أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 22nd August,2000العدد:10189الطبعةالاولـيالثلاثاء 23 ,جمادى الأول 1421

مقـالات

صدام,, ينفث الدخان,, من نار قلبه
مرت السنوات العشر على اجتياح طاغية العراق صدام التكريتي الكويت الشقيق أقسى من يوم الاجتياح ذاته,, وكلنا تعلمنا من الطب والأطباء ان الانتكاسة الصحية هي أصعب من بدايات المرض,, بل ان التذكار العنيف والاصرار على الاثبات يجعل من الاحساس مجروحا أضعاف الجرح الذي وقع لحظة الحادثة.
وما تسنى لي ولغيري من الشعب العربي مشاهدته خلال الاحتفال بهذه الذكرى الأليمة,, الذكرى العاشرة,, لاجتياح الكويت من برامج كان محبطا في أكثره ومواكبا لعمليات اعادة الذاكرة عشر سنوات الى الوراء,, الى اللحظة التي حاول فيها صدام العراق القضاء على دولة كانت الساعد القوي في حمايته من التدمير في الحرب العراقية الايرانية بجانب دول الخليج الأخرى مثل السعودية والامارات وقطر والبحرين وسلطنة عمان.
واللافت للنظر,, ان البرامج التي بثت مما يسمى بقناة العراق الفضائية تعطي الصورة المأساوية لهذا الحكم الدكتاتوري الذي ما زال يتشبث بانتصاراته الساحقة في أم المعارك,, وما أبلاه صدام وحزمته الورقية في تلقين العالم من دروس خطيرة فن الهزائم والاستسلام والموت البطيء لشعبه,, وما تسببه في خطر الحصار الشامل على بلاده من قبل الأمم المتحدة.
لقد سمعنا وشاهدنا الدكتاتور العراقي صدام التكريتي وهو ينفث حقده وسمومه من خلال ذكرى ما يسمى بانتصاره على ايران في خطابه الانهزامي حيث صب جام حقده وكراهيته على الدولتين الكويت والسعودية اللتين مدتا يد العون والمساعدة له,, وكانتا بمثابة قواعد راسخة لانتشاله من الهزيمة المحتومة,, ولكن أبت الشيمة العربية والشعور الذي يربط بين الدول العربية أن يترك شعب العراق الأبي ينهزم أمام القوة الجارفة الايرانية ولكن ماذا كانت نتيجة مواقف الكويت والسعودية من هذا؟
مهاجمتها واتهامها بالعدوان والغدر,, يا للقدر, بالرغم من محاولة دول مجلس التعاون نشر بذور حنين التقارب,, ونسيان الأيام الحزينة ومساعدة شعب وأطفال العراق في اجتياز المحنة التي سببها لهم حاكمه المتجبر,, الا ان اللافت للنظر ان صدام وزمرته الفاسدة عاش مناسبة الاجتياح وكأنه يحتفل بانتصاره على أعدائه,, غزوه في قعر داره,, وشردوا نساءه ورجاله,, كأنه المدافع وليس الغازي لقد أصر صدام على خطواته وخططه السابقة,, ولن نعطيه فرصة هذه المرة,, لأن الكويت اليوم أقوى,, وصدام نهايته ضريبة.
د, محسن الشيخ آل حسان

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved