| مقـالات
(1)
** الهواءُ الطلقُ لا تثنيه قشّه
ومسارُ النهرِ لا تعنيه رشّه
وحمام الأيكِ لا يجهلُ عشّه,.
** افتح النافذةَ الآن
أمامَ الضوءِ,,.
حدِّق في صباحاتِ الهوى
وارمِ رايات الغوى
وأطل,.
ثم أمل,.
واروِ ما قال الأُلى
** من تُرى يقبلُ غِشَّه
***
(2)
* ,,, في كل قضيَّةٍ يوجد طرفٌ على هذه الناحية، وطرف ثانٍ على الناحية الأخرى، وبين الطرفين جبهةٌ عريضة من جمهور لا يعرف عن موضوع القضيَّةِ غير ما يسمعه وقتَ عرضها على الملأ,,,
محمد حسنين هيكل
***
* ليس لنا من سبيل إلى استشرافِ مستقبل أي مشروع عربيّ إلا من مدخل الوعي بأن محتواه لا يُمكن إلا أن يكون منطلقاً,,, أو لا يكون,, عبدالإله بلقزيز
***
* ,, لم تنجح رواية الوليمة إلا بعد أن التفت إليها بعضُنا وأشاروا إلى ما جاء فيها من تجاوزات,,,
رجاء النقاش
***
(3)
** تحسبُ وفي حساباتِك شيءٌ من دلالات الاجتهاد لا يقينيةُ الأعداد أن المتغيِّرات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية,, تؤثر في تعديلٍ يطالُ بعض الأنظمة الإدارية، فما كان بالأمس مجهولاً أضحى معلوماً، وما هو ممنوع تحول إلى مُشاع ، وما نأى قرب، وما قرب تغلغل داخل محيطك، واقتحم أسوار ذهنك ونفسك ,,!
** وخذُوا من الأمثلة أقربها,, فلا مسافةَ تفصلُ الآن الشرق عن الغرب أو الشمال عن الجنوب ، وكانت ذات يوم تعزلُ أجزاءَ القرية أو المدينة الواحدة، مما يعني دون إمعانٍ في الرؤية أن منظومةَ الاتصال المكونة من مرسلٍ ومستقبل وأداة ورسالة قد استطاعت تخطي عاملِ التأثير السلبيِّ المتمثل في عنصرِ التشويشِ والذي يُعيق وصول الرسالة أو يشوهها ، أو يُجزِّئها بحيث لا يمكن تجميعُ أشلائها ,.
** أصبح هذا المثالُ المألوف نموذجاً لحجم الاختلاف الذي فرض برغم من تحمس مؤيداً أو معارضاً أرضيةًّ مشتركةً تجمع الضدّ بالضدّ، وتنفي شاء من شاء وأبى من أبى عامل الخصوصية الذي يُطرحُ بمناسبةٍ وبدونها لمحاولة خلق شعورٍ بارانويٍّ يُعطي من أحسّ نقصاً جانب تعويضٍ يُحيل النقص إلى اكتمال، والضعف إلى قوة، والتخلف إلى تقدم,,,!
***
(4)
** قد نتجادلُ طويلاً، وربما افترقنا بسبب ذلك إلى فئامٍ متصارعةٍ خلف مُسميّاتٍ وأحزاب وجماعات تُحاول كل واحدة فيها الانتصار لتوجّهها، وربما وصمت الأخريات بما يشي بمعاني الخروج أو التكهف ، والتمرُّد أو التقليد والظلامية أو التنوير ,,!
** لا مناصَ من الخلاف أو الاختلاف ، ولسوف يبقى اليوم كما الغد واجهةً إنسانية لها طابعُ الشمولية دون أن تقف عند شعبٍ معيَّن مما يجعلُ حساسية المعالجة غير محفوفةٍ بالعوائق، فنحن مثل غيرنا في حالِ المحاكمة ولغة الأحكام ,.
