أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 22nd August,2000العدد:10189الطبعةالاولـيالثلاثاء 23 ,جمادى الأول 1421

عزيزتـي الجزيرة

أبي أرجوك أدركني قبل أن أغرق
إلى عزيزتي الجزيرة
أبي أنا ابنك التائه أريد العودة! أبي كثيراً ما جلست أجوب الشوارع دون خشية!
أبي كثيراً ما أئن ويتقبل الشارع أناتي، فهلا تحملت مني أنَّةً؟!؟!
أبي هل تعرفني، إنني ابنك المسكين، نعم أنت من ضيع عمر ابنه؟
أبي أنا رجل أحلامك وفلذة كبدك واليوم تتأفف وتتضجر لمجرد كلمة؟؟
أبي هل تعرف حياتي؟ وأين أقضي ليالي أيامي؟ ومن هم أصحابي؟ أم هل تعرف بداياتي؟ أبي هلا توقفت لتسمع شكواي؟! نعم فأنا أريد الحل العاجل لها؟
أولا أشكر لك ثقتك العمياء بي، حيث وفرت لي ملهيات الدنيا وملذاتها، ومهدت لي طريق شهواتها,,, أتدري لماذا؟ وكيف؟ في أول حياتي أهملتني وجعلت مني وديعة للتلفاز، حتى أجزم بأنه هو الذي رباني ولست أنت!! فأنا أراه ساعات وأنت ساعة,,, أبي هل نسيت حديث النبي صلى الله عليه وسلم (ما من راع يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة).
أبي أظنك تعرف الجنة! وتعرف لم خلقنا؟ (وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون),وحينما كبرت قليلاً,,, بدأت أتململ مما أنا فيه، فركضت في الشارع أجوبه كالمجنون أبحث عمن أحكي له همومي وأشكو له أموري، حتى لقيت رفقة على الأرصفة وكأنهم ينتظرونني, يرحبون بي ولست أعرفهم، بدأت أسهر الليالي معهم في ظل تجاهل من أسميه أبي, فالأموال متوفرة لدي، وكل ما أريده,,, وإن لم أجدها سرقتها بدون مراقب.
فهكذا رباني أبي أول حياتي؟
أما حياتي مع هذه الرفقة بل هذه الذئاب البشعة فأولها قهقهة وتنكيت ثم بلوت وأغانٍ فمعاكسات,,, حتى أدخل علينا الشيطان الدش والدخان ثم إلى اضاعة صلوات، وبعد مضي الأيام تلو الأيام,,, ومع هذه الرفقة السيئة وقعت في المخدرات والعياذ بالله؟
فهل يعي أبي وأهل بلدتي هذه الكلمة؟
وهل يعلمون بسرعة انتشارها، وان أهلها يتمنون لأبنائكم الوقوع فيها بأسرع ما يكون؟
في ظل حياتي هذه يا أبي والتي أحسست بأني فيها كالبهائم,,, نعم أكل وشرب ونوم وملهيات وملذات وشهوات، واهدار للعبادات، فهلا استوقفتني وسألتني يا من أنجبتني وضيعتني؟ ويا من رميتني في جحيم الأعداء! نعم في البيت بين أحضان المسلسلات والعاهرات, ومع الأغاني الماجنات, وفي الطرق مع الوحوش والمدمرات!
لقد انتزعت الحياء من أحشائي, وها أنت ذا تريد القضاء على آخر آمالي, كيف بالله عليك تريدني أن أكون غداً ابنك البار المطيع, أم كيف ستكون تربيتي غداً لأبنائي.
أبي ماذا تقول إذا وقفت غداً أمام الله,,, وأنت متناسياً حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته)؟؟ أبي أنت عاصٍ للكتاب والسنة؟ فالله يقول(وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها) والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ,,, واضربوهم عليها لعشر,,, ولكن,,,!؟
وفي الختام: أعتذر لك يا أبي اعتذاراً دنيوياً عن الحقيقة المرة، أما في الآخرة فالله يقول عن يوم الحساب (يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه).
آمل منك إعادة النظر في تربيتي وفي تربية باقي أبنائك؟
وأخيراً : أسأل الله العلي القدير أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه وأن نكون عبرة لغيرنا,,,, وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
أبو سلطان
جبل غزة

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved