أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 21st August,2000العدد:10189الطبعةالاولـيالأثنين 21 ,جمادى الاولى 1421

وطن ومواطن

أكملت دراستي الثانوية بالمدارس الليلية
حصلت على النسبة الأعلى ولم أجد اسمي بين المتفوقين
معالي الدكتور/ أحمد بن محمد الرشيد وزير المعارف .
فإنه لايخفى على أحد ماتبذلونه من جهود جبارة ومساعٍ حثيثة لخدمة التعليم وطلابه وذلك بتوجيهات كريمة من لدن حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها رائد التعليم الأول خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وذلك من أجل النهوض بمسيرة التعليم واللحاق بركب الأمم المتقدمة، وفقكم الله وسدد خطاكم,صاحب المعالي أجد نفسي مرغماً على كتابة ما سأكتب بعد أن تعثرت بي المسالك وسدت في وجهي السبل وعلمت أن لن ينصفني بعد الله إلا معاليكم.
صاحب المعالي,, حفظك الله: أنا ابن من ابنائك الطلاب منَّ الله عليَّ بنعمة النبوغ والتفوق منذ نعومة أظفاري، بل والتميز على أقراني المتفوقين، فقد كنت أتمتع منذ الصف الأول الابتدائي ولله الفضل والحمد بحسن الخط وجودة الإملاء وسلامة النطق والقراءة شعراً ونثراً، وهذا ما أعتقد ندرته في إخواني الطلاب مع احترامي للجميع, ومع تقدمي بالمراحل الدراسية اتضحت سلامة الفطرة لدي أكثر فقد ظهر نبوغي في مادة النحو ومواد اللغة العربية، كتبت الشعر الفصيح في الصف الرابع الابتدائي ومن ثم برزت مواهبي في اللغة الانجليزية والرياضيات والحاسب الآلي، ولم أكن أشكو أو ألاقي أي صعوبة في استيعاب باقي المواد، لا أريد أن أطيل، لكن ما أريد قوله لمعاليكم أنني لم أكن مجرد طالب متفوق وكفى، ولكن تفوقي كان نوعياً ونبوغاً إذا صح التعبير.
ولظروفي الصحية اضطررت للابتعاد عن مواصلة الدراسة فترة ما، وتحديداً في المرحلة الثانوية، ومن ثم بعد زوال هذه الظروف ولله الحمد عدت لمواصلة الدراسة في القسم الليلي، تخرجت في الموسم المنصرم بنسبة هي الأعلى ولله الحمد بين طلاب المنطقة، وبالرغم من ذلك لم أحصل على أي ترتيب ضمن العشرة الأوائل بالمنطقة لكون ذلك حقاً من حقوقي لقاء ما بذلت من جهد.
راجعت مركز اختبارات القصيم بصفته صاحب الشأن في هذا الخصوص ولكني لم أجد عندهم الإجابة الشافية، ففي المرة الأولى قالوا لي بأنهم سيقومون بإعادة النظر في هذا الموضوع وأفادوني بأنني من الممكن أن أحصل على ترتيب ضمن العشرة الأوائل على المملكة نظراً لنسبتي العالية؛ حيث وجدت وعداً منهم بالاتصال بي إذا ما جد جديد، وطال الانتظار ولم أتلق أي اتصال بهذا الشأن، فقمت بالاتصال بهم أملاً في أن أجد الجواب على ماذكرت سالفاً، فأفادوني أن الشخص المطلوب بخصوص موضوعي غير موجود.
انتظرت فترة قبل معاودة الاتصال بالمركز، ولكنهم فاجؤوني بالنفي لما سبق وأن أخبروني به، فقد قال لي من هاتفته بأنه لايحق لي الدخول في قائمة الترتيب نظراً لانتسابي إلى القسم الليلي، وأن النسبة التي حصلت عليها لاتخولني الدخول في قائمة الترتيب لنفس السبب.
فسألت عن سبب ليبطل العجب,,! كيف يضيع مجهودي الذي بذلته للحصول على هذه النسبة سدى,,,؟!؟.
فأجابني قائلا: بأنني استحق المركز التاسع أو الثامن على حد تعبيره,,,!
فوا عجبي,,! كيف تكون نسبتي الأعلى واحصل على المركز التاسع او الثامن!؟؟
وحتى إذا افترضنا صحة ذلك وهذا غير منطقي البتة فأنا لم أجد اسمي في المركز التاسع أو الثامن وكأني حصلت على هذه النسبة هبة دون مجهود.
وكيف لايعترف مركز الاختبارات بنسبتي بينما أخذتها الجامعات بعين الاعتبار ويعللون ذلك بانتمائي للمدرسة الليلية؟ فهل يعني انتمائي للمدرسة الليلية أن تفوقي هذا ونسبتي تلك أتت من فراغ؟ أو أنني لا استحقها!؟
إنها نفس المواد ونفس المنهج ونفس الأسئلة فبماذا نفسر ذلك؟وكيف؟
وفي الحقيقة,, إن الحصول على نسبة عالية أصعب منه في المدارس الليلية عنها في المدارس النهارية وذلك لأسباب عدة منها على سبيل المثال: عدم وجود أعمال السنة لدى طالب الليلي مما يساعد في تحصيل بعض الدرجات، حيث أن طالب الليلي يمتحن من درجة الفصل الواحد كاملة مما يؤثر عند وجود أقل خطأ فيكون النقص في الدرجات مضاعفاً.
ومن الأسباب أيضاً: ضعف الإمكانات المتوفرة في المدارس الليلية، فمثلاً لم يكن يوجد في المدرسة الثانوية التي درست فيها معمل للحاسب الآلي، ونعلم مدى أهمية المعمل والتطبيق العملي في مادة الحاسب الآلي، ومع ذلك فقد حصلت ولله الحمد على النهاية الكبرى في هذه المادة، فعلام يدل ذلك؟
زد على ذلك قلة عدد الساعات في الدراسة الليلية، فمثلاً لاتوجد حصة لمادة الإنشاء، وذلك من أجل أن يلم الطالب ببعض مهارات الكتابة الإنشائية، وهذه أيضاً حصلت فيها على الدرجة كاملة,, أحمد الله على منِّه وفضله.
وغير ذلك الكثير من الأمور التي لاتساعد طالب الليلي في التحصيل، ولكن مركز الاختبارات لايعترف بكل هذا ولم يأخذ بعين الاعتبار المجهود الذي بذلته للحصول على هذه النسبة وهذا التفوق لمجرد أنني طالب ليلي وكأن المدارس الليلية غير معترف بها.
لذا آمل من معاليكم النظر فيما ذكرت لكم متمنياً من الله عز وجل أن يحق الحق على أيديكم، وأنا على أتم الاستعداد لتقديم ما يثبت صحة أقوالي كي تظهر الحقيقة واضحة جلية.
أخيراً وليس آخراً,, يعلم الله أني ما ذكرت ذلك عن نفسي فخراً ولا رياءً، وإنما لأتمكن من خدمة هذا الوطن المعطاء بأفضل ما أستطيع، ولا أطالب من خلال ما ذكرت بمعاملتي معاملة خاصة وإنما أرجو من معاليكم إنصافي ليقيني التام بأنكم لن تخذلوني,, والله من وراء القصد.
علي بن عبدالعزيز بن علي الجبيلان

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved