أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 22nd August,2000العدد:10189الطبعةالاولـيالثلاثاء 23 ,جمادى الأول 1421

القوى العاملة

يوم السبت
سليمان بن محمد الجريش
* تحدد الانظمة الخاصة بأي عمل الايام المطلوبة لادائه، ولا تفرق بينها بأي حال من الاحوال عدا ما يتم تخصيصه منها اجازة رسمية في آخر الاسبوع أو أوله أو وسطه، وغالبا ما يتم تحديد ساعات الدوام بصورة واحدة تبدأ بساعة معينة وتنتهي كذلك، ولا فرق بين يوم السبت أو الاحد أو الأربعاء, فلماذا يقبل البعض على ايام الاسبوع عدا يوم السبت,,؟ أقصد لماذا يستثقل بعض الموظفين يوم السبت ويتذمرون من العمل فيه,,؟ وهم يعلمون يقينا انه ضمن ايام العمل المطلوبة,,!!! وليس زائدا,,؟؟
هل تتصور أخي القارىء ذلك,,؟ ربما تعرف بعض الموظفين يصر على هذا الموقف، حتى انه يعتبر هذا اليوم السبت أثقل أيام الاسبوع,,!! وقد يقول لسان حاله,, (يا أنا يا هذا اليوم),,!!!
لو نظرنا الى الموضوع بتعقل وانصاف لوجدنا ان العكس خلاف ذلك، اذ المفترض ان يكون هذا اليوم اجمل الايام لكونه يأتي بعد التمتع باجازة نهاية الاسبوع يكون فيها الموظف قد اخذ قسطا من الراحة بعد عناء العمل، وربما مارس بعض هواياته المحببة من فسحة ورياضة ولقاء اصدقاء وأقارب وغير ذلك.
فهل يعود ذلك لسبب معين,,؟ أو أنه مجرد شعور لدى البعض لا تدرك أسبابه,,؟ أو ماذا,,؟.
من المؤكد اختلاف التفسير لذلك، فقد يرى البعض انه راجع الى طبيعة الانسان بحب الراحة وأي عمل يتم بعدها يكون ثقيلا على النفس,,! ويرى البعض أن بداية الاشياء دائما تكون ثقيلة، بينما يرى آخرون ان هذا اليوم تزدحم فيه الاعمال وتبدأ معه تراكماته, ويرى البعض غير ذلك.
وفي الحقيقة ان الجانب المهم في ذلك لا يتم التطرق اليه، ولم يتم ربط هذا الشعور بمسببات اخرى، وانما يتم التركيز على جانب العمل فقط، وكأن هذا الاحساس يخص يوم السبت فقط، أي أننا لم نسأل السؤال نفسه عن الشعور في أول يوم بعد التمتع بالاجازة العادية أو العيدين أو غيرها,,؟؟ ألا يتساوى مع يوم السبت,,؟؟ ألا يشعر كثير من الموظفين بالتذمر عند نهاية الاجازة ويودون لو أن هناك فرصة لتمديدها,,!!!
إذا كان ذلك واردا فإن السبب في هذا الشعور يعود لغير الجانب العملي، وقد يكون عائدا للموظف نفسه, اذا ما أدركنا أن معظم الموظفين إنما يحصلون على إجازاتهم بهدف انهاء اعمالهم الخاصة، التي يتم تجميعها إلى أن يحين هذا الموعد، وقد يتعرضون بسبب ذلك للإرهاق والمعاناة، ولا يمنحون أبدانهم الراحة المطلوبة، بل يزيدون عناءها بعد التعب، ويتحملون الضغط النفسي والبدني غير مدركين لعواقبه، فإنهم عندما تنتهي هذه المدة التي وضعت أصلا للراحة ويعودون الى العمل يحسون بثقل ذلك وعدم قابليته,,!!
الاجازة وضعت أصلا للراحة وتجديد النشاط استعدادا لاستئنافه، فالإنسان بجسمه وعقله يحتاج في العادة الى الراحة بعد العمل المتواصل، وهذه الراحة ليست لمصلحة الموظف فقط من الناحيتين الصحية والنفسية، وانما هي لمصلحة العمل كذلك، والاولى بالموظف ان يرتب التمتع بها بحيث يكون في وقت لايزاول فيه أي عمل يعكر صفوها، بل يبتعد عن كل مسببات عدم الراحة، واذا ما تمتع بها على هذا النحو فانه بالتأكيد سيعود الى عمله مشتاقا اليه مقبلا عليه بأحسن حال واهدأ بال، فيقدم عملا افضل وانتاجا أوفر.
اما أن يرهق نفسه ويجعل الاجازة سبيلا للكد والنكد والركض واللهث وراء مصالحه بفائدة أم بدون فإن ذلك كفيل بعدم اقباله على عمله بعد انتهائها, وبالتالي يرمي هذا الفشل على يوم السبت الذي لا ذنب له بكل تأكيد,,!!
وبالله التوفيق.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved