مع انتظام آل التدريس في فضاء العمل وعودتهم إلى ديار الطلب وبيوت العلم يبدأ موسم النقل المريح,, أعني نقل المعلمات وتوصيلهن من وإلى مدارسهن,, وتلك تجارة مغرية و مشروع جذاب يستهوي فئة غير قليلة من أصحاب الكسب السريع,, الباحثين عن مهنة طارئة,.
ولاغرو فهو مشروع جاهز,, معلب,, لايحتاج إلى رأس مال,, أو إطالة فكر وخيال,, مجرد أن يملك الشخص مركبة ملائمة تفي الغرض وتستوعب العدد المطلوب لتكتمل ملامح المهنة الماتعة التي تدر ربحاً سهلاً وتقدم راتباً شهرياً كبيراً,, مهنة جميلة,, لاتحمل أبعاداً للمغامرة,, او تهب قنوات للمجازفة,, ومن ثم فلن نستغرب ونحن نقرأ,, بيانات الراغبين في اقتحام أجواء هذا العمل المربح وممارسة طقوسه التي لاتحتاج إلى كبير عناء,, أو ارتفاع مهارة ,, وشروط جدارة.
اعلانات متفرقة هنا وهناك,, عروض متنوعة,, مركبات تقدم نفسها عبر عناوين براقة,, عبارات معادة,, شعارات معتادة,,وتهافت نحو نيل بطاقة توصيل ولايهم السبيل,, في ظل غياب ضوابط الاختيار الموفق للقائمين بنقل المعلمات,, وهو دور ينبغي أن تمارسه وتشارك فيه بفاعلية رئاسة تعليم البنات وهي الجهاز التربوي الحريص على سلامة معلماته وتذليل العقبات أمامهن,, ولن تجد الرئاسة كبير جهد للمشاركة في انتقاء السائقين المتقدمين والمساهمة في رصد بياناتهم وقراءة إمكاناتهم وترشيح الأفضل,,
نعم ,, أقول هذا الكلام بناء على مانراه من تهور بعض السائقين القائمين بتوصيل المعلمات وقيامهم بتجاوز السرعة والمخاطرة بحاملات الرسالة وهن مسؤولات كذلك مسؤولية كبيرة نتيجة اهمالهن عنصراً مهماً في بحثهن عن مركبة توصيل وهو كفاءة السائق وبخاصة معلمات المدارس النائية اللاتي يقطعن المسافات الطويلة وهن أحرى بالتأكد من حسن اختيار السائق وسلامة المركبة.
ولاشك أن شخصية السائق تتجلى سريعاً من خلال انتظام الحضور,, التفكير,, التأني,, الهدوء,, اتباع القواعد المرورية,, مراعاة نظم السير,, تفقد محركات المركبة,, وتلك جوانب مضيئة في ملامح كل سائق واع,, يفتش عن أسباب السلامة,, عذراً أختي المعلمة: حتى ولو طال الانتظار,, لاتتسرعي في الاختيار,, اختيار وسيلة النقل الملائمة,.
محمد بن عبدالعزيز الموسى بريدة
|