| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، وبعد
كم أدهش حين أفكر في الذين لا يؤمنون بالله كيف يستطيعون العيش وكيف يلاقون الحياة وكيف يستقيم بهم الفكر,.
وكيف يواجهون العبارة القرآنية المباركة ذات الدلالة القاطعة الحاسمة وفي أنفسكم أفلا تبصرون فإذا كانوا لا يعرفون سر الروح فيهم ففيم يجادلون في الله, وكيف تطمئن بهم الحياة، وتسكن منهم النفوس، وإلى أي وجهة يتوجهون إذا ضاقت بهم مسالك الدنيا، وماذا يقولون إذا لم يقولوا يارب وإن مرضوا وأمسك عنهم الشفاء يده وعجزت عن مرضهم منابع الطب ونبغاء الاطباء ماذا يقولون إذا لم يقولوا يارب .
وإن وقع عليهم الظلم والقهر واستبدت بهم أسباب التحذير وأحاط بهم الطغيان ممن لا يملكون لهم دفعاً ولا قوة بهم لردهم ماذا يفعلون أو ماذا يقولون إن لم يقولوا يارب ؟
وإن اعتنقتهم الكآبة وضاقت بهم النفوس حتى لا يطيقون أبناءهم أو أزواجهم او ذويم ماذا يقولون إن لم يقولوا يارب ؟
وما الحياة عندهم إذا لم يعرفوا البهجة التي يعرفها المؤمنون وهم يلوذون إلى ظل من العرض ونفحة من الرحمن وأمان من اللطيف العزيز وما الحياة إذا احتجب عنهم فيها نور الإله تقدست أسماؤه سبحانه وتعالى عما يدعون,كم أرثي لهم وأشفق عليهم يعيشون ولا يعيشون ويصلون هجير الحياة بلا قطرة من ندى الرحمة المطلقة وترتعد قلوبهم من البرد والزمهرير بلا شعاع من دفء اللطف الأعظم.
أعجب لهم كيف يعيشون وأي أنس يلقونه في حياتهم؟
إن كانت لهم زوجات يؤنسن وحشتهم فطبيعة الحياة مع الأزواج لا يمكن ان تخلو من شد وجذب وضيق وفرج وكم تصبح الزوجة وهي حبيبة مصدر هم وكدر,وقد تمرض او يصيبها مكروه فيجزع الزوج ويتخبطه مس الشيطان إلى من يفزع إذا لم يقل يارب ؟
وإن كان الرحمن قد رزقهم البنين والبنات وإن كان سبحانه قد أتاح لهم في حياتهم التوفيق والنجاح والفلاح فإن الحياة لا تعطي دون أن تأخذ ولابد أن يقع هؤلاء الأبناء فيما لا يحبون من زوج لابن لا يسلس لها قياد ولا تطيب لها نفس أو زوج لابنة ذي ظلم وشراسة وجبروت,, ويحمل الأب هم أبنائه في المحنة التي يلقون وفي الكارثة التي يواجهون.
إن لم يكن مؤمنا,, فماذا يقول إذا هو لم يقل يارب فمن غيره الملجأ والملاذ والمرفأ والشاطئ والغوث وإن كان البنون والبنات اطفالاً فإنهم بالغريزة التي أودعها الله في الإنسان آنس أباهم وأمهاتهم وقرة أعين لهم وهناءة وسعادة.
ولكنهم أيضا مثار هلع وإشفاق وخوف وفرق ماذا يقول غير المؤمنين إن مرض طفل من أطفاله إذا لم يقل يارب ؟
بل ماذا هو قائل إذا فقد واحدا من هؤلاء الأبناء في طفولته أو في شبابه أو رجولته إذا لم يقل يارب ؟وبم يصبر نفسه إذا لم يكن مؤمنا على يقين بالآخرة والثواب والعقاب وكيف يستطيع الحياة بعد ابنه أو ابنته إذا لم يستمد السكينة من ملكوت السماء ذاكرا ان الموت حق وانه عند العدالة العليا ليس عقاباً ولا هو فناء وإنما هو مرحلة كلنا بالغوها لا استثناء فيها لأحد حتى وإن كان نبيا أو رسولاً.
أي أنس في الحياة يجده الإنسان إذا لم يأنس برحمة الله وأي حياة يمكن أن يحياها إن لم يكن واثقاً بالآخرة وبالجنة وبالنار.
وماذا تصبح الحياة إذا لم تكن هناك حياة أخرى وأي معنى يبقى من هذه الحياة إذن.
مهما يحاول أبناء الحياة أن يبنوا وأن يملكوا وأن يتمتعوا وأن يمشوا فيها مرحا فإنهم لن يخرقوا الأرض ولن يبلغو الجبال طولا.
وكيف تستقيم حياتنا هذه إذا لم يكن هناك بعد الموت حياة أخرى ينال فيها المحسن جزاء ويصيب فيها المسيء عقابا؟
فنحن هنا في الحياة لا نلاقي الجزاء العادل لأعمالنا وإذا لم ننل جزاء عند صاحب العدالة المطلقة هناك في السماء بعد الحياة فهي عبث إذن هذه الحياة ولا تستحق ان تعاش وأولى بنا ان نتركها بأسرع ما نستطيع, فما نصبر على البقاء فيها إلا بقولنا يارب ننظر إليه بشعورنا كله وبغير ان نشعر، ونحتسبه بوعينا الكامل وبغير أن نفكر ونحسن به في كل خلجة من خلجاتنا ونحس به بالسليقة المطلقة ودون ان نفكر ونحس فيه بعقولنا وقلوبنا ونفكر فيه بالطبيعة الخالصة النقية وتصيح باسمه قلوبنا في كل نبضة تنبضها, يارب,, ليس لنا إلا أنت موئلا من عواصف الحياة,, أنت الرحمة وأنت الرفيق وانت اللطف الشفوق وانت سبحانك ملاذ البشرية الأمين تعاليت وتقدست أسماؤك يارب العالمين,.
مالك ناصر درار
|
|
|
|
|