| مقـالات
في مقالات سابقة تناولت السياسات العراقية، وما تجلبه من دمار وخراب على العراق والأمة العربية.
وتوصلت الى نتيجة واضحة وهامة، وهي ان العراق الأرض والشعب لا يحكمه حكام يمكن التعامل معهم وفق المتعارف عليه مع زعماء العالم في وقت السلم او في الحرب، فالحاكمون في العراق هم (عصابة) امتهنت التشرد والتصعلك في شبابها ووجدت نفسها تحكم العراق بتاريخه وحضارته ومن الطبيعي لحكام هذه خصالهم وحياتهم ان يأخذوا بالعراق الى الهاوية وهذا هو الذي حدث بالفعل.
ان الحاكمين في العراق عندما يعلنون عن حرب إعلامية على المملكة العربية السعودية والكويت فإنما هم يمارسون لعبة السقوط التي اعتادوا عليها، فهم يعلمون قبل غيرهم أن مثل هذه الالعاب البهلوانية لا تؤثر في مواقف المملكة العربية السعودية والكويت.
فالمواقف السعودية تجاه العراق واضحة وهي إنفاذ العراق للقرارات الدولية والشرعية الدولية ذات الصلة بغزوه لدولة الكويت وإطلاق الأسرى والمرتهنين في سجون بغداد وبعض المحافظات، وأن يعود العراق دولة سلم لا دولة حرب.
(صدام حسين) في خطابه الأخير يستنهض الشعب العراقي، وحريٌّ به ألا يفعل ذلك ، فالموقف الصحيح لهم ينبغي إسقاط حكم العصابة والتخلص من العبودية.
أما المطالبون بتطبيع العلاقات مع بغداد من بعض الدول التي عرفت بالعداء السافر لحكام العراق فهو العجب، فماذا الذي تغير في نظام بغداد؟.
إن الرهان على حصان بغداد الخاسر في مواجهة الاستعمار الصهيوني في فلسطين المحتلة لن يقوي موقف هذه الدول، بل سوف يضعفها, فمن مكّن إسرائيل وجعلها تستهين بالأمة العربية؟.
إن غزو العراق للكويت وتعارض مواقف الدول العربية نتيجة هذا الغزو الغادر هو الذي جلب الأساطيل والقوى الاجنبية لتتمترس في منطقتنا ,, أليس غزو العراق هو الذي فعل بنا ذلك؟.
إذن من الظالم ومن المظلوم؟
من الغادر ومن هو المغدور؟
ثم على ماذا يكون التطبيع مع بغداد؟
ما هو الاستحقاق الذي يجب أن تقدمه بغداد للآخرين؟.
أما بعض المواقف الخليجية التي تتباكى على ما يحدث للعراق، فيمكن وصفه بالنفاق السياسي الذي يعرف حكام العراق كم هو ضئيل، لا يقدم ولا يؤخر بالنسبة لهم.
فالعراق يدرك أين تكمن موازين القوى ويعرف تماماً أهداف النفاق السياسي الذي لا يبلل حلق طفل عطشان في ضواحي بغداد.
إن على العراق معرفة دروس غزوه للكويت، ويعي أنه عاجز عن تدبير شأنه الداخلي وبالتالي عليه أن يعمل لهذا وكفى.
د, خالد آل هميل
|
|
|
|
|