| العالم اليوم
ديفيد بيتس - نشرة واشنطن
في 15 آب/ أغسطس، انغمس الديمقراطيون في شجون الذكريات وغمرتهم مشاعر الفخار عندما تحدث في المؤتمر القومي للحزب الديمقراطي المنعقد في مدينة لوس أنجلوس (انتهى يوم الخميس ، 17 الجاري) ممثلان عن أسرة كينيدي هما كارولين كينيدي شلوسبيرغ، الابنة الباقية الوحيدة من ابناء الرئيس الراحل جون إف كينيدي، والسناتور تيد كينيدي من ولاية ماساشوستس، شقيق الرئيس الراحل.
وأعادت كارولين كينيدي الى الأذهان ذكرى برنامج التخوم الجديدة الذي أطلقه الرئيس كينيدي، مستعيدة قوله إن البرنامج ليس مجموعة جديدة من الوعود، بل مجموعة من التحديات وأضافت تقول إن روح والدي مازالت حية وإنني لأشكركم جميعاً لأنكم أبقيتموها حية الى الآن , وقالت إن كثيراً من الناس أخبروها وشقيقها الراحل جون إف كينيدي الابن أنهما دخلا مجال الخدمة العامة نتيجة لروح الخدمة العامة التي تمثلت في الرئيس كينيدي.
وربطت ما بين المثالية التي سادت أوائل الستينيات في أمريكا والتحديات التي تواجهنا اليوم، قائلة وهي توجه كلامها للشعب الامريكي إن برنامج التخوم الجديدة ليس برنامجا يعود الى زمن معين بل إنه نداء سرمدي, نحن الآن التخوم الجديدة , ومضت تقول :وبقدر ما نحتاج الى اقتصاد مزدهر، فإننا نحتاج ايضا الى قدر من اللطف والحنان واللياقة , وحثت كارولين كينيدي كل واحد منا عندما يغادر هذا المؤتمر عليه العمل بكل ما يستطيع من جهد لنساعد آل غور في عملية بناء أمريكا وفقا للمثل التي نؤمن بها .
ثم قدمت كارولين عمها تيد كينيدي الذي استلهم ايضا ذكرى الرئيس كينيدي والتخوم الجديدة وتساءل: هل ستكون لدينا الجرأة لكي نحلم بأفق بعيد، أم هل سننغلق على أنفسنا وننظر الى الوراء، نخفض ابصارنا ونضيّق نطاق رؤيتنا؟ هذا هو الخيار الذي نواجهه في انتخابات 2000 .
ومضى السناتور كينيدي يقول، مشيراً الى شقيقه الراحل: كم كان سيكون فخوراً لو رأى كارولين الليلة، وكيف أنها أصبحت امرأة رائعة، كم كان سيكون فخورا بآل غور وبحزبنا وبالجدار الذي حطمناه اخيرا باختيار جو ليبرمان النائب القادم لرئيس الجمهورية , وتحدث كينيدي عن بعض القضايا التي تواجه الامة، ولاسيما الرعاية الصحية، ثم صادق على البطاقة الانتخابية المكونة من غور وليبرمان دون اي تحفظات: أقول لكل الأمريكيين، بغض النظر عن انتمائهم الحزبي إن كنتم تؤمنون بأنه يتوجب علينا أن نستخدم رفاهنا لجعل أبنائنا اصحاء ومكتملين، فعليكم أن تحاربوا من أجل آل غور، لأنه يحارب من أجلكم .
وختم كينيدي كلمته قائلاً: بعد أربعين سنة من هذه الليلة، فليعد جيل قادم من اجيال المستقبل ببصره الى هذا الوقت وهذا المؤتمر، ويقول: هنا انطلقنا بزعامة آل غور لكي نؤمن لكل مواطنينا حقهم الاساسي في العناية الصحية، وهنا حافظنا على العهد في رحلة الأمل، وهنا تجرأت أمريكا على أن تحلم من جديد .
ويعتبر تأييد السناتور كينيدي القوي لبطاقة غور ليبرمان خطوة هامة لأنه يحاط بهالة مما يشبه التقديس والاحترام من قبل كثير من ابناء القاعدة الليبرالية الهامة للحزب الديمقراطي, وتدل استطلاعات الرأي العام على أنه ما زال أمام الحزب الديمقراطي بعض ما ينبغي عمله قبل ضمان ولاء تلك القاعدة, وعلى عكس ذلك، فإن الحزب الجمهوري، كما تدل استطلاعات الرأي العام، يحظى بتأييد تام من قاعدته المحافظة.
وتلا كارولين وتيد كينيدي على منصة الخطابة السناتور السابق بيل برادلي، الذي كان قد خسر السباق على الترشيح للرئاسة لصالح نائب الرئيس آل غور, وكان برادلي قد سرّح في 14 آب/ أغسطس المندوبين ال359 الذين فاز بهم اثناء الانتخابات التمهيدية لكي يكون انتخاب غور مرشحا للحزب انتخابا بالإجماع, وقال برادلي :دعوني اصل الى النقطة الرئيسية مباشرة: إننا هنا جميعا لننتخب الرئيس القادم للولايات المتحدة آل غور, إني أؤيده، إني اصادق على اختياره .
