| محليــات
تستأثر الاحتمالات المتضاربة والغامضة بشأن مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط باهتمام مختلف دوائر المراقبين والمحللين السياسيين الذين يتابعون مفاوضات هذه العملية.
وقد أثار هذه الاحتمالات المأزق الدقيق الذي تواجهه المفاوضات الفلسطينية/ الإسرائيلية وعدم ما يشير إلى قرب استئناف المفاوضات على المسار السوري/ اللبناني مع إسرائيل، وهو مأزق يهدد بانهيار عملية السلام برمتها أو على الأقل استمرار جمودها الراهن لفترة طويلة من الوقت قد يضاعف الشعور بالإحباط والتشاؤم خلالها من الضغوط النفسية التي تؤدي إلى انفجار دورة عنف دامٍ بين الفلسطينيين والإسرائيليين مع احتمالات تفاقمه واتساع نطاق مساحته الجغرافية خاصة بعد فشل قمة كامب ديفيد واستبعاد عقد قمة أخرى بين نفس الأطراف الثلاثة لإيجاد مخرج من المأزق الراهن.
وتفادياً لأسوأ هذه الاحتمالات واستباقاً له لم تهدأ أبداً التحركات والاتصالات بين الزعماء وكبار المسؤولين.
أمس تباحث الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مع ضيفه في رام الله جلالة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في الخطوات المقبلة التي يتعين التنسيق بشأنها في ضوء معطيات زيارة المنسق الأمريكي لعملية السلام دينس روس، وزيارة المبعوث الروسي الذي اختتم جولته أول أمس بلقاء أخير مع وزير الخارجية المصري في الأسكندرية، فيما يتحرك مبعوث الاتحاد الأوروبي بين الفلسطينيين والإسرائيليين والسوريين، والهدف من جميع هذه التطورات هو إنقاذ عملية السلام.
على أن الجديد في هذه التطورات السياسية والدبلوماسية هو ما كشف عنه أمس وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث الذي قال: إن مصر تلقت أفكاراً أمريكية وإسرائيلية وعرضتها على الجانب الفلسطيني، تتعلق الأفكار بسبل الخروج وتتضمن تعديلات للأفكار التي طرحت في قمة كامب ديفيد .
وقال شعث الذي لم يكشف عن أية تفاصيل تتعلق بالأفكار الأمريكية والإسرائيلية الجديدة قال: إن القيادة المصرية تجري اتصالات مع إسرائيل بهدف تليين موقفها .
الجدير بالذكر أن د, نبيل شعث غادر أمس إلى هولندا في إطار جولة فلسطينية تشمل البرتغال وبلجيكا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وذلك قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم 3 سبتمبر المقبل.
الجدير بالذكر أيضاً أن قمة برلين الأوروبية العام الماضي أصدرت إعلان برلين الذي أكد على دعم الاتحاد الأوروبي لوجهة النظر الفلسطينية بشأن الدولة بعاصمتها القدس وبشأن عودة اللاجئين الفلسطينيين.
ومن غير المعروف ما إذا كانت جولة المبعوث الأوروبي الحالية في الشرق الأوسط، تنطلق أساساً مما ورد في إعلان برلين إلا إن جولة د, نبيل شعث الجديدة في أوروبا ستحدد بوضوح موقف الاتحاد الأوروبي من التطورات الحالية، ومن حق السلطة الفلسطينية في إعلان دولتها بعاصمتها القدس.
ومن الواضح أن تسارع الجهود الحالية من أجل التوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني/ إسرائيلي بشكل خاص هدفها الجهود استباق حلول يوم 13 سبتمبر المقبل وهو الموعد الذي يتعين أن يتوصل الفلسطينيون والإسرائيليون إلى حل لمشكلات الوضع النهائي قبل حلوله وربما قبل موعد انعقاد المجلس المركزي الفلسطيني الذي سيكون قبل 13 سبتمبر حيث يملك وحده كما قال الرئيس عرفات حق تحديد موعد وكيفية إعلان الدولة الفلسطينية وتجسيدها على أرض الواقع,والمؤكد أن الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع القادمة ستكون حاسمة تماماً لما سيكون عليه مستقبل عملية السلام.
|
|
|
|
|