| عزيزتـي الجزيرة
تلقّى مركز دراسة التوحد العديد من الاستفسارات عن هرمون السيكريتين وقد ظهرت العديد من التقارير حول هذا الهرمون في التليفزيون في برنامج صباح الخير أمريكا ومحطة ABC و NBC أون لاين وفي العديد من صحف العالم، وبداية من المهم ان نبين انه لا توجد دراسات اكلينيكية دقيقة حول فعالية هرمون السيكريتين بالنسبة للمصابين بالتوحد, وقال الدكتور ستيفين ايديلسون من مركز دراسة التوحد بسالم اوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية: إنه نظرا لوجود طلب على المعلومات حول هذه المعالجة الجديدة فإننا رأينا تزويد القائمين ببعض المعلومات الأساسية حول هرمون السيكريتين.
اثيرت ضجة حول هرمون السيكريتين وذلك ان 200 من الأفراد المصابين بالتوحد ومعظمهم في الولايات المتحدة الأمريكية تم إعطاؤهم جرعات من هرمون السيكريتين ويبدو ان الأغلبية قد تحسنوا خلال أيام قليلة بعد اعطائهم جرعات الدواء، وافاد الآباء عن حالات التحسن في المدرسة واللغة والتواصل البصري والنوم والتركيز ، وأن الأطفال الذين عانوا من الاسهال المزمن لسنوات عديدة قد توقف عنهم الإسهال لأول مرة بعد يوم او يومين من اعطائهم الهرمون.
يعود الفضل في اكتشاف هرمون السيكريتين كعلاج محتمل للتوحد إلى فيكتوريا بيك وهي أم لطفل توحدي, فقد كان باركر ابن فيكتوريا يعاني من إسهال مزمن واجريت عليه اختبارات الأمراض المعوية وتطلب احد الاختبارات استعمال باركر لهرمون السيكريتين وذلك لفحص وظيفة البنكرياس لديه, وبعد اجراء الاختبار لاحظت فيكتوريا وزوجها ان الاسهال قد توقف لدى باركر وان سلوكه قد تحسن بصورة ملحوظة وبعد سؤالها عددا من الأسئلة وقراءة وثائق البحث العلمي واصرارها التام تمكنت فيكتوريا من إعلان ان هرمون السيكريتين هو سبب تحسن حالة ابنها ونشرت ذلك بطرق مختلفة بينما أكد آخرون فوراً النتائج التي توصلت إليها.
والسيكريتين هو هرمون يوجد في البنكرياس والكبد والأمعاء العليا، ويحفز هرمون السيكريتين البنكرياس لتفرز البيكاربونات والأنزيمات الهاضمة في الأمعاء كما يحفز الكبد في إفراز العصارة الصفراوية والمعدة على إنتاج الببسين، ويوجد هرمون السيكريتين في المخ وينشط على إنتاج السيروتونين.
السؤالان المتعلقان بهرمون السيكريتين هما: هل صحيح ان هذا الهرمون يساعد الأشخاص التوحديين وإذا كان كذلك فكيف يعمل؟
وسيجيب البحث الاكلينيكي الجاري على السؤال الأول ونأمل ان نحصل على هذه الاجابة خلال سنة واحدة, أما بالنسبة للسؤال الثاني فتوجد العديد من النظريات وسأصف بإيجاز اثنتين منها:
احدى النظريات هي ان هرمون السيكريتين يحفز الهضم وتحليل الغذاء بصورة جيدة فهو يمكن ان يساعد في تغذية المخ وحمايته من التكسين السام للأعصاب الموجود في الأطعمة, وتقول نظرية اخرى بان هرمون السيكريتين يحفز انتاج السيروتونين في المخ الذي يكون عادة منخفضاً عن الإصابة بالتوحد,والسيروتونين مسؤول عن عدد من الوظائف في المخ بما في ذلك تنظيم الإثارة والتركيز والتعلم.
يستمر تأثير هرمون السيكريتين حوالي 4 6 اسابيع ويبدو مأموناً نسبيا, والهرمون هو مستخلص من أمعاء الخنزير ولذلك يوجد بعض القلق حول حدوث تسرب وريدي متعدد لهرمون السيكريتين أو أن الشخص قد ينتج اجساماً مضادة للمواد القذرة داخل المواد المتسربة، وقد أجري اختبار آخر في جامعة ميريلاند يحدد ما إذا كان الشخص قد انتج اجساماً مضادة لتسربات السيكريتين أم لا.
خفضت شركة فيرنغ للأدوية وهي المنتجة لهرمون السيكريتين إنتاجها لانه لم يكن هناك طلب كثير على هذا المنتج في الماضي ومن أجل الاستمرار في انتاج هرمون السيكريتين يتعين عليهم تحديث طريقة استخلاصهم له.
ويعمل الناس جاهدين لجعل هرمون السيكريتين متوفر مرة أخرى.
إن البحث الخاص بفعالية هرمون السيكريتين هام جداً من أجل أن نفهم السيكريتين كعلاج للتوحد, وتوجد حالياً أربع دراسات بحثية يجري اعدادها فإذا وثقت هذه الدراسات البحثية التحسن وأصبح السيكريتين متوفراً على نطاق واسع سيكون مدهشاً الاعتقاد بأنه علاج مقبول وفعال قد يكون في متناول اليد, وقد بدأ آلاف الآباء في البحث عن هرمون السيكريتين حيث انه يبدو مفيداً وآمنا أيضاً, انتهى كلام الدكتور.
* وبصفتي والد طفل توحدي أود أن أوضح بان هرمون السيكريتين لم يجاز استعماله من FDA كعلاج للتوحد حتى الآن ويعطى بناء على رغبة الأب أو الأم تحت تعهد منهم وقيمة الحقنة 255 دولارا كما يجب اتباع خطوات للتخلص من الكازين وبعض الجلوتين الموجود في الجسم قبل استعمال الحقنة.
ومن هذا القول يمكن ان يستخلص بأن التوحد هو اضطراب أيضي أو ناتج عن قصور في الهرمونات أو الأنزيمات في الأمعاء وهذا يأتي مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
المعدة بيت الداء
والله الموفق.
ياسر الفهد والد طفل توحدي الرياض
|
|
|
|
|