وتطرق برادلي الى القضايا التي نادى بها أثناء حملته الانتخابية، وهي دعم الحكومة للأقليات في تعيينات الوظائف وغير ذلك، ووضع برنامج شامل للرعاية الصحية، وإصلاح نظام تمويل الحملات الانتخابية ومحاربة الفقر, وفي إشارة إلى فلسفة المحافظة العطوفة التي ينادي بها مرشح الحزب الجمهوري جورج دبليو بوش، قال برادلي : إننا غير محافظين في عطفنا ورحمتنا, فنحن، في أحسن حالاتنا، نعطيهما بسخاء .
أما الخطاب الرئيسي في المؤتمر، فقد ألقاه هارولد فورد الابن، عضو مجلس النواب من ولاية تينيسي، وهو اول خطيب رئيسي من الافارقة الأمريكيين منذ ان خطبت عضو مجلس النواب الراحلة باربارا جوردان، من ولاية تكساس، في المؤتمر القومي للحزب الديمقراطي عام 1976.
قال فورد إنه جزء من جيل يلتزم مثل وقيم ماضينا ولكنه يستوحي إلهامه من ثقة لا تتزعزع في مستقبلنا , وتحدث عن الاقتصاد الجديد وروح العمل التي تسود جيلا جديدا من الأمريكيين، وقال: إننا نقف الآن في لحظة عظيمة من الزمن .
وأثنى المشرع الشاب على نائب الرئيس غور، وهو من أبناء تينيسي أيضا، ووصفه بأنه قدوة له ثم قال: إن أمريكا بحاجة الى غور وليبرمان، فانضموا الينا في جعل آل غور رئيسنا القادم وجو ليبرمان نائب رئيسنا القادم , وقال فورد إن الجمهوريين سيعودون بالشعب الأمريكي الى الوراء، الى ماض من الاقتصاد الفاشل والمشاكل الاجتماعية المتفاقمة .
ويعتبر فورد، وعمره 30 عاما، نوعا جديدا من الديمقراطيين السود, فهو يتبنى سياسات وسطية هي أقرب الى سياسات غور مما هي الى سياسات العناصر الليبرالية القديمة في الحزب الديمقراطي, ووجه نداء خاصا الى الجمهوريين وأصدقائنا المستقلين لتأييد البطاقة الديمقراطية باعتبارها فريق المستقبل.
وفي وقت سابق من ليلة الثلاثاء، ألقى داعية الحقوق المدنية جيسي جاكسون خطابا مؤثرا، اشار فيه بشكل خاص الى المنسيين ، بمن فيهم 45 مليون أمريكي ليس لديهم تأمين صحي ، مضيفا بأن واحدا من كل خمسة أطفال يعيش في حالة من الفقر , وأهاب بالبلاد أن تتبنى الوسط الأخلاقي , ووصف جاكسون البطاقة الانتخابية المكونة من غور وليبرمان بأنها فريق الأحلام فريق الحزب الديمقراطي .
وانتقد جاكسون الجمهوريين، وسمى كل الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس الذين يعتبرهم من غلاة اليمين, إن فريق غور ليبرمان، قال جاكسون، قادر على ان يتحدث عن أمريكا واحدة، علم واحد ، وهي اشارة كما يظهر الى رفض المرشح الجمهوري جورج بوش ادانة رفع العلم الكونفدرالي المنشق فوق مبنى الكابيتول في ولاية ساوث كارولينا أثناء الانتخابات التمهيدية هناك, ووصف جاكسون تبني الجمهوريين للتنوع في أمريكا بأنه وهم الانضوائية ، قائلا إن مظهر التنوع اقتصر على المنصة في المؤتمر القومي للحزب الجمهوري.
ومع ان جاكسون اعرب عن تأييد حار لبطاقة غور وليبرمان، إلا ان بعض القلق اخذ يظهر في كتلة المندوبين السود في المؤتمر نتيجة لمعارضة ليبرمان سابقا لبرنامج الدعم الحكومي للاقليات بالفوز بمناصب والارتقاء في الحكومة وغيرها، وخاصة تأييده للاقتراح رقم 209 في كاليفورنيا الذي انهى كل اشكال ذلك البرنامج, وفي اجتماع درامي مع اعضاء الكتلة، سعى ليبرمان الى اعادة تأكيد تأييده للقضايا التي تهم الأمريكيين السود، بما في ذلك برنامج دعم توظيف وترقية الاقليات, وتشير معظم التقارير الى ان اجتماع ليبرمان كان ناجحا.
ويدل استطلاع نشر اثناء انعقاد المؤتمر الديمقراطي في 15 آب/ أغسطس، واجرته مؤسسة تمثل الحزبين الرئيسيين، يدل على أن 41 بالمائة قالوا إنهم سيصوتون لبوش، في حين قال 33 بالمائة إنهم سيؤيدون غور، وقال 4 بالمائة إنهم سيصوتون لمرشحي أحزاب صغيرة اخرى, واعرب 22 بالمائة من الذين تم استطلاعهم عن عدم تأكدهم في الوقت الحاضر عمن سيصوتون له.
|
|
|
|
|