***
(5)
** حين تتجولُ في بعض المكتبات التجارية العربية، ويُدرك موظفوها من شكلِك أو لهجتك أنك من هذه البلاد يتطوعون بإمدادك بالكتب الحديثة مؤكدين على جانب منعها من الدخول عندكم ، بوصفِ ذلك منحىً إغرائياً يدفعُك إلى شرائها ومغامرة حملها ,, وربما أضاف وهو يُسلِّمُكَ إيّاها مبدياً نصحك بتمزيق الغلاف الخارجي لتفويت الفرصة على رقيب المطار حتى لا يعرفَ الاسم أو يتوهم الرسم ,,!
** إساءةٌ بالغةٌ يُحِسٌ بها من تعرضَ لمثلها، وهي تشيرُ إلى تعلقِ ناسِنا بما هو ممنوع أكثر من حرصهم على إرضاءِ رغباتهم القرائية بما يثري العقل أو العاطفة ضِمنَ المنهج العلمي لمعطيات الإدراك والوجدان والحركة كما ذاعت في تصنيف بلوم الشهير Bloom Taxonomy, بوصفه واحداً من مناهج المعرفة المؤسسة.
***
(6/1)
** في توقفٍ قصير بإحدى العواصم العربية، وزيارة عابرة لأشهر مكتباتها التجارية ، وجد نفسه أمام بائعٍ يحملُ له دون أن يطلب كل الكتب المتوافرة لديه الممنوعة لدينا,, متباهياً بزيادة رصيد دار النشر التي تتبع لها المكتبة من الإصدارات التي يظنُّونَ أنها تُسَوّقُ بأرقام كبيرة لدى قُرّاء الخليج أو بعضه لمجرد عدم تجاوزها الإشارة الخضراء,.
** تأمل فيها,, ووجد معظمها وجهاً واحداً لمحاولات تأليفية تتمحور حول الجسد في إثارةٍ رخيصة، أو الفكر الاجتماعي والسياسي في قراءات مبتسرة,,,!
** شكره، فلا حاجةَ له بها، وأدرك أنها توزّعُ بالتمرير والتصوير هنا أكثر مما تُشترى من هناك ، مما يعني بلغةٍ عملية واضحة أن الرقابة لم تحقق أهدافها، وأن المنع أسهم في إشهار كتّابها وزيادة أرصدتهم المادية والمعنوية ,,!
(6/2)
** هكذا بدت له الصورة أو هكذا تخيّلها، واستعاد في مقاربات عاجلة حكايات الترويج عن طريق المصادرة ,, وتأمل ولكم أن تتأملوا في نماذج من هذه التآليف التي قد ينحدر قسم منها لمستوى التخاريف ,,!
** في عام 1988م أصبح (سلمان رشدي) نجماً روائياً، ومفكراً بارزاً، ورجلاً شجاعاً مضطهداً لأن روايته (آيات شيطانية) حظيت بكثير من النقد الذي وصل إلى حد التظاهر ثم إهدار الدم ,.
** لم تكن الأغلبية مدركةً من هو رشدي ، ولم تكن روايتُه لتحظى بتوزيعٍ استثنائي أثرى منه رشدي ودار بنجوين وشركة فايكنغ لو أنها لم تجد كلّ هذا الاهتمام، بل إن مصيرها سيكونُ مصير رواياته السابقة لها، وربما اكتفى من شكّ في مثل هذا الاستنتاج بمعرفةِ أنها مبنية من أساسها على رواية الغرانيق التي أشار إليها من قبله ابن سعد في الطبقات الكبرى ، والطبري في تاريخ الأمم والملوك وتناولها جمع من المستشرقين، وهوت منذ ولادتها في نظر الناشئة قبل الكبار ، والعامة كما المتعلّمين ,, ومثل ذلك ما تناوله عن زوجات الرسول الأعظم عليه أفضل الصلاة والسلام.
** كان يكفي تجاهل رشدي بدلاً من إضفاء صفات البطولة والإبداع عليه من قِبل الطرف المضاد ولم يُضرنا (ولن) تاريخاً وتراثاً ألا يكون هو أول المسيئين أو آخر المرجفين ,.
