| الاقتصادية
تحقيق:عزيزة القعيضب
خطت المملكة في السنوات الاخيرة خطوات متقدمة في كافة المجالات والقطاعات المختلفة التي شارك فيها افراد المجتمع السعودي رجالا ونساء رغبة في تقديم كل ما من شأنه ان يعلي مملكتنا الحبيبة ويجعلها في مصاف الدول المتقدمة، ومن هنا كان للمرأة نصيب كبير لجدارة المرأة السعودية وقدرتها على مواكبة المتغيرات والتطورات.
بيد ان نظرة المجتمع للمرأة تقتصر على ان عملها في المنزل فقط وان خرجت فإن ذلك لا يتعدى نطاق التعليم بحجة ان ذلك يتعارض مع عاداتهم وتقاليدهم السائدة التي تنظر للمرأة السعودية على انها مهيأة لوظيفة واحدة ألا وهي التدريس,
وفي لقاءاتنا هذه مع بعض الموظفات السعوديات في قطاعات مختلفة نلقي الضوء على آرائهن ونظرة المجتمع لهن والصعوبات التي تواجههن في كونهن خرجن عن نطاق التدريس.
بالعزيمة تنتهي تلك الصعوبات
في البدء التقينا بإحدى الاخوات في القطاع المصرفي وهي الاستاذة ابتسام السعيد رئيسة الفرع النسائي بشركة الراجحي المصرفية للاستثمار بفرع الخرج فقالت: المجال المصرفي عالم رائع عشقته منذ الصغر وعملت على ان اصل اليه رغم الصعوبات التي لا يخلو منها اي عمل ولكن بالعزيمة تنتهي تلك الصعوبات، أما عن عائلتي فإنها واعية ومدركة تماما لأهمية العمل الذي اقوم به لهذا لاقيت منها التشجيع الذي ساعدني على تجاوز الصعوبات والعمل على تحقيق الذات فإذا كانت المرأة متمسكة بالشريعة وتعمل في حدود وضوابط دينية وان تحدثت فإنها ستتحدث من وراء حجاب وفق ما حدد الله ورسوله لنا فما هي المشكلة عندما تطمح المرأة لأن تعمل في غير القطاع التعليمي؟
وتقول ايضا عبير الميمان العاملة في نفس القطاع المصرفي: كان لزوجي بعد الله الفضل في التحاقي بالمجال المصرفي بعيدا عن نظرة المجتمع التي تنظر للمرأة على ان عملها خارج المنزل ينحصر في القطاع التعليمي فقط، أما عن عملي في هذا المجال فلم ألاق ممن حولي اي رفض له بل على العكس من ذلك.
ليس هناك ما يعيب
انتقلنا من المجال المصرفي الى القطاع الصحي لنقف على حقيقة عمل المرأة في ذلك القطاع فكانت لقاءات الجزيرة مع موظفات بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني فكان لقاؤنا الاول مع الدكتورة انغام ناصر المطير استشارية اطفال وهرمونات، دكتوراه في طب الاطفال وحاصلة على الزمالة العربية والبريطانية تخصص دقيق للغدد والهرمونات فقالت: ولله الحمد لم تكن هناك معارضة من الاهل في انضمامي للمجال الطبي بل على العكس لاقيت التشجيع والمساندة منهم حتى عندما احتاج للسفر للدراسة او لحضور اجتماعات في الخارج فإن اخوتي يسافرون معي لانجاز ما سافرت من اجله وكذلك الحال مع زوجي جزاه الله خيرا الذي يقف الى جانبي وكان معينا لي بعد الله على تحقيق الكثير الذي يخدمني حتى انه يرافقني في اجتماعاتي وانتداباتي ويحثني على القراءة والاستزادة فيما يخدم مجال تخصصي وخير دليل على تشجيعه لي هو حصولي على الزمالة العربية والبريطانية بعد مساعدته لي، ومجمل القول: لم تكن هناك معارضة من اهلي في التحاقي بالمجال الطبي ابدا بيد ان امي اصبحت تشفق علي مما يعترضني من التعب وطول الدوام، أما ما سوى ذلك فليس فيه ما يعيب عمل المرأة السعودية في غير التدريس,
في نجاحاته المرأة تنافس الرجل
وفي مستشفى الملك فهد للحرس الوطني تتعدد وظائف المرأة فيه وتتنوع وفي إدارة الحاسب الآلي قسم الإنترنت تقول خلود سليمان القاضي ماجستير تحليل انظمة الحاسب الآلي : جئت للمستشفى وتعاملت مع العديد من الأشخاص واستطعت اثبات وجودي بجدارة وفي وقت قصير وهذا بالطبع بفضل الله اولا ثم بفضل مساعدة الاهل وتشجيعهم لي خصوصا ان والدتي تعمل هنا في المستشفى ولا ارى ما يعيب المرأة في كونها تعمل في مجالات اخرى غير المجال التعليمي بل ان المرأة اصبحت تنافس الرجل في نجاحاته ولله الحمد مجتمعي والمحيط الذي اتصل به لا يمانع من ذلك بل يرى ان المرأة السعودية لها ان تثبت وجودها في أي مجال مادامت متمسكة بالشريعة وفي ظل ضوابط دينية.
