| العالم اليوم
* موسكو من اناتولي فيربين رويترز:
تقدم مأساة الغواصة كورسك دليلا قاطعا على الحالة السيئة للقوات المسلحة الروسية وعقلية كبار ضباطها التي لم تتغير وحاجة الرئيس فلاديمير بوتين للعثور على استراتيجية جديدة بشكل جذري.
وهذه النتيجة انتهى اليها المحللون الروس ووسائل الاعلام الروسية مع تواصل المحاولات غير المثمرة لانقاذ اي ناجين من الطاقم المكون من 118 رجلا المحتجزين او الميتين داخل الغواصة النووية المعطوبة التي ترقد في قاع المنطقة القطبية الشمالية.
وقال الكسندر جولتس المحلل العسكري في مجلة ايتوجي اما ان يكون هذا انتهاكا مريعا لجميع القواعد المعمول بها في البحرية او دليلا على تراجع مريع .
وقال جولتس لرويترز هذه الحادثة بينت ان الواقع لا يتفق كثيرا مع الخطاب الغوغائي عن نهوض القوات المسلحة والبحرية على وجه الخصوص,, انها بينت فقط الحالة الحقيقية للبحرية .
وكتبت صحيفة نيزافيسيمايا جازيتا اليومية اثبتت مأساة كورسك ان تشييد اوهام بلا اساس بخصوص القدرة الدفاعية الروسية ليس شرا وحسب وانما جريمة .
وتقول آخر رواية رسمية عن الحادث الغامض ان كورسك اصطدمت بشيء ثقيل للغاية وان اول جزءين بها من بينهما مركز القيادة دمرا, ويتحدث المحللون ومسؤولو الاستخبارات الغربيون عن ان انفجارين الثاني اكثر تدميرا من الاول وان طوربيدا ربما انفجر وتسبب في انفجار رأس حربي آخر.
وثبت ان معدات الانقاذ الروسية نفسها غير ملائمة للقيام بالمهمة, ولم تكن كبسولات المياه العميقة قادرة على ان ترسو الى جوار الغواصة كورسك وما يتبقى من امل ضئيل معلق الآن على احدث غواصة بريطانية صغيرة.
وهرع غواصو المياه العميقة من النرويج لانه لا يوجد لدى الاساطيل الاربعة الروسية مثل هؤلاء الغواصين الا على الورق, وفي الواقع فإنهم لم يتلقوا تدريبا منذ سنوات بسبب نقص الاموال.
وقالت صحيفة نيزفايسيمايا جازيتا ان غواصات انقاذ خاصة قادرة على العمل في المياه العميقة صنعت في الثمانينات لكن لم يجر اصلاحها منذ سنوات وهي الان خارج الخدمة.
وقال جولتس ان قادة البحرية الروسية كانوا يشتكون من ان الاسطول يتقادم وانهم يحتاجون الى سفن جديدة,, واضاف غير ان كورسك غواصة جديدة ولم يعمل شيء هناك (لانقاذ الطاقم).
وقال ان استراتيجية البحرية الخاصة بالوجود في كل محيطات العالم كانت خيالا وان كورسك كانت مثالا جيدا على ذلك.
وقال لماذا نحتاج الى غواصات مهمتها الرئيسية هي تدمير حاملات الطائرات الامريكية والسؤال نفسه ينسحب على مفخرة اسطولنا الطراد النووي الثقيل بيوتر فلايكي بطرس الاكبر وله المهمة الوحيدة نفسها .
ومكث بوتين الحاضر بقوة عادة في مصيفه على البحر الاسود ولم يدل الا بتصريح مقتضب.
وتجاهل سلفه بوريس يلتسن القوات المسلحة وحرمها من الاموال التي احتاجتها بشدة للقيام بالاصلاحات المناسبة.
لكن بوتين كان يعطي كثيرا من الاهتمام للقوات المسلحة مما اثار المخاوف في اوساط الليبراليين من ان روسيا قد تصبح مرة اخرى دولة يسيطر عليها مجمعها العسكري الصناعي.
واغدق على الجيش بالثناء ودعم ميزانيته وطار على متن طائرة اسرع من الصوت وابحر في غواصة نووية, ورغم هذا استمر الجيش مصدر صداعه.
ولم يكن الجيش قادرا خلال ما يقرب من عام على تدمير الثوار الانفصاليين في الشيشان.
وفي الشهر الماضي اختلف علانية اثنان من كبار الضباط هما وزير الدفاع ايجور سيرجييو ورئيس الاركان اناتولي كفاشنين حول اتجاه الاصلاح وكان على بوتين ان يتدخل لتهدئته.
وفي حادثة كورسك لم يعلن الجيش عن الكارثة الا بعد يومين من وقوع الحادث يوم السبت وادلى كبار المسؤولين المعنيين ببيانات متضاربة.
ويتفق معظم المراقبين على ان رؤوسا ستطير بعد كارثة كورسك خصوصا عندما ظهر ان الجيش كان مترددا في الاعلان عنها ثم اضاع اياما ثمينة قبل اتخاذ قرار بقبول او عدم قبول عروض المساعدة الاجنبية.
|
|
|
|
|