| فنون مسرحية
يمر زمان طويل قبل أن تجود أقلام مثقفينا بكتابات حول المسرح المحلي ولعل السبب في تقديري يرجع أولاً إلى غياب المسرح كفاعل ثقافي مؤثر قادر على اجتذاب مثل هذه النوعية الخاصة من الجمهور مما يجعلهم يكتبون عنه وثانياً غيابهم هم مع سبق الاصرار عن الفعاليات المسرحية القليلة فنادراً مايلبي أحد المثقفين دعوة لحضور مهرجان أو مسرحية وهذا أمر مؤكد, أي أن القطيعة متبادلة ولكن الخاسر هو المسرح الذي يفقد في هذه الحال صوتاً مهماً مؤثراً ومن جهة أخرى فنحن لانعفي المثقف من مسؤوليته تجاه المسرح باعتباره عنصراً من عناصر الثقافة التي ينتمي إليها وكان المفترض ان يهتم بجميع عناصرها دون تجاهل أو تهميش ,,, ! ولذا فإنني مازلت احتفظ بمقالة فريدة من نوعها ورائعة في محتواها ونادرة ايضاً للاستاذ الشاعر والكاتب المعروف علي الدميني ولقد انتظرت لبضعة أشهر دون أن يقوم أحد المثقفين بالكتابة عن المسرح لهذا فهي اصبحت مقالة نادرة ومن حقي الاحتفاظ بها وربما بيعها إلى الهيئة العالمية للمسرح وربما حصلت على (مبلغ وقدره) ومن يدري!! وبلاشك انها من المرات القلائل التي تجد مثقفا يكتب عن المسرح ويفرد له مقالة في جريدة!
كان عنوان المقالة (أسبوع للمسرح,, سنوات للنسيان) وكانت بعد حضور أحد المهرجانات المسرحية والمقالة بصفة عامة تصف حالة المسرح من وجهة نظر كاتبها الذي يدعو إلى تشكيل هيئة رسمة واهلية من المختصين والمهتمين والاكاديميين واصحاب الخبرة للنهوض بالمسرح الذي يؤكد على أنه مايزال خربشة في الجدران وبيوتا من رمال ويرى انه مايزال مسرحاً متخلفا!
كما يعتقد أن البداية تبدأ من الاعتراف بالمسرح وأهميته في حياتنا ثم البدء في تشكيل تلك الهيئة للسعي إلى ايجاد مسرح حي وحاضر في حياتنا المعاصرة ولعل الاستاذ علي قد وفق كثيرا عندما شخص حالة المسرح في تلك المقالة فاعراض وهن المسرح بادية لكل ذي عين يبصر بها,ولكن العنوان الجميل (اسبوع للمسرح سنوات للنسيان) فتح لي الكثير من التساؤلات، فهذا العنوان بقدر مايشخص حالة المسرح (المناسباتية) غالباً إلا أنه أيضاً يشخص حالة المثقفين في بلادنا وموقفهم من المسرح بل حتى المتخصصين في المسرح بعيدون عنه وربما ادعى احدهم وصلا بليلى ولكن ليلى لها رأياً آخر! انني استغرب هذا الفصل بين المسرح والثقافة وهذه الطريقة الانتقائية للمثقفين للتعامل مع عناصر الثقافة حيث انهم يزيحون من أمامهم عنصراً هاما الا وهو المسرح ويبعدونه من دائرة اهتمامهم, إننا في الأساس نشتكي من حال بعض المنتمين للمسرح الذين يريدونه قارباً مريحاً يركبون على ظهره في نزهة سياحية دون أن يكون لديهم الاستعداد في التجديف عند اللزوم وقد تم رصدهم أكثر من مرة يتزاحمون ويبحثون عن (الواسطات) للركوب على ظهره عندما يسير وعندما يتوقف يهرولون بعيداً عنه دون شعور بالتعاطف معه! ولهذا فإن على المثقف استمرار التجديف مع المسرح أو حتى ضد المسرح فكل ذلك سوف يقويه ويشد من قوته فالكتابة عنه نقداً وتشريحاً وتنظيراً سيجعله بالتأكيد في دائرة الاهتمام ولعلي أؤكد هنا انهم ليسوا بريئين أبداً من دم المسرح المراق على أرصفة النسيان والذي يؤكدون انهم رأوا مصرعه ويقومون بنعيه كلما أتى ذكره في مقابلاتهم التلفزيونية أو الصحفية عندما يأتي سؤال على استحياء يندس بين أسئلة المقابلة عن المسرح المحلي ,,, ! إذا ماذا قدم المثقفون في بلادنا للمسرح وخاصة أولئك الذين تشاهدهم في مناسبات المسرح مثلما شاهدناهم في الندوة الكبرى في الجنادرية قبل عدة سنوات والتي برز لها الكثيرون وبعدها لم نرهم يتحدثون باسم المسرح، إننا ندعوهم للوقوف معه وإنارة الطريق امامه لانهم مثقفون وعليهم مسؤولية وختاما هذه دعوة معطرة بالشكر والتقدير لاستاذنا الدميني الذي كتب عن المسرح ولو مرة واحدة وموصولة لجميع المثقفين ان يشرفونا بحضورهم في المناسبات المسرحية القليلة وان نسمع آراءهم وان لايظل موقفهم من المسرح ( أسبوعا معه ويتركونه سنوات للنسيان ) ,,,!.
Fdsh@ ayna. com.
|
|
|
|
|