اليوم هو أول يوم من أيام الإجازة إنه يوم طازج كحبة بلح لا تزال في عذوقها على جذع النخل، كقطرة ندى لؤلؤية وجه الفجر لم تفقأها حرارة الضحى, إنه صباح كموجة مترعة بالنشاط لم تتكسر على رمل الشاطىء بعد شمس أول نهار في الإجازة، شمس مختلفة، شمس لها سبع ابتسامات عسلية تطل بها على جهات الكون الأربع في نفس الساعة شمس لها غمازات مرحة تبرق كلما ضحك طفل من أطفال الأرض، شمس لها ضفيرتان طويلتان أتعلق بهما كأرجوحة العيد فأغسل يدي بالغيوم أصافح العصافير المنطلقة في الفضاء الرحب وأخطف قبلاً سريعة من نجوم المساء, أما هواء أول يوم في الإجازة فإنه الهواء الأنقى والألطف,, هواء عليل يصافح وجهي,, يداعب شعري,, يعدني بالتعاون معي إذا قررت تطير طيارة ورقيةويسير بيسر في الاتجاه الذي أدير إليه اشرعتي ومشاريعي الصغيرة, صباح أول نهار من نهارات الإجازة تصير فيه حجرات بيتنا غيوماً وفراشات ملونة يصير سور بيتنا أكثر انخفاضاً تصير شوارع مدينتي الرياض أوسع تصير الشوارع والطرقات تتسع لهذا النهر البشري الهادر من تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات ليتأكدوا ان الجلوس الطويل على مقاعد الدراسة طوال أيام العام الدراسي لم يفقدهم القدرة على القفز بمرح في الهواء مثل مدوان قزحي ينفلت من الخيط, آه,, كم طال انتظاري لهذه اللحظة من الحرية,, حيث لا وجبات مدرسية، لا محاضرات,, لا مريول مدرسي بلون واحد متكرر ممل,, لا حقيبة ثقيلة تهد الكتف لا أحذية مغلقة وجوارب سميكة تمنع الأقدام من التنفس، لا جرس الساعة ولا منبه الأتوبيس أو السيارة يقضي المضاجع ويزعج الجيران ويلعب بأعصابي آه,,, كم هو جميل ومدهش صباح أول نهار من نهارات الإجازة إنه نهار يفتح ذراعيه بحب ومرح ويدعونا لأن نحلم كما نشاء دون أن تتهمنا المعلمة بالسرحان وعدم التركيز لنضحك كما نشاء دون أن نتهم بقلة الأدب,, لنقرأ,, نرسم,, نلعب,, كما نشاء دون أن نتهم بتبديد وقت المذاكرة ودون أن نشعر بالذنب لأننا لم نذاكر كما يجب, صباح أول نهار في الإجازة يناديني لأدع هذه الكتابة لذا سأترككم وأهرع إلى هذا الصباح فالإجازة للتو ابتدأت وهناك الكثير,, الكثير مما أحلم به لهذا النهار ولكن هل ياترى مضت الإجازة وباقي نهاراتها كما توقعت؟؟
طفول العقبي
|