|
| الاقتصادية
كنت أتمنى ألا يصل الرخص الوظيفي لدينا الى هذا الحد الذي وصل اليه، وأعني بالرخص الوظيفي قيمة الوظائف والتشدد في شروطها لدرجة أصبحت معها الشهادات ليست الثانوية أو الجامعية فحسب ولكن ما فوق هاتين المرحلتين ببلاش ولكي أؤكد مصداقية ذلك دعونا نقرأ ما بثته لنا وكالة الأنباء السعودية واس وتناقلته عنها بعض الصحف المحلية في مطلع الأسبوع الماضي عن وجود وظيفة في جامعة الملك سعود مدعومة من قبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بمسمى مساعد باحث , حيث جاء في الاعلان حسب ما بثته وكالتنا العزيزة الآتي: أعلنت جامعة الملك سعود عن توفر وظيفة مؤقتة مدعومة من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بمسمى مساعد باحث وبراتب مقطوع قدره 3500 ريال, أوضح ذلك مدير عام شؤون هيئة التدريس والموظفين بالجامعة مفيدا انه يشترط في المتقدم لشغل هذه الوظيفة أن يكون حاصلا على مؤهل الماجستير في الهندسة الزراعية وأن يجيد اللغة الانجليزية تحدثا وكتابة, ودعا من تتوفر لديه المؤهلات المطلوبة تقديم أوراقه للادارة العامة لشؤون التدريس والموظفين بمبنى الادارة رقم 19 بطريق الدرعية خلال الفترة من اليوم وحتى 16 الجاري .
لا أدري من أوصل هذا الخبر لوكالة واس ولكن الذي أدريه ان هذا الاعلان بشروطه الوظيفية وراتبه المقطوع المفصل عنه في الاعلان صفعة لأي شاب سعودي باحث عن وظيفة, وليت هذه الصفعة جاءت من شركة أو مؤسسة خاصة لقلنا تهون ولكنها جاءت من مؤسستين حكوميتين كبيرتين ومهمتين بل صاحبتي دور ريادي وقيادي في المجتمع شاركتهما من حيث لا تشعر مؤسسة ثالثة لا تقل عنهما أهمية وقيمة, أما المؤسستان الأوليان فهما مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ووكالة الأنباء السعودية أما الثالثة فهي جامعة الملك سعود.
إذ كيف تتجرأ مؤسسة بحجم مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية التي يفترض منها أن تلعب دورا رياديا في تطور هذا المجتمع بشقيه المادي والبشري على أن تعرض على شاب يحمل شهادة الماجستير في الهندسة الزراعية أن يعمل بمثل هذا المبلغ الزهيد؟ وهل وصل رخص الشهادات الى هذا الحد؟ بل وهل لا يعلم الاخوة في المدينة ان الموظفات على بند 105 يتقاضين مرتبا يفوق هذا المرتب وهن يحملن شهادة تقل عن الشهادة المطلوبة في الاعلان.
أما هذه الواس فهل لا يوجد بين محرريها من يقرأ محتوى مثل هذا الخبر ويستطيع أن يحلل أبعاده بل وربطه بما يدور في المجتمع من قضايا عامة والأهم من كل ذلك، هل قامت واس بدورها المطلوب وغطت كافة الأخبار المهمة ولم يبق الا هذا الخبر القابع في درج أحد موظفي العلاقات العامة في المدينة أو الجامعة, أما جامعة الملك سعود فانها ومن باب المعرفة بأحوالها وليس الدفاع عنها ما صدقت خبر ان تجد مثل هذا الدعم وان كان المفترض منها أن تنظر للموضوع بشمولية أكثر وما يؤديه ذلك الاعلان من أثر سلبي على خريجيها وبالتالي كان من الأولى البحث عن مخرج لزيادة هذا الراتب الضئيل.
كنت أتمنى ألا يصل الوضع الوظيفي بل ورخص الوظائف والشهادات لدينا الى هذا الحد وبالذات من جهات تعي وتدرك أبعاد ما تعمل, فلأهمية ودور هذه الجهات حق لنا العتاب فهي جهات مهمة وأخطاؤها لا تنعكس عليها وحدها فقط ولكنها تمتد وتؤثر على المجتمع ككل وما يؤثر على المجتمع فنحن شركاء فيه جميعا حتى ولو كان الأمر يرتبط مباشرة بجهات محددة.
kathiri@sol.net.sa
|
|
|
|
|
