| العالم اليوم
* تل أبيب من هاوارد جولر رويترز
بدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك منذ يوم الاحد حملة للتخلص من كثير من المميزات الممنوحة لليهود المتشددين في اسرائيل في غمرة تعثر خطوات السلام وتداعي ائتلافه الحاكم.
وانتقدت المعارضة اليمينية البرنامج بوصفه محاولة يائسة لانقاذ الكيان السياسي لباراك, وقال حلفاء باراك انفسهم ان هذه خطوة متعجلة.
وصاغ باراك خطته المفاجئة فيما وصفه الاعلام بالثورة العلمانية خلال اجتماع للوزراء من ائتلاف اسرائيل واحدة في ساعة متأخرة يوم السبت وأذيعت هذه الاجراءات في وسائل الاعلام صباح الاحد.
وتلغي هذه الحزمة من الاقتراحات احتكارا لليهود الارثوذكس بسماحها بالزواج المدني كما تلغي استثناءات من الخدمة الوطنية الالزامية كانت تعطى لليهود الارثوذكس المتشددين في سن التجنيد وربما تلغي الاستثناءات لعرب اسرائيل.
وفقد باراك اغلبيته البرلمانية حينما انشقت الأحزاب اليمينية واليهودية عن ائتلافه احتجاجا على ما اعتبرته تنازلات للفلسطينيين في محادثات السلام.
وأدى انهيار قمة السلام والائتلاف الذي يقوده باراك الى الحديث عن اجراء انتخابات مبكرة.
واتهم زعيم حزب ليكود المعارض أرييل شارون باراك بالسعي من وراء ذلك لتحقيق مكاسب انتخابية, وقال لراديو اسرائيل هذه حكومة في حالة ذعر, هذه الأمور أكثر جدية من ان تحسم في اجتماع في منتصف الليل .
وقال شارون ان باراك قرر طرح خطة على عجل بعد ان أظهر استطلاع أجراه معهد جالوب يوم الجمعة ان تأييد شارون يقل ثلاث نقاط مئوية فقط عن باراك في حال اجراء انتخابات وهذا أسوأ أداء لباراك حتى الآن.
ويشمل برنامج باراك أيضا الغاء وزارة الشؤون الدينية وضرورة ان يتعلم أبناء اليهود الأرثوذكس التربية الوطنية واللغة الانجليزية والرياضيات وان يتم وضع دستور لاسرائيل.
وقال شلومو بن عامي القائم بأعمال وزير الخارجية الاسرائيلي للتلفزيون الاسرائيلي نحن بحاجة لبذل جهد حقيقي لنصير دولة حديثة وديمقراطية ويهودية أيضا , ورحب أنصار باراك بهذه الخطة بوصفها محاولة لتعزيز المساواة في الدولة اليهودية وكسر هيمنة المؤسسة الدينية على الحياة الاجتماعية من المهد الى اللحد, ولكن البعض تساءل عن التوقيت الذي اختاره باراك وانتقدوه لعدم آثاره هذه المقترحات منذ زمن بعيد.
وقال باراك لراديو اسرائيل حان وقت رفع العلم, لدينا مجتمع ديمقراطي حديث متقدم يتعين دمجه مع المجتمعات الأكثر تقدما في العالم, والا سيكون مجتمعنا مقسما الى حارات معزولة لليهود .
ونفى ان يكون برنامجه مؤشرا على انه لم يعد يرغب في اقامة علاقة مشاركة مع حزب شاس المتشدد ثالث أكبر حزب سياسي في اسرائيل.
وقال وزير العدل يوسي بيلين لراديو اسرائيل ان مصادرة امتيازات اليهود الأرثوذكس من شأنها الاضرار بجهود باراك لاعادة بناء العلاقات مع شاس.
وتكهن محللون اسرائيليون بأن تحويل باراك انتباهه الى شؤون داخلية قد يكون الغرض منه مجرد توجيه اشارة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بأن الوقت قارب على الانتهاء دون ان يصل الجانبان لاتفاق نهائي للسلام قبل 13 سبتمبر أيلول.
وقال المحلل السياسي المخضرم هنان كريستال لراديو اسرائيل انه يعتقد ان توقيت اعلان باراك هدفه محاولة انشاء ائتلاف علماني جديد يستقطب الناخبين الذين يؤيدون ليكود وأحزاب المهاجرين الروس عادة.
ووصف ايلي يشاي المتحدث باسم شاس هذه الخطوات بأنها دعوة لشق صفوف الأمة ولحرب ثقافية فيما قال عضو الكنيست عن حزب التوراة المتحد موشي جافني انه يريد ببساطة ان يحول دولة اسرائيل الى دولة غير يهودية .
|
|
|
|
|