المنبوذ
خرج من بيته الذي تلفه الرطوبة من كل جهاته, خرج والأمل يدفعه رغم كثرة عياله, يريد تغيير أحوال أسرته, فإذا الخيبة تلاحقه في كل مكان, وجد مثاليته في واد وسلوك الآخرين في واد آخر.
التفت حوله، أدار ظهره, وقف في وجه التيار، واتجه في عكس السير فوجد نفسه مكروها ومنبوذاً من الآخرين,
تصدّق احدهم عليه بنصيحة فجّة دون طلب منه: درِّب وعوِّد عينيك على رؤية كل شيء دون تذمّر وعود أذنيك وعينيك ومنخاريك على سماع ومشاهدة وشم كل شيء ولكن لا ,.
لا تتذمر,.
***
تحُّسر
أحب أن يهرب من ازدحام الحياة, فلجأ إلى حديقة قريبة, عله ينسى شيئاً من معاناته، فإذا به يجد الحديقة وقد تحولت إلى ملعب وسوق للبضاعة والأخلاق وماسحي الأحذية
و,, و,, فنظر حوله باستغراب ,.
وقال: ألا أين أيام زمان؟!.
***
أمنية
لم يستطع مغادرة المنزل يوم عطلته فوجد نفسه حائراً وتائها وأسيرا لطلبات لا تعدُّ ولا تحصى ،فالأطفال أحرقوا البقية من أعصابه الخامدة بطلباتهم, وزوجته لم تتوقف عن ترتيب المنزل والبيت, فتمنى الاستمرار بالعمل مقابل الهرب من الغضب والانفعال والطلبات,.
محمود محمد أسد -سوريا -حلب-
|