** ابق على أنفاسك هادئة,.
ودع فنجان قهوتك يصعد ناحية شفتيك دون أن تكترث بسخونة الصيف,.
ودون أن تذكر دموع أطفال الكويت التي انسربت ليلة البراحة على وجوههم وتجاوزت شاشة التلفزيون لتغسل وجهك وتثير فيه سخونة لاذعة وعلامات بائنة تركتها ملوحة الحزن الذي جف على جلدك.
** حاول أن تنسى حرقة أم على طفلها الشاب.
تراه طفلا حتى والشارب الكث يغطي شفتيه العلوية لكنه ما زال في عينها ذلك الطفل الصغير بشفتيه الرقيقتين التي تنطلق منها أسراب طيور الفضاء تحمل كلمة عذبة هي ماما.
تلك الكلمة التي تسرج حصان السعادة وترحل به ناحية الألف الذي لا ينقضي.
** لا عليك.
حاول هذا الصباح أن تتواءم أكثر,,
فلديك من اللفتات الناعمة في حياتك
ما يجعلك تنظر الى فنجان قهوتك
بخارها المتصاعد,, وأنت أكثر هدوءا وأكثر استعدادا
لنسيان دموع البارحة وملحها الجاف على شفتيك,.
** افتح مسارب الضوء,.
دع الشمس الموارية,, تلك التي ما زالت تغلق دونها زجاج الأبواب والنوافذ,.
دعها تزورك,.
ولو على استحياء.
تنفض عن قلبك وجيبه وتنسيك للحظة,.
كدرة الضيق والحزن,, ,,حاول أن تبتسم
وأن تستمع لحديث تافه قديم
لشخص قديم ,,سربته من ذاكرة حياتك
لأنك تعلمت على يديه
كيف يكون الانسان فوضويا في كلماته في انفعالاته أحمقا,.
حاقدا على كل لفتات الرقي
التي تفاجئ بها,.
حاول أن تستدني فنجان قهوتك
هذا الصباح ,,وأن تستند على كرسيك الوثير
تتأمل في خيوط النجاح التي اجتمعت حول حلمك الصقيل
حاول الآن أن تعبث ,,أن تنقر مسند كرسيك بأصابعك
حاول أن تنسى سخونة لوعة الحزن الذي انسرب البارحة
باتجاه أشجار قلبك
فأوقظ في أغصانها ثمار الوجع والألم المفزع
حاول ان تستدير
وأن ترتشف رشفة أخرى
وأن تدرك ان الحياة معادلة صعبة
تجتمع في أتونها ,,لوعات البكاء,.
وابتهاجات الأحلام المترفة
الأحلام التي تصعدت وتقعدت
حتى استقامت فوق
هناك حول قرص الشمس الذي لا يحجب ضوؤه السافر
لكل زجاج الدنيا!!
** هو صباح مختلف لأن المتناقضات تكتظ فيه,.
ولا تدع لك مجالا الى ان تمنحه وقفة تستقرئ فيها نفسك وسط تفاصيله المتناقضة.
عنوان الكاتبة البريدي ص, ب: 26695 الرياض: 11496
|
