| العالم اليوم
* طهران/ ق,ن,أ
يستعد الاصلاحيون في ايران لخوض معركة الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في مايو من العام القادم وهم يحشدون كل قواهم لتسجيل فوز ساحق للرئيس محمد خاتمي الذي اعلن انه سيرشح نفسه فيما سحب البساط من تحت ارجل المحافظين واسقط ما في ايديهم من اسلحة ولذلك لجأوا الى مجلس صيانة الدستور مجددا الذي بدوره يدرس مقترحا لإلغاء عضوية نواب مجلس الشورى ممن يثبت عدم التزامهم العملي بنهج ولاية الفقيه.
ويقول زعماء اصلاحيون ان المحافظين سيبذلون ما في وسعهم لاثارة المشاكل امام الحكومة ومجلس الشورى طيلة الاشهر المتبقية حتى الانتخابات الرئاسية التي يريدونها استفتاء جديدا على برامجهم الاصلاحية بل وحتى على سقف الاصلاحات بينما المحافظون ما عادوا يملكون وسائل مجدية عدا تمسكهم بقواهم الفعلية في مجلس صيانة الدستور ومجمع تشخيص مصلحة النظام والجيش والحرس الثوري وقوات التعبئة والبارز والمؤسسة الدينية التي تضم المرجعيات وقوى الكبح التقليدية واخيرا الولي الفقيه اية الله علي خامنئي الذي يملك الكلمة النهائية في الفصل الذي تعمد التدخل مؤخرا ومنع مجلس الشورى من مراجعة قانون المطبوعات.
وكان واضحا ان اية مراجعة لقوانين واي تشريع لقوانين جديدة لن يمرا بسهولة مالم يوافق عليها مجلس صيانة الدستور ومن بعده في حال حدوث نزاع مجمع تشخيص مصلحة النظام,, ولكن خامنئي اراد بتدخله المباشر قبل عبور مرحلتي مجلس الصيانة ومجمع تشخيص المصلحة ان يظهر العين الحمراء لكل من تسول له نفسه العمل من اجل تكرار تجربة الاتحاد السوفيتي السابق بعد ان ارتفعت اصوات تطالب باصلاحات خارج اطار الدستور الذي يؤكد على حاكمية الولي الفقيه المؤسسة الدينية.
وفي هذا الواقع قال امين عام مجلس صيانة الدستور احمد جنتي في خطبة صلاة الجمعة ان صلاحيات نواب مجلس الشورى محدودة ولا يحق لهم عمل ما يشاؤون مشددا على ان النواب سيفقدون صفة تمثيل الشعب لو شرعوا ما يتناقض مع الاسلام,, ويأتي كلام جنتي ردا على تصريح رسول منتجبنيا المتحدث باسم جمعية علماء الدين المناضلين التي تضم الرئيس محمد خاتمي روحانيون مبارز وقال فيه ان ايا من المؤسسات في البلاد لا يحق لها التصدي لتشريع يقره مجلس الشورى.
وقال جنتى ان الليبرالية والمنافقين يخشون مجلس الخبراء المعني بتعيين وعزل الولي الفقيه, مشيرا الى رسالة في هذا الصدد وجهها الامام الخميني الراحل للمجلس,, ودعا الصحف الى نشرها,, واكد ان الشعب سيمضي على نهج الامام والثورة ولن يخدع بالاصلاحات الظاهرية المخادعة,, منبها الى ان امريكا تريد تكرار تجربة الاتحاد السوفيتي السابق.
ويعتبر بعض الاصلاحيين ان الفترة الراهنة حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون حبلى بالاحداث والاضطرابات ويروجون الى ان البلاد ستشهد فوضى سياسية تتمثل بازدياد قمع المحافظين واستبدادهم حتى أن عددا من الاصلاحيين ابلغ ان متشددي المحافظين هددوا باغتيال نواب مجلس الشورى من اعداء ولاية الفقيه.
ويعتقد الاكاديمي الاصلاحي علي رضا علوي تبار ان الحركة الاصلاحية ستجتاز المنطقة الوعرة التي تواجهها,, مشيرا الى ان بعض المجموعات السياسية ويعني بها المحافظين تنتهج سياسة ميكافيلية وتبرر استخدام كل الوسائل للوصول الى اهدافها,, وقال علوي تبار في معسكر تعبوي تقيمه الجمعية الاسلامية في كلية اعداد المدرسين في طهران الشفافية السياسية ستساعد على ان يكون المجتمع اكثر عقلانية وان تكون القرارات التي تتخذ اكثر عقلانية ايضا,, مدافعا وهو ممن شارك في مؤتمر عقد في برلين واثار جدلا عن موقف اعضاء مجلس الشورى الذين عارضوا تدخل مرشد الثورة قائلا ان هذا الاجراء كان عبارة عن شفافية سياسية وان جميع الاطراف تصرفوا بعقلانية وهذه الحالة تصب في صالح الديموقراطية .
وفي الاتجاه نفسه رأى نائب اصلاحي ان فوز الرئيس خاتمي بأصوات اكثر في الانتخابات المقبلة سيعزز من دور خاتمي في المصالحة بين الشعب والحكومة.
وقال ممثل مدينة ممسني في اقليم فارس جنوب ايران في مجلس الشورى ابراهيم أميني ان اهم ما قام به خاتمي هو انه صالح بين الشعب والحكومة مضيفا ان اتساع المشاركة الشعبية في كافة المجالات دليل على ان تلك المصالحة قد تمت,, مشيرا إلى أن اهم ما تقوم به الحكومات هو ان تحتفظ بتواجد الشعب في الساحة بصورة مستمرة واذا ما احس الشعب ان هناك من يحترم وجهة نظره سيزيد من حجم مشاركته والعكس صحيح.
وحذر اميني من وجود بعض الجهات التي تريد القاء الخوف والرعب بين الناس لإبعادهم عن التيار الثاني وهم التيار الاصلاحي وعلى هذه الجهات ان تعلم ان الشعب لن يعود عن الطريق الذي اختاره.
وفي الضفة الاخرى قال مستشار القائد العام لحرس الثورة ومساعده للشؤون البرلمانية العدو توصل الى قناعة وهي انه سينجح فقط عن طريق السلاح الثقافي من مواجهة نظام الجمهورية الاسلامية المقدس.
واضاف حسن حميد زادة في مراسم تكريم الاسرى الايرانيين المحررين توصل العدو الى هذه الحقيقة ان السبل العسكرية غير قادرة على مواجهة الجمهورية الاسلامية ومن هذا المنطلق بدأ يشن هجوما ثقافيا على الهوية الدينية للمجتمع الاسلامي واعتبر ذلك هدفه الاساس.
وقال الذين شاركوا في مؤتمر برلين يعتقدون ان العامل الديني هو الذي يحول دون نجاح الاصلاحات.
|
|
|
|
|