زيادة عدد الدارسين الجامعيين لصالح الجيش في المجال التكنولوجي, ويشمل القرار الاسرائيلي تطوير المدارس العسكرية وزيادة المنح المخصصة لاستيعاب العلماء، وتوجيههم للعمل في ادارة تطوير المعدات القتالية والانظمة, وتعتبر هذه القضية من اكثر قضايا المفاوضات متعددة الاطراف بين الدول العربية واسرائيل خطورة، نظراً لانها تتصل مباشرة بأمن المنطقة، فضلاً عن انها تتعارض مع المبادرة الامريكية التي اعلنت عشية التحضير لمؤتمر مدريد، والخاصة بوقف انتشار الاسلحة التقليدية واسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط، وتجميد مكونات وصادرات الصواريخ ارض - ارض، وفرض حظر دولي على انتاج الاسلحة النووية والتوسع في مشروعات التسليح بمايهدد الاستقرار بالمنطقة.
|
|
|
|
|