رفضوا,, ولكن
تقول منال حسن ملا مترجمة : رفض اهلي فكرة عملي في المستشفى تمشيا مع نظرة المجتمع ولكن اقنعتهم بما لدي من فكر ووعي ديني واختي تعمل طبيبة وتفرض احترامها على من حولها، أما انا وبعد زواجي ازدادت قناعتي بعملي بحكم ان زوجي يساندني ويثق بي ثقة مكنتني من اثبات وجودي ولم يعارض عملي اطلاقا.
وتحدثت عن نظرة المجتمع للمرأة السعودية العاملة في القطاع الصحي فقالت: هذه النظرة محدودة وقاصرة واصبحت خيرة النساء تعمل في خدمة الوطن ورفعة شأنه فهذه النظرة المحدودة لعمل المرأة السعودية تقتل طموحنا كفتيات وتحرم بلادنا من وجود المقدرات البشرية النسائية القادرة على تقديم ما يخدم وطننا الغالي.
كانت هذه بعض آراء العاملات في القطاع الصحي الذي يعترض العاملات فيه العديد من الصعوبات اكثر من غيره في أي مجال آخر والفتاة السعودية في القطاع الصحي خاصة ينظر اليها على انها خارجة على العادات والتقاليد لدى كثير من العائلات باستثناء بعض من قدر اهمية هذا المجال وحاجة الوطن لامثال هؤلاء الموظفات السعوديات وحقيقة لا ننكر الدور الذي تقوم به المرأة العاملة في كافة القطاعات المختلفة ولكن يظل تركيزنا تقديرا لهن على المرأة السعودية العاملة في القطاع الصحي ولا ننفي تقديرنا لغيرهن ولكن ثمة تضايق يحاصر السعوديات العاملات في القطاع الصحي نتيجة ما يواجههن من متاعب سواء في العمل او نظرة المجتمع القاصرة تجاههن فبودنا ان تتغير هذه النظرة حتى يتمكنّ من خدمة وطنهن وتقديم المساعدة لابناء هذا الوطن المعطاء.
وحينما ننتقل من القطاع الصحي الى خدمة المجتمع فإننا نفرد الصفحات الطوال للحديث عن دورها في خدمة وتنمية المجتمع ولكننا هنا نكتفي بالحديث عن المرأة السعودية العاملة في هذا المجال، ففي مركز التنمية الاجتماعية بالدلم طرحنا السؤال نفسه على الجازي عبدالعزيز التميمي الباحثة الاجتماعية بالمركز بكالوريوس خدمة اجتماعية فقالت: كل شيء لابد له من صعوبة ولعل ابرز تلك الصعوبات التي واجهتني هو التكيف مع بيئة العمل فأنا ولله الحمد رغم الصعوبات التي واجهتني إلا انني استطعت اجتيازها وذلك بمساعدة الاهل وانا بالطبع لا انفي وجود النظرة القاصرة تجاه عمل المرأة في غير التدريس ولكن المرأة قادرة على تغيير تلك النظرة واثبات احقيتها في الانخراط في مجالات اخرى تكون فيها قادرة على العطاء واثبات الذات مادامت متمسكة بحجابها وبتعاليم دينها الحنيف.
مجتمعنا ووطننا ونحن كأفراد بحاجة ماسة لأمثال هؤلاء السعوديات، بحاجة للمرأة السعودية فهي قادرة على قيادة سفن عديدة في مجالات متعددة.
وفي جولتنا هذه نقف على بعض من انجازات المرأة السعودية ونجاحاتها وإلا كيف وصلت الى هذه المستويات العالية وكيف كُتب لها ان تثبت وجودها في ظل العولمة والتقدم؟!,, كل ما تحتاجه فقط هو قليل من المساعدة والواقعية تجاه المرأة السعودية العاملة وهي تثبت تفوقنا للعالم اجمع.
لقطات,, وإهداءات لالجزيرة
تلقت الجزيرة اهداءات من الفرع النسائي بشركة الراجحي المصرفية للاستثمار عبارة عن اصدارات من مجلات تصدرها شركة الراجحي مثل مجلة الراجحي، عالم الراجحي، التميز وغيرها من نشرات,
قدم مركز المعلومات بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني خدماته التي يشكر عليها في سبيل تقديم صورة للمرأة السعودية مشرفة ممثلا في الاستاذ فهد العصيمي.
مستشفى الملك فهد للحرس الوطني احد الصروح العملاقة والذي يقدم خدماته المعلوماتية الصحية التي يشهد بها الكثير.
قدم مركز التنمية للخدمة الاجتماعية بالدلم جهدا طيبا واستقبالا لالجزيرة وتقبلا لموضوعها المطروح للنقاش.
من خلال هذه الجولة لمسنا اعجاب الكثير بجريدة الجزيرة وحرصهم الدائم على قراءتها ومتابعة صفحاتها.
إحدى الاخوات العربيات استغربت ان يكون للمرأة السعودية تواجد رائع بهذه الصورة في كافة المجالات والقطاعات سواء الحكومية أو الأهلية.
|
|
|
|
|