** كان بالامكان إرسال الحجة لتدمغ البهتان فيصل فكرُنا المؤصَّلُ من جانب، ونفوت الفرصة على مثل هذه الأعمال لمزيد من الانتشار من جانب آخر,, وإذ اخترنا المواجهة العلنيَّة، فقد دخل الكتاب معظم البيوت ، وبقي باطله دون تصحيح، واكتفينا بتهم الحجر والضِّيق ونفي الرأي الآخر,,!
(6/3)
** بالأسلوب ذاته ومع الفوارق الكبيرة، استطاع غازي القصيبي أن يتبوأ موقعاً روائياً ذائعاً حين لم يُتح لروايتيه شقة الحرية والعصفورية الدخول للمكتبات المحلية، ولو استقصيت لرأيت أن الأكثرية ، قد قرأوهما أو امتلكوهما بدافع الرغبة في اختراق الممنوع ، فراجتا كما لم يحلم كاتبهما ، ووزعتا بضدِّ ما شاء مُصادروهما ,, (وهكذا الشّأنُ في بعض دواوينه الشعرية,,)!
** تركي الحمد نموذجٌ آخر حقق بحجب ثلاثيّة ما لم يحققه نجيب محفوظ من روائعه بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية رغم دخوله بها عالم الرواية الإبداعية العربية ثم العالمية,.
** ليس الحديثُ عن تجاوزاتٍ يمكن أن يُردَّ عليها بالأساليب الحضارية والثقافية ، لكن الموضوع يخصُّ سقوط هدف المحاربة ، فبدلاً من إلغائها أو تحجيمها تحقق العكس ، فانتشرت الروايات وتسللت إلى معظم المنازل ,, وفيها العالم والجاهل، والهاوي والغاوي، والفاهم والتائه,,!
(6/4)
** وخذوا حيدر حيدر فبرغم عقده السابع عمراً فقد كان مجهولاً من الجماهير العربية التي لا تهتمُّ بالرواية، ورغم صدور أربع طبعات من سوريا، وطبعتين من لبنان لروايته وليمة لأعشاب البحر قبل سنوات طويلة منذ طبعتها الأولى عام 1983 أي قبل 17 سنة فلم يأبه بها أو يتوقف عندها أحد حتى إذا أثير حولها ما أثير بعد صدور طبعة القاهرة (عام 2000م) تحول حيدر إلى روائي عظيم واستطاعت روايته تحقيق مبيعات خيالية، وتصدرت كما رأى صاحبَكم بنفسه واجهات المكتبات في عدد من الدول العربية,, بل إن سعرها تضاعف عشر مرات من (300 ليرة سورية) إلى أكثر من (100 جنيه مصري).
** وإذن فنحن نصنعُ نجومية هؤلاء وغيرهم من أمثلة تطول بينهم أحمد البغدادي وعالية شعيب وسيد القمني وفرج فودة ونصر أبوزيد وسواهم فنؤتى من حيث أمِنَّا، ولا نجد أمامنا سوى التندر والانتقاد وربما مسّ ذلك شيئاً من الثوابت الفكرية التي نعتزُّ بها وندافع عنها ولا نقبل المساومة حولها، وهي من كل ذلك براء,.
***
(7)
** أكثر من مجلة عربية ثقافية تفرد زوايا للكتب الممنوعة في بلادها,, وبلاد غيرها ,.
** وفي الشبكة العنكبوتية مواقع للمجلات والكتب والأخبار الممنوعة,,!
** وعبر الفضائيات يتسابق المستثمرون لاستضافة المصادَرين (بفتح الدال) ليتباكوا أمامنا على حريّة الرأي والوصاية على الفكر ,.
** وأصبح راغبُ الشهرة غير محتاجٍ لأكثر من مقال أو كتاب أو رواية يُضَمِّنُها تصادماً مع أسس، أو توصيفاً لكهوف الليل وغرف النوم، وسيكون حينها رائداً ، جريئاً متفوقاً وقد يكون حظه من ذلك ضئيلاً أو فقيراً، وبالمناسبة فجميع الأعمال التي سلف الاستشهاد بها عاديّة أو أقل من العاديّة بالمعنى الإبداعي القادر على التفاعل والتأثير في المسيرة الثقافية العامة,.
***
(8)
** كان من الممكن أن ينتهي كتاب الشعر الجاهلي للدكتور طه حسين لولا محاكمة الكاتب وتبديل الكتاب وها هو اليوم بعد عشرات السنين يعود إلى الواجهة ويُباع كتاب الشعر وليس الأدب/المعدّل بثمنٍ بخسٍ على قارعة الطرقات,.
** وهكذا الأمر في كتاب الإسلام وأصول الحكم للشيخ علي عبدالرازق فرغم مصادرة الكتاب، وإبعاد الكاتب ومرور الأعوام فإنه يرجع اليوم إلى ايدي الملايين ضمن سلسلة كتاب الهلال (أغسطس 2000م).
** الأمثلة لا تقف، بل تزيد، فهل نفهم منها شيئاً,,؟
** سؤالٌ مهمٌّ يحتاجُ إلى هدوءٍ عند الإجابة، فالأمر واسعُ الأبعاد، والقضيّة لا تتصلُ بترك من شاء كما يشاء، كما لاتقف في الوقت نفسه أمام حق الخلاف والاختلاف، ثم إنها تحاول تحجيم الأضرار الثقافية التي تطالُ تمتين الهامش ، وتهميش المتون ، وتلميعَ المنطفىء ، وإطفاء اللامع ,, وتكوين تناقضات أخرى ينقلبُ فيها الاجتهاد إلى قلقٍ فكري ومجتمعي تختفي فيه الحقيقة، ويضار العامة وغير المتخصصين,,,!
** لسنا وحدنا من لا يقبلُ أي إساءة إلى الدين بل إن كبير القضاة البريطانيين قد أصدر حكمه عام 1991م بحق كتاب رشدي ، وأشار فيه إلى أن القوانين البريطانية لا تسمحُ بإهانة الدين، لأن ذلك يخرج عن مبدأ حرية كل إنسان في عقيدته باعتبار أن إهانة أي دين هي عدوان على عقائد المؤمنين به تمسُّ ضمائرهم وتجرح شعورهم,,,
** لا حريّة هنا دون جدل ولكن يظل الاستفهام المعلّق,, من يستفيدُ أكثر من الإلغاء والمصادرة,, والإشهار؟
** ربما وشت الأربعاويّة بما يميلُ إلى استفادة الكاتب والكتاب أكثر من المنتقدين المناوئين,,!
** وإذن أفلا تكون القنواتُ الشرعية الرسمية هي مكانَ الفصل بدلاً من إدخال الجماهير في دائرةٍ غريبةٍ عليهم وتحريضهم على قراءةِ ما لا يستطيعون محاكمته وتقويمه,.
***
(9)
** تمتدُّ الأسئلة فنكتفي بقراءة العناوين العريضة لهذه القضية المختلَف حولها,, وتبقى الرقابة بكل وسائلها عاجزةً عن الفتوى فيها,, ويستمر البحث عن حلولٍ تُراعي الثوابت ، وتتواءم مع المتغيرات وتستلهم حكايات الأمس واليوم من أجل الغد,.
** الأيامُ حُبلى بالمزيد,, والموضوع يحتاجُ إلى ندواتٍ علمية مقفلة لتكوين تصوُّر عملي قادر على حلِّ هذه الإشكالية التي لا تكفي العاطفةُ الطيّبةُ، والحماسةُ النبيلة لمعالجتها,.
** إن (سيكولوجية القطيع) منزلقٌ خطر يجعل من الضروري التفكير بحوار خاص يقوده هدف سامٍ لتحديد الأسلوب وتحييد السالب ,,!
** في الأربعاويّة كثير لم يُقل، وحسبُها أن اشارت أو أثارت,,.
** النوايا الجيِّدة لا تكفي,,!
Email: IBR TurkIA @ Hot Mail. Com
|
|
|